اليوم الاربعاء 04 ديسمبر 2024م
يديعوت: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت يعطي زخمًا لملاحقة الضباط والجنود حول العالمالكوفية تطورات اليوم الـ 425 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مجازر الاحتلال لا تتوقف شمال قطاع غزة لليوم الـ 61الكوفية 1396 اعتداء إسرائيليًّا في الضفة خلال نوفمبر الماضيالكوفية مستوطنون يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلموديةالكوفية مصادر طبية: 12 شهيدا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية شهيد جراء قصف محيط مستشفى أبو يوسف النجار شرق مدينة رفحالكوفية 43 يومًا والدفاع المدني معطل قسرًا شمال قطاع غزةالكوفية فيديو || مستوطنون يحرقون منشآت فلسطينية وسيارة في بيت فوريك شرق نابلسالكوفية أطباء بلا حدود: الدمار في شمال غزة صادم وأمست منطقة أشباحالكوفية انتشال جثامين ١٠ شهداء بقصف اسرائيلي شرق رفحالكوفية الاحتلال يسلم جثماني الشهيدين قواس وأبو غزالة للأردنالكوفية قوات الاحتلال تواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ212 على التواليالكوفية فيديو وصور || مستوطنون يحرقون مركبات ومنشآت فلسطينية ببلدة حوارة جنوب نابلسالكوفية فيديو | شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريجالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة جوية قرب حي الصبرة جنوبي مدينة غزةالكوفية مستوطنون يحرقون المنازل خلال مهاجمة حي الضباط غرب بيت فوريك بمدينة نابلسالكوفية مصابون جراء قصف الاحتلال منزلا شرق دير البلحالكوفية الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارين بشأن فلسطينالكوفية "أبو صفية": الاحتلال يستهدف الكوادر الطبية بطريقة مروعة ودون رحمةالكوفية

إعادة بناء السيطرة في الإقليم

17:17 - 03 ديسمبر - 2024
مهند عبد الحميد
الكوفية:

الاختلاف في تعريف النصر والهزيمة لا يبعث على التفاؤل، لأنه غير قابل للنقاش ولا يسمح بوضع معايير متعارف عليها للتعريف. فالانتصار عند المنتصرين لا يتوقف عند قرارات الحرب من زاوية إخضاعها للتمحيص قبل اتخاذها ولا يتوقف عند الخسائر البشرية والمادية الفادحة ولا عند تشريد مئات آلاف البشر التي تمخضت عنها.

إنكار الوقوع في خطأ قرار الحرب وثيق الصلة بإنكار نتيجة الحرب وعدم استخلاص الدروس من اجل تجاوز الأخطاء والبناء فوق كل إنجاز.

الهزيمة أنواع، منها الهزيمة المُشرفة كهزيمة 1956 وهزيمة 1982 وهزيمة 1973 والهزيمتان في لبنان وغزة 2024، في هذه الهزائم يمكن ملاحظة الإنجاز وعناصر القوة كشجاعة المقاتلين وتفانيهم، والتفوق السياسي والمعنوي، وتدفيع المعتدين خسائر كبيرة، وتمريغ هيبة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ووضعها في شروط غير متوقعة أو معتادة، وعدم تمكينها من تحقيق كامل أهدافها، وأشياء أخرى كثيرة لكنها لا ترقى إلى نصر بسبب الاختلال الفادح في ميزان القوى وقدرة العدو على التدمير والقتل بلا حدود ولا رادع. وهناك هزائم مخزية كهزيمة العام 1967، وهزيمة العام 1948 اللتين تخلوان من أي إنجاز باستثناء شجاعة جنود وضباط ومتطوعين بادروا بالقتال كأفراد وأبلوا بلاء حسنا.

إذا توقفنا عند بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سنجد انفراط وحدة الساحات، وسيطرة عسكرية إسرائيلية على طول خط القرى المحاذية للحدود ومنع عودة سكان 60 قرية لبنانية إلى قراهم إلى إشعار آخر، ومنح إسرائيل حرية إحباط أي تهديد للحزب. كما أن الجهة المسلحة الوحيدة المعترف بحقها في حمل واستخدام واستيراد السلاح هي الجيش اللبناني، وسيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونية. سيتم تشكيل لجنة مقبولة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ بنود الاتفاق وقد تم تشكيل اللجنة بقيادة جنرال أميركي وما يعنيه ذلك من اعتماد الخصم حكما. هذا البند يحول شعار شعب وجيش ومقاومة إلى جيش ودولة وشعب، حيث يناط بالدولة اللبنانية ممارسة دورها في حماية السيادة سياسيا وإداريا وأمنيا وما يعنيه ذلك من فرض التراجع على سيطرة «حزب الله» على الدولة اللبنانية وتوظيفها في خدمة سيطرته. أما الموقف من القضية الفلسطينية فقد جرى تعويمه على لسان الأمين العام نعيم قاسم بالقول: دعمنا لفلسطين لن يتوقف وسيكون بأشكال مختلفة. لكنه توقف عن الإسناد ولا يستطيع احتضان مقاومتها ودعمها. باختصار، نصوص الاتفاقات وآليات التنفيذ تنقل السلطة من «حزب الله» إلى الحكومة اللبنانية. وتحظر المقاومة أو الاستعداد للمقاومة في المستقبل القريب والمتوسط. لكنّ لـ»حزب الله» تقديرا آخر وهو يتحدث عن «انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل العام 2006».  

هجوم هيئة تحرير الشام المباغت على حلب ومدن سورية أخرى لا ينفصل عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان واضطرار ايران للتراجع في لبنان. وهنا، يبدو أن الاعتراف أو التعايش الأميركي السابق مع طموحات ايران الإقليمية على قاعدة الاحتواء والترويض قد تراجع بعد طوفان 7 أكتوبر وحرب الإسناد التي شنها «حزب الله»، حيث فشلت استراتيجية التدجين والاحتواء الأميركية لإيران و»حزب الله» و»حماس» وبقية الفصائل التي تتبنى أيديولوجيا دينية. والتي بفعلها نجحت ايران في السيطرة على العراق وسورية ولبنان وربطتهم بمسار متصل من الدعم والحركة. وكانت تشيع أنها تستطيع توجيه ضربة صاروخية كبرى لإسرائيل، ما دفع يحيى السنوار إلى إطلاق عملية طوفان الأقصى ظنا منه أن إيران ستتبعه بضربة كبرى، لكن الامتناع الإيراني عن التدخل دفع «حزب الله» إلى البدء بحرب إسناد. وفي الحالتين، أَدخلت الحسابات الخاطئة والاستراتيجية الإيرانية «حماس» و»حزب الله» في معركة غير متكافئة لا تحتمل حلا وسطا. الآن، ثمة ما يشير إلى تغيير في السياسة الأميركية والإسرائيلية، لجهة تجريد إيران من أذرعها المسلحة، وما يحدث في لبنان وغزة يقدم الدليل على ذلك.

لكن حسم المعركة في لبنان لا يستقيم مع بقاء النفوذ الإيراني على حاله في سورية،  وكانت دولة الاحتلال تركز هجماتها على سورية باعتبارها ساحة إمداد «حزب الله» بالسلاح وبالحاجات اللوجستية، وقد حرصت آلة الحرب الإسرائيلية على ضرب المعابر وطرق الإمداد ومخازن السلاح ومصانعه وضرب الكوادر العسكرية أثناء الحرب وقبلها، وحرصت على تضمين اتفاق وقف إطلاق النار مراقبة المعابر عبر لجنة بقيادة جنرال أميركي لمنع تدفق السلاح الإيراني عبر الحدود السورية ومنع إعادة بناء قدرات «حزب الله» العسكرية.

تركيا كلاعب أساسي في سورية اغتنمت تضعضع وجود إيران و»حزب الله»، فحاولت تغيير المعادلة لمصلحتها عندما دعمت أو سمحت باجتياح فصائل المعارضة السورية التابعة لها لجزء من مدينة إدلب وبلدة معرة النعمان ومدينة حلب وريف حماة وعشرات البلدات السورية. الاجتياح جاء بمثابة حلقة ثالثة من الحرب في الإقليم بعد خسارة ايران لغزة من الناحية العملية وخسارة لبنان بحسب اتفاق وقف إطلاق النار. فبينما تتجادل ايران و»حزب الله» حول انتصارهما في لبنان كان لأردوغان قصب السبق في استثمار الضعف الإيراني بدعم هجوم هيئة تحرير الشام على ثاني أهم معقل للنظام السوري.

لم تكن تركيا لاعبا وحيدا ومهيمنا في سورية، ذلك البلد الذي تحول من لاعب إقليمي مهم، إلى ملعب إقليمي يتنافس داخله لاعبون أقوياء كروسيا، وإيران و»حزب الله»، وتركيا، وأميركا، وإسرائيل. أكبر دليل على هذا التحول هو انسحاب الجيش السوري أمام المهاجمين وامتناعه عن مقاومتهم بالحد الأدنى، وانتظار النظام الأسدي للرد الروسي وتأمين الحماية له. تركيا ترغب في وراثة ايران ووراثة الأميركان إذا اتخذ ترامب الرئيس الأميركي القادم قرارا بالانسحاب من سورية. ولتركيا هدفان، الأول إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلدهم، والثاني تفادي خطر الأكراد الذين يسيطرون على مناطق نفطية ويحظون بدعم وحماية أميركيين. تتقاطع روسيا وإسرائيل وأميركا مع تركيا في دفع ايران للتراجع وفي فرض تراجعات على نظام الأسد. لكن كل المتدخلين ومعهم النظام الأسدي لا يكترثون لمصير الشعب السوري وبخاصة للمهجرين في محيط سورية. اكتفى بوتين بسحق المعارضة ولم يدفع باتجاه حل سياسي، وما يهم إسرائيل هو ضرب كل هدف تعتقد انه يهدد أمنها، أما تركيا وإيران فلهما أطماع من طبيعة استعمارية في سورية. بدورها، المعارضة السورية فقد تراوح أداؤها بين العجز عن تقديم مشاريع ومبادرات تؤدي إلى حل سياسي ديمقراطي، وبين الامتثال لسياسة الداعمين من موقع أدوات تنفيذية كما هو حال هيئة تحرير الشام العنصر القوى في المعارضة السورية. ما زال الشعب السوري يفتقد إلى أصوات تعبر عن رغبته في طرد وإنهاء كل التدخلات والاحتلالات الخارجية، وفي عودة اللاجئين وإعادة بناء الدولة السورية، وإعادة الإعمار.   

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق