- الدفاع المدني: انتشال شهيدين وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في مشروع بيت لاهيا شمال غزة
- جيش الاحتلال ينسف منازل سكنية شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
أصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بيانًا في أحد الشعانين، ندّدت فيه بالغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى الأهلي العربي المعمداني في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ لقدسية الحياة في أرض الفداء، وطعنة موجعة في صميم الرسالة المسيحية الإنسانية".
وجاء في البيان أن "الاعتداء وقع في ساعات الفجر الأولى من يوم أحد الشعانين، على صرحٍ طبي عريق تجذّرت جذوره في الرحمة المسيحية، وخدم لعقودٍ جرحى ومحتاجين بغضّ النظر عن انتماءاتهم". وأضافت البطريركية أن الغارة دمّرت أقسامًا حيوية من المستشفى وأخرجته عن الخدمة بالكامل، مما أجبر عشرات المرضى والجرحى، بينهم أطفال، على مغادرة أسِرّتهم إلى العراء وسط الفوضى والبرد والموت المترصّد.
وحمّلت البطريركية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاستهداف المتعمّد لمنشآت الشفاء في قطاع غزة، مؤكدة أن هذا الاعتداء لا يطال البنية التحتية فقط، بل يضرب في جوهر القيم الإنسانية التي حملتها تعاليم السيد المسيح. وقالت إن مستشفى المعمداني كان من بين آخر ما تبقى من مراكز علاجية في غزة، بعد أن أتت آلة الحرب على معظم المنشآت الصحية، في سياق وصفته بأنه "تجريف شامل للرحمة في وجه العنف المنهجي".
وعلى الرغم من الجراح والدمار، أشار البيان إلى أن كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون – أحد أقدم معالم المسيحية في غزة – شهدت إقامة قداس أحد الشعانين في أجواء يغمرها الإيمان والثبات، في رسالة رمزية مفادها أن "صوت الصلاة لا يُقصف، ونور المسيح لا يُطفأ، حتى في عمق الألم".
واختتمت البطريركية بيانها بالتشديد على أن الكنيسة التي تحفظ القبر المقدس، وتحمل رسالته من الألم إلى القيامة، لا تقف صامتة أمام هذا الجرح المفتوح، بل ترفعه صلاة وموقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا، مستشهدة بآية من سفر الرؤيا:
"وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، ولا يكون موتٌ بعد، ولا حزن، ولا صراخ، ولا وجع"، مؤكدة أن الرجاء المسيحي باقٍ، وأن المحبة التي دعا إليها السيد المسيح أقوى من الحقد، وأن كرامة الإنسان لا تُقهر مهما تكسّرت تحت أنقاض القصف.