- الهلال الاحمر : طواقمنا تتعامل مع ١٤ اصابة في بيتونيا بالقرب من سجن عوفر
رغم سريان التهدئة، لا تزال مدينة رفح جنوب قطاع غزة تعيش واقعًا صعبًا، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع سكانها النازحين من العودة إلى أحيائهم. بعد أسابيع من النزوح القسري، تحوّلت آمال الأهالي بالعودة إلى صدمة، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين في المجهول، بلا مأوى أو ضمانات تتيح لهم الرجوع إلى منازلهم المدمرة.
في حديثه لـ لـ"الكوفية" ، يقول المواطن أحمد النجار، أحد سكان رفح النازحين: "كنا نظن أن التهدئة تعني عودتنا إلى منازلنا، لكن الاحتلال يمنعنا من الوصول حتى إلى أطراف المدينة. لا نعرف إلى متى سيستمر هذا الوضع، ونحن عالقون بين التشريد والجوع."
من جهتها، تؤكد أم سامي، وهي أم لخمسة أطفال، أن الأوضاع تزداد صعوبة يومًا بعد يوم: ننعيش في ظروف كارثية. نريد فقط العودة، حتى لو كانت منازلنا مدمرة، فالحياةبعيدة عن بيوتنا واعهلنا ومنطقتنا أصعب بكثير."
ورغم أن التهدئة كان يُفترض أن تمنح السكان فرصة للعودة إلى منازلهم أو تفقد ما تبقى منها، إلا أن الاحتلال يفرض قيودًا صارمة، ويمنع دخول السكان إلى مايقارب كيلو متر على طول الحجودج الفلسطينية المصرية.
يتزامن ذلك مع استمرار جيش الاحتلال في التمركز على طول محور فيلادلفيا، حيث تتقدم آلياته العسكرية بشكل مستمر حتى وصلت إلى مناطق وسط رفح. ورغم سريان التهدئة، يواصل جنود الاحتلال إطلاق النار والرصاص الحي على المواطنين، ما يفاقم معاناة السكان ويمنعهم من الاقتراب من مناطقهم الأصلية.
يقول الناشط الحقوقي يوسف عبد الله لـمراسلنا: "الاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد في رفح، من خلال منع النازحين من العودة، بالتزامن مع التمدد العسكري داخل المدينة. استمرار إطلاق النار رغم التهدئة يشير إلى أن الاحتلال لا ينوي السماح بعودة السكان في الوقت القريب."
لا تقتصر معاناة أهالي رفح على منع العودة، بل تمتد إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والمستلزمات الأساسية، حيث تعاني المناطق التي نزحوا اليها من ظروف معيشية قاسية كما يعيش معظمهم في خيام مهترئة لا تصلح للحياة آملين بالعودة الى بيوتهم اتلمدمرة في رفح.
ولا زال مصير عشرات الآلاف من أهالي رفح مجهولًا في ظل سياسة الاحتلال التعسفية، التي تعرقل عودتهم إلى مدينتهم، رغم سريان التهدئة. ومع استمرار التوغل الإسرائيلي وإطلاق النار المتواصل، تتزايد معاناة الأهالي، الذين يواجهون خطر البقاء في العراء بلا أي حلول واضحة تضمن لهم حق العودة إلى منازلهم وسط ترقب حذر للمرحلة الثانية التي من المقرر أن ينسحب فيها الاحتلال من محور فيلادلفيا.