اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024م
عاجل
  • إطلاق نار وقذائف بشكل مكثف شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
  • الاحتلال يشن 3 غارات جوية على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • جيش الاحتلال ينسف مربعا سكنيا وسط مدينة رفح
إطلاق نار وقذائف بشكل مكثف شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزةالكوفية الاحتلال يشن 3 غارات جوية على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية جيش الاحتلال ينسف مربعا سكنيا وسط مدينة رفحالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شابا من بلدة بيتونيا غرب رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة قباطية جنوب جنينالكوفية شهيدان وعدد من الجرحى جراء استهداف مجموعة من المواطنين في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونسالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف مدينة بيت لاهيا شمالي غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في عرب العرامشة شمال فلسطين المحتلةالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الـ 419 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف شمال غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقـاومين وقوات الاحتلال لدى اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرمالكوفية قوات الاحتلال تحاصر منزلاً في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية قوات خاصة من جيش الاحتلال تقتحم محيط مخيم نور شمس في طولكرمالكوفية قوات الاحـتلال تداهم عددا من منازل المواطنين خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم قرية كفر مالك شرق رام اللهالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين شمال غزةالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين لعائلتي سحويل وزقوت في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء غارات الاحتلال على مناطق عدة بقطاع غزةالكوفية استشهاد الشاب زكريا أحمد حسان في قصف الاحتلال المستمر على مخيم جباليا شمال غزةالكوفية الإعلام الحكومي: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 190 منذ بدء حرب الإبادة على القطاعالكوفية

أسوأ ما يمكن تصوّره الآن...!!

10:10 - 26 سبتمبر - 2023
الكوفية:

نواصل تحليل "حل الدولتين" كقناع لديمومة الاحتلال. ونبدأ بما يشبه ضربات سريعة وعريضة بالفرشاة. فمن الثابت أن طليعة المُعترضين على "الانقلاب القضائي" تمثل شرائح عليا، ووسطى، من الطبقة الوسطى إضافة إلى شرائح تمثل المُركّب الاقتصادي ـ العسكري في أعلى هرم الدولة والمجتمع.
 ولكل هؤلاء امتدادات وصلات لا تحصى بالحقل الثقافي، المكان الأمثل لإنتاج وتسويق رأس المال الرمزي، ناهيك عن تقنيات وآليات التعبئة والتحريض (وسائل الإعلام الخاصة والعامة، منصّات التواصل الاجتماعي، جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، مختلف أنواع الفنون السمعية والبصرية، وما للشخصيات العامة من سلطة رمزية تصلح للاستثمار في الحملات السياسية).
والواقع أن الصحافة الإسرائيلية تزخر بالكثير مما يؤكد هذه الخلاصة: من طياري شركة العال الذين رفضوا قيادة الطائرة التي ستقل رئيس الوزراء نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وقبلها إلى إيطاليا (وأغلب هؤلاء كانوا طيارين عسكريين على الأرجح) إضافة إلى تهديد جنود الاحتياط بالامتناع عن الالتحاق بوحداتهم العسكرية. وفوق هذا كله يدور كلام عن نقل كبار المستثمرين، وأصحاب الشركات الناشئة، خاصة في التكنولوجيا والصناعات ذات الصلة، أعمالهم وأموالهم إلى أوروبا والولايات المتحدة.
تفيد هذه الخلاصة في استقراء الملامح الاجتماعية، أو الخارطة الطبقية (إن شئت) للمعترضين على "الانقلاب القضائي". ولعل في مجرّد الاحتجاج في الشارع منذ مطلع العام، وبزخم متجدد، ما يؤكد حقيقة أن هؤلاء قوّة جبارة مؤثرة وفاعلة فعلاً. ولو افترضنا، نظرياً، أن هؤلاء، وبما لديهم من أسباب القوّة والنفوذ قد تظاهروا ضد الاحتلال فمن المؤكد أن تكون النتيجة تقويضه وزعزعة أركانه. ولكن هذا لا يحدث لأن هؤلاء هم كبار المستثمرين فيه، وسدنته.
على أي حال، لا تحتمل مرافعة كهذه التبسيط، ولن يزعم أحد القدرة على تزويدها بما تستحق من شواهد واستدلالات منطقية في معالجة سريعة، أو دفعة واحدة. لذا، ومع هذا كله في البال، سنتناول فكرة واحدة من جوانب مختلفة، ونحاول النفاذ إلى منطقها الداخلي للتدليل على ما ذهبنا إليه.
تقول الحكمة الشائعة إن المعترضين على "الانقلاب القضائي" إنما يفعلون هذا فضحاً لما يرونه محاولة لتغيير هوية الدولة والمجتمع، ودفاعاً عن قيم الديمقراطية (التي سبق وقلنا إنها إثنية) والليبرالية، وما يتصل بهذه وتلك من بلاغة وحقوق وضمانات لا يكفلها القانون وحسب، بل ويُسيّج بها أسلوب حياتهم، أيضاً.
لا بأس. سبق وألمحنا إلى كون الصراع على روح وهوية الدولة والمجتمع، وإلى إدراك طرفيه للأمر، وأنشأنا علاقة دلالية مباشرة وسريعة للاستنتاج بأن الساعي إلى جعل الشريعة اليهودية (الهالاخاه) مصدراً لتعريف هوية الدولة والمجتمع، لن يجد صعوبة فعلية، ولن تعوزه الشواهد الدينية (التي اخترقت المتن في الحقل الديني، وتقترب منه بخطى حثيثة في الحقل السياسي) في جعلها مصدراً لتعريف الاحتلال كخلاص للأرض، والفلسطينيين كمقيمين غير شرعيين.
وأود العودة، هنا، إلى واقعة تستحق الذكر. أذكر في أواخر التسعينيات أنني سألت إسرائيل شاحاك، الذي كرّس كتاباً لنقد الديانة اليهودية (نقلته إلى العربية، أيضاً): لماذا يعارض يشعياهو ليبوفيتش الشريعة اليهودية، بل وحتى صلاة اليهود في حائط المبكى، رغم أنه يُعرّف نفسه كصهيوني متديّن؟ قال: إن ليبوفيتش يخشى على اليهودية من الدمار الذاتي إذا استعجلت الهيمنة على الدولة قبل نضجها، وامتلاكها لكل أسباب النجاح. (سبق وتلقّت لطمة عنيفة بعد دعوة شبتاي تسفي وفشلها المدوي في القرن السابع عشر).
بدا الجواب، حينها، مقطوع الصلة بالواقع، فأوسلو لم يكن قد تعثّر بعد. والمعسكر القومي ـ الديني، الذي تعززت مصادر قوته بعد حرب الانتفاضة الثانية، لم يكن بالصورة التي نراه عليها هذه الأيام. لذا، تبدو العودة الآن إلى جواب شاحاك، أكثر دلالة وصلة بالواقع. وبقدر ما أرى أعتقد أن الخوف من "الدمار الذاتي" يفسّر لماذا التحق بعض المتدينين، وحتى من المعسكر القومي ـ الديني بمعارضي "الانقلاب القضائي". ولماذا يكثر الكلام عن، والتحذير من، الصراعات الداخلية التي فتكت باليهود واليهودية في أزمنة توراتية مضت.
سنجد كلاماً كثيراً هذه الأيام عن الصراعات التوراتية، ونزعة الانتحار الذاتي، التي جنح بعض المعلّقين الإسرائيليين إلى حد القول إنها في "الجينات". ومع ذلك، نستطيع التفكير في جواب آخر، لا ينقض جوابين محتملين سابقين، بل يضيف إليهما. أعني: يُدرك معسكر الديمقراطيين العلمانيين (إن جازت التسمية) أن جعل الشريعة مصدراً لهوية الدولة والمجتمع لا يهدد أسلوب حياتهم وحسب، بل وبقاء الدولة، أيضاً.
فزيادة الجرعة الدينية، وتآكل السمات العلمانية والديمقراطية للدولة يعمّق الشرخ بينها وبين اليهود من مواطني الديمقراطيات الليبرالية في الغرب (الشرخ قائم، ولم يعد حجبه ممكناً). وهذا يعني نهاية وهم مفاده أن الدولة الإسرائيلية تمثل نهاية سعيدة للمسألة اليهودية، وخاتمة بطولية للتاريخ اليهودي نفسه. بيد أن الشرخ لا يقف عند هذا الحد. فالعلاقة بالغرب لن تصمد، بصورتها الحالية، مع وجود دولة يصنع المعسكر القومي - الديني هويتها وقوانينها وسياساتها.
 هذا لا يعني انتظار نهاية تراجيدية سريعة للعلاقة (يحفل الشرق الأوسط بأنظمة أوتوقراطية أسوأ بكثير من دولة إسرائيلية محتملة من الفصيلة نفسها) بل يعني أن روافعها الأخلاقية والسياسية لن تبقى على حالها. وهذا ما لا ينبغي التقليل من مخاطره، وتداعياته الكارثية بالنسبة للإسرائيليين. فإسرائيل "كانت كتاباً قبل أن تكون دولة" كما في عبارة ذات دلالة لعاموس عوز. ولعل أسوأ ما يمكن تصوّره الآن، بالنسبة لآباء الدولة، وبناتها، أن يرى حلفاؤها التقليديون، والعالم، صورة بن غفير وسموتريتش على الغلاف.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق