اليوم الاثنين 20 يناير 2025م
نحو صفحة أخرى من الصراعالكوفية شهيدان برصاص قناصة الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزةالكوفية مدير المستشفيات الميدانية في غزة: جيش الاحتلال دمر المنظومة الصحية في القطاع بطريقة ممنهجةالكوفية مدير المستشفيات الميدانية في غزة: 25 ألف مصاب في القطاع يحتاجون إلى العلاج في الخارجالكوفية مدير المستشفيات الميدانية في غزة: نحتاج إلى إنشاء مركز علاج حروق جراء كثرة المصابينالكوفية منظمة الصحة العالمية: نسعى لإعادة تأهيل القطاع الصحي في قطاع غزةالكوفية الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنيةالكوفية الصحة: 122 شهيدًا و341 مصاباً بغزة خلال 24 ساعةالكوفية "الأوقاف" تكشف حصة حجاج فلسطين و"خيارات" غزةالكوفية الأمم المتحدة: الحرب على غزة خلفت 50 مليون طن من الركامالكوفية شهيد بانفجار جسم من مخلفات الاحتلال في رفحالكوفية النقد تصدر تعليمات جديدة للمصارف بشأن أقساط المقترضين المتراكمة بالضفة وغزةالكوفية الاحتلال يُطارد رعاة الأغنام جنوب أريحاالكوفية الإعلام الحكومي: ربع مليون وحدة سكنية دمرها الاحتلال في القطاعالكوفية "التنمية" تنهي استعداداتها لاستقبال مساعدات غزة من المعابرالكوفية الصحة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 47,035 شهيدًا و111,091 إصابة منذ السابع من أكتوابرالكوفية شهيد وجرحى جراء انفجار جسم مشبوه بمنطقة صوفا شرق رفحالكوفية جلسة مفتوحة لمجلس الأمن اليوم بشأن الأونرواالكوفية ما هو موعد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل؟الكوفية مقداد: نواجه مرحلة مفخخة تتطلب الوعي الكامل لتفادي العودة إلى دائرة الحرب الأولىالكوفية

الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية

15:15 - 20 يناير - 2025
راسم عبيدات
الكوفية:

الحل يكمن بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة فلسطينية، دولة فلسطينية الكنيست الإسرائيلي سن قانوناً يعتبر إقامتها خطراً على وجوده، وإسرائيل التي جربت كل الحلول العسكرية والأمنية، والتي قالت إنه من الصعب فناء الشعب الفلسطيني أو اختفائه، ومعركة السابع من أكتوبر، والتي هزت ركائز قوة المشروع الاستعماري، القدرة على الاحتلال والقدرة على التهجير، وكذلك الفشل الاستراتيجي في الحروب التي شنت على اليمن ولبنان وقطاع غزة، قالت بسقوط مشاريع "إسرائيل الكبرى"، أو إسرائيل العظمى أو العظيمة. وهذا يعني أن قادة إسرائيل على الجبهة السياسية أمام تحولات كبرى وعميقة، هذه التحولات تقول بأن تستمر إسرائيل في حروبها المتواصلة في المنطقة، مع استمرار تراكم الخسارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، أو أن تذهب إسرائيل إلى خيار لم يتجرعه أو يتقبله قادة إسرائيل حتى اليوم، ألا وهو الذهاب إلى خيار حل الدولتين، لكي ينقذ إسرائيل مما وصلت إليه من حالة انهيار، واعتقد أنه بعد معركة السابع من أكتوبر، ومآلاتها وتداعياتها الكارثية والتي تعبر عن فشل وجودي، سيضع إسرائيل أمام ثلاثة خيارات صعبة ومعقدة، حسب ما قالته مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية ، أولها، الانقسام، انقسام إسرائيل إلى حكومتين بعد سقوط حكومة الحرب، وإقامة دولة للمستوطنيين، وثانيها، بقاء إسرائيل موحدة مع الذهاب إلى حرب أهلية، بين المستوطنين وبين سكان المدن الكبرى مدعوماً من قبل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، وثالثها، ذهاب إسرائيل نحو الصوملة والانهيار الاقتصادي الكبير والهجرة المعاكسة الكثيفة وبما ينتج دولة فاشلة، وتصبح إسرائيل جمهورية من جمهوريات الموز العالم ثالثية.

هناك إجماع في إسرائيل بأنها فشلت في تحقيق أهداف الحرب، نتنياهو فشل في الجانب السياسي والجيش فشل في الجانب العسكري، وإقرار بأنه رغم شدة الضربات التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية، لكنها لم تتمكن من القضاء عليها، ونتنياهو الذي كان يقول أنه في عام 2023 لن يكون هناك حماس في قطاع غزة، ها هو في 2025 يتفاوض مع حركة حماس والتي ما زالت تمسك بالسلطة وإدارة القطاع، والمقاومة لم تنته أو تخرج من المشهد، بل نتنياهو وجيشه سيضطرون مجدداً للتساكن مع المقاومة على حدود قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية.

الإعلام الإسرائيلي قال حول الإقرار بهزيمة إسرائيل وعدم تحقيقها لأهدافها، هذا عقاب جماعي لنا على الأخطاء التي ارتكبت منذ السابع من أكتوبر، ولذلك هذا هو حجم الكارثة وثمنها.

رئيس الموساد السابق، تامير باردو، خلال حديثه إلى القناة العبرية 12، أعاد التذكير بحرب فيتنام في العاصمة سايغون، وقال: "في اليوم الأخير من الحرب، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أميركي وآخر من شمالي فيتنام. حينها قال الأميركي للضابط الفيتنامي: "في كل الحرب، نحن لم نخسر في معركة واحدة"، ليرد عليه الأخير: "قد يكون هذا صحيحاً، لكن في صباح يوم غد، أنتم ستغادرون ونحن سنبقى".

أما رئيس مجلس الأمن القومي السابق  غيورا آيلاند وصاحب خطة الجنرالات لفصل شمال غزة عن جنوبها، فقد قال بأن الحرب فشلت فشلاً ذريعاً وبأن حماس انتصرت.

الزلزال الذي حل في إسرائيل، سيكون له الكثير من الهزات الارتدادية، ستصاحب إسرائيل لأشهر أو لربما لسنوات، فحكومة الحرب الحالية، هناك بوادر على تفسخها وسقوطها، حيث زعيم " القوة اليهودية" بن غفير أعلن أنه وحزبه سينسحبان من الحكومة والائتلاف، احتجاجاً على الصفقة الكارثة، والتي وصفها بالخطر على الأمن القومي الإسرائيلي، وبأنها استسلام لحماس، وسموتريتش زعيم "الصهيونية الدينية" الذي كان يحلم بالعودة للاستيطان في قطاع غزة، والذي يشاطر بن غفير وجهة نظره بكارثية الصفقة ووقف إطلاق النار دون تحقيق أهداف الحرب الاستراتيجية، فلا نصر حاسماً تحقق، ولا خطة جنرالات في شمال قطاع غزة تحققت، ولا طرد ولا تهجير لا قسرياً ولا طوعياً، والأهم من ذلك المقاومة الفلسطينية لم تفن.

يبدو بأن الحسابات ستكون قاسية بعد توقف الحرب، حيث الصراعات والانقسامات والخلافات ستطفو على الساحة السياسية، وهي ستعيد تلك الخلافات والانقسامات إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، صراعات سياسية وخلافات مجتمعية، تقرب دولة الاحتلال من الحرب الأهلية.

نتنياهو الذي بقي يحاول ويناور حتى اللحظة الأخيرة لكي يتهرب من الاتفاق الذي فرض عليه، بفعل صمود المقاومة الأسطوري، والخسائر الكبيرة التي أصابت جيشه في حرب استنزافية طويلة، والضغوط الكبيرة الداخلية التي تعرض لها، والخارجية وخاصة من قبل الرئيس الأمريكي ترمب، والذي أعاد تحذيره بضرورة الالتزام بتطبيق الاتفاق، وإلا فإن جحيماً سيفتح في المنطقة، وقال لنتنياهو "عليك القيام بما يجب القيام به".

نتنياهو الذي قال بأن إسرائيل ستعود إلى الحرب وبموافقة أمريكية، وهناك تطمينات من الرئيسين الأمريكي الراحل بايدن والقادم ترمب، وبأنه سيعزز الأمن والسيطرة على محور فلاديلفيا، وأن الجيش والحرب حققت أهدافها، كل ذلك لن يسعف نتنياهو، فالعودة للحرب بعد عودة سكان شمال قطاع غزة، سيصعب من العودة للحرب، وكذلك الجيش الإسرائيلي منهك ويحتاج للراحة والتدريب.

نتنياهو يدرك بأن توقف الحرب سيشكل مخاطر على مستقبله السياسي والشخصي، فعدا الانقسامات والصراعات السياسية، فهناك لجان تحقيق سيتم تشكيلها على غرار لجنة " فينوغراد 1" التي تشكلت بعد حرب تموز 2006 العدوانية على المقاومة وحزب الله اللبناني، والتي فشلت أيضاً في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، لا شرق أوسط كبيراً تشكل ، ولا حزب الله تم القضاء عليه، ولا جنود أسرى تمت استعادتهم، ولذلك لجنة التحقيق أطاحت برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يهود أولمرت والعديد من القيادات العسكرية والأمنية، ونتنياهو لن يكون بمنأى عن المساءلة والمحاسبة عن الإخفاقات الأمنية والعسكرية الكبيرة في السابع من أكتوبر، وعن الهزيمة التي لحقت بجيشه، ناهيك عن أن هناك تهماً منظورة ضده أمام القضاء الإسرائيلي، ويحاكم عليها، الرشوة، وسوء الائتمان، وخيانة الأمانة، وهذه التهم مجتمعة تقول بأن نتنياهو سيكون مصيره السجن لا محالة.

أريد أن أذكر هنا بأن وزير الحرب الإسرائيلي كاتس الذي أعطى شرعنة للمستوطنين من أجل القتل بالإفراج عن مستوطنين معتقلين إدارياً على خلفية اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية والقدس، وبأنه لن يصدر أوامر اعتقال إدارية جديدة بحق المستوطنيين، ومن التجارب السابقة، فغلاة المستوطنين، بعد توقيع اتفاق أوسلو، أقدموا على تنفيذ عملية اغتيال بحق رابين في تشرين الثاني 1995، وكذلك نفذ المجرم باروخ غولدشتاين مجزرة بحق المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي في الخليل في شباط 1994، ولذلك من غير المستعبد أن يرتكب هؤلاء المستوطنون مجازر بحق الفلسطينيين.

المهم بعد أن قاد الفشل الاستراتيجي في الحروب التي قادتها إسرائيل ضد اليمن ولبنان وقطاع غزة، وسقوط مقولات إسرائيل الكبرى وإسرائيل العظيمة والعظمى، وبعد أن هز هذا الفشل الاستراتيجي ركيزتين من ركائز قوة المشروع الاستعماري، القدرة على التهجير والقدرة على استمرار الاحتلال وتوسيعه، فإن رعاة

إسرائيل ومشروعها، باتوا يبحثون عن خيار إنتاج قيادة سياسية إسرائيلية تقبل بحل الدولتين، حتى لا يتفكك المشروع الاستيطاني على أرض فلسطين، ولذلك بعد حرب غزة الدامية، والتي جلبت كل العالم إلى غزة من أجل وقفها، قالت بشكل واضح بأن الحل يكمن في السياسة، وليس بالحلول العسكرية والأمنية، فهل سنقف أمام قيادة إسرائيلية قادرة على السير في هذا الخيار؟

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق