اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024م
حينما يعلو صوت الأسير الفلسطينيالكوفية غانتس يوجه رسالة لنتنياهو بشأن غزة وإعادة الأسرىالكوفية مرسوم الرئيس عباس..تدليس قانوني ناطقالكوفية أميركا مرجعية قرار الحرب والتسويةالكوفية العدالة الدولية الغائبة: اعتقال نتنياهو هو الاختبارالكوفية انتصروا علينا بالقتل، وانتصرنا عليهم بالقتالالكوفية بث مباشر | تطورات اليوم الـ 419 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء وجرحى باستهداف الاحتلال تجمعا للمواطنين في النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية دولة الاحتلال تستأنف قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانتالكوفية مراسلنا: مدفعية الاحتلال تقصف منازل المواطنين شمال غربي النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية الدفاع المدني: أكثر من 80% من معداتنا خرجت عن الخدمة جراء استهدافات الاحتلال المتواصلةالكوفية يونيسيف: 30% من الأطفال في قطاع غزة يعانون سوء التغذية الحادالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلين شمال غزةالكوفية إطلاق نار وقذائف بشكل مكثف شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزةالكوفية الاحتلال يشن 3 غارات جوية على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية جيش الاحتلال ينسف مربعا سكنيا وسط مدينة رفحالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شابا من بلدة بيتونيا غرب رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة قباطية جنوب جنينالكوفية شهيدان وعدد من الجرحى جراء استهداف مجموعة من المواطنين في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونسالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف مدينة بيت لاهيا شمالي غزةالكوفية

حنا مينا.. الروائي في الزمن الصعب

09:09 - 21 أغسطس - 2023
ثائر نوفل أبو عطيوي
الكوفية:

في الذكرى الخامسة على رحيل "حنا مينا" شيخ الرواية السورية، وأحد أهم الروائيين العرب في العصر الحديث، الحاصل على الشهادة الابتدائية لا غير، الذي استطاع أن يجسد معالمها نحو الابداع، ليجعلها أسطورة في رحاب فن الممكن والمستطاع.

استطاع " حنا مينا " الروائي في الزمن الصعب، ومنذ الصغر أن يقهر ليل الحرمان وذل الفقر، الذي رافقه منذ ولادته في ظل ظروف قاسية شديدة  للغاية، ، فعندما سُئل" حنا مينا" في أحد المناسبات ، من أي الجامعات تخرجت.؟ ، أجاب قائلا: "من جامعة الفقر الأسود!" ، وهذا بالتحديد هو فن الممكن ، الذي استطاع " حنا مينا" أن يصل إلى ما وصل إليه من عبقرية فذة خارقة  المعجزة والحدود ليحطم كل القيود، ليصل بمؤلفاته ورواياته نحو العالمية بإرادة واثقة عنوانها يستطيع الانسان أن لا يضيع في مستنقع الجهل والعوز والفقر، وأن يكون شمس مشرقة ولوحة مشرفة ورسالة خالدة وإرث انساني نبيل تتناقله الأجيال جيلاُ بعد جيل ، ويكتب له التميز والوجود، المؤمن بالبقاء والخلود مادامت النفس المطمئنة  قادرة على نشيد الأمل الغائب والفرح المنسي مع كل يوم جديد.

حنا مينا ، أديب البحر العاشق لطقوسه، الذي اختاره ليكون عالمه المنفرد البعيد عن اليابسة، التي كانت روح " حنا" من اليابسة يائسة، والذي كان كاتب الكفاح والفرح الانسانيين، الذي قهر في  جبروت شخصيته ومؤلفاته ورواياته الظلم والاضطهاد والفقر والحرمان والاستبداد والاستعباد، واستطاع تكوين معنى سر الانتماء والبقاء أمام عواصف الحياة ورياحها العاتية دون انهزام أو انطواء ، لأنه "مينا"، يعتبر وضمن الحركة الأدبية من رواد  تيار الواقعية الاجتماعية ، ومن رواياته نهاية رجل شجاع والمصابيح الزرق والياطر ، والثلج يأتي من النافذة، البحر والسفينة، وحكاية بحار، والمستنقع ، والشمس في يوم غائم، وبقايا صور، وكيف حملت القلم، والقطاف ، والمرفأ ، ومجموعته القصصية التي بعنوان : من يذكر تلك الأيام.

استطاع " حنا مينا" أن يحطم الصخر وينقش بأنامله الصغيرة في طفولته البائسة المبكرة عالماً لم يكن يتوقع الوصول إليه يوماً ما، ولم يكن كذلك الوصول إلى ما وصل إليه  محض صدفة أو سهل ، بل كان مخاض تجربة ميلاد عسير في ظل واقع مرير، عنوانه تحقيق العدالة الإنسانية في ظل المستحيل، الذي شملت كافة جوانب شخصيته وأثرت بها، والذي اجتاز بها كافة مراحل حياته من خلال حصوله على الشهادة الابتدائية، التي كانت نهاية مؤهلاته العلمية، وبداية حياته الابداعية ذات الاعجازات والانجازات، التي تحدت بعنفوان تكوينها كافة المعيقات، لتروي لنا حكاية مادام هناك متسع للعيش والحياة ، فهناك أملاً للنشيد.

حنا مينا ... سيبقى تكويناً أدبياً خالداً مع مرور الزمن، لتحكي رواياته وقصصه كيف استطاع الانسان النهوض في عملية البناء النفسي والثقافي في واقع عسير لا يؤهله ولو خطوة واحدة على التقدم والمسير، ولكن استطاع " حنا مينا" بالصبر والمثابرة والكفاح والفرح ورغم عمق الفقر والعوز والجرح ، ان يكون انساناً ايجابياً في هذه الحياة، وعنواناً أدبياً وأيقونة روائية سطورها تتناقلها الأجيال المثقفة جيلًا بعد جيل.

  حنا مينا، الانسان الذي لم تستطع الأيام أن تطويه أو تكسره أو تهزمه من شدة النكبات والأحزان وعالم الفقر والاضطهاد والحرمان ، إلى كل ذلك بل وأكثر، إلى روح  "حنا مينا" شيخ الرواية وقديس الحكاية وردة وسلام.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق