القدس المحتلة - "حين تُذبح مئات الأرواح البريئة في ساعات الفجر الأولى بقرار سياسي واعٍ، فإننا نتحدث عن مجزرة تُنفّذ بدمٍ بارد كوسيلة لإطالة عمر نظام سياسي مأزوم" – بهذه الكلمات استهل ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بيانه تعقيباً على واحدة من أفظع المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بداية عدوانها الابادي المتواصل منذ اكتوبر 2023.
وقال القيادي الفتحاوي: "ففي غضون أقل من ثلاث ساعات، ذبحت آلة الابادة الإسرائيلية ما يقارب 500 إنسان فلسطيني، من بينهم أكثر من 130 طفلًا وطفلة، عبر قصف جوي همجي استهدف المدنيين وهم نيام في ملاجئ مهترئة لم تحمِهم من نار الحقد الاسرائيلي. هذه الجريمة كانت تنفيذًا مدروسًا لجزء من سياسة تطهير عرقي ممنهج، يستهدف تفكيك البنية الاجتماعية الفلسطينية، وفرض تغيير ديمغرافي قسري، ومحاولة لسحق الهوية الوطنية الفلسطينية، وكل ذلك يحمل في طياته خدمةً لأجندة داخلية سياسية إسرائيلية يقودها مجرم حرب هارب من العدالة الدولية يُدعى بنيامين نتنياهو."
وأضاف القيادي الفتحاوي أن هذا التصعيد الدموي لم يكن ليبلغ هذا الحد من الوحشية لولا الغطاء السياسي والدبلوماسي الأميركي الذي لا يكتفي بتوفير الحماية لدولة الاحتلال، بل يمنحها الحصانة من أي مساءلة أو عقاب.
وأردف دلياني قائلاً: "عندما تتحوّل المساعدات الأميركية لدولة الاحتلال إلى رخصة مفتوحة للقتل، وعندما تستخدم ثقلها السياسي لحماية قاتل الأطفال ومنتهك القوانين، فإن الولايات المتحدة لا تكون مجرّد شريك صامت، بل طرفاً فاعلاً في الجريمة، ومسؤولة عن انهيار ما تبقى من النظام القانوني والأخلاقي العالمي."
واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح مؤكداً أنّ دماء أطفال غزة هي صرخة مدوية تفضح بشاعة الصمت الدولي وتُسقط الأقنعة عن خطاب إنساني زائف يتستر خلفه النظام العالمي القائم. وأضاف أنّ التواطؤ العلني أو المتواطئ بالصمت مع مشروع الإبادة الجماعية الذي تنفذه دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يبرئ أي طرف، بل يورّط العالم بأسره في شراكة دموية تضعه أمام لحظة محاسبة تاريخية لا مفر منها. "في صمت هذا العالم، تُرتكب الإبادة، وتُوأد القيم، وتُدفن الإنسانية تحت أنقاض المجازر"، قال دلياني، مضيفًا أن الصمت لم يعد موقفًا سلبياً، بل تحوّل إلى فعل سياسي منحاز يشارك في تثبيت الجريمة واستدامة إبادة أطفالنا.