- طائرات الكواد كابتر تطلق النار في محيط مقبرة القسام بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة
بعدما تقدم الرئيس الأمريكي "المهزوز جدا" جو بايدن ما سمى إعلانه حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، نحو وضع حد لحرب دخلت شهرها التاسع منذ 7 أكتوبر 2023، قادت واشنطن معركة سياسية واسعة لفرض "الإعلان" على المنظومة المحلية والدولية، واعتبرت رفضه يمثل تحديا يجب التصدي له، وفرض عقوبات بكل ما هو ممكن.
الحملة الواسعة ترويجا لـ "إعلان بايدن" (الأصل إسرائيلي)، والتي قادها وزير الخارجية الأمريكية بلينكن، وضعت كل ثقلها على حركة حماس وتابعيها من فصائل "المحور الخاص"، بعدما أبدت "تحفظات" على النص تحسبا لما سيكون من مسار، فيما لو تراجعت حكومة الفاشية اليهودية عن التنفيذ الكامل، حملة تجاهلت كليا موقف نتنياهو الصريح جدا برفضه الإعلان، والذي تبين حسب ما كشفوا هم بأنه من كتبه بخط يده وأرسله لواشنطن.
تصاعدت الحملة الأمريكية خلال مناقشة "الإعلان" داخل مجلس الأمن، ولاحقا صدور قرار رقم (2735) يوم 6 يونيو 2024، ما اعتبرته إدارة بايدن فرصتها للضغط المكثف ضد حماس ومحورها المحلي، فيما أغمضت العين كليا عن موقف حكومة دولة الكيان داخل المجلس وما تلاه، قرار أضيف لما سبقه من قرارات بدأت بالقرار 2712 في 15 نوفمبر 2023، ثم القرار 2720 في 23 ديسمبر 2023، فالقرار 2728 في 25 مارس 2024.
يبدو أن الحملة الموسعة، وتحت "ظروف خاصة" تعيشها قيادة حماس، أعلنت عن قبولها "المنطق الأمريكي" لإعلان بايدن وقرار مجلس الأمن "2735"، وتخلت عن أحد ركائز موقفها، بعدم ربط وقف الحرب في المرحلة التفاوضية الأولى، مع طلب تعديل تعبير "تعهد" بـ" يضمن"، وبعيدا عن ما سيكون من قبول حماس لتعبير "التعهد"، ولن يكون "ضمان"، فما الذي سيحدث في اليوم التالي لتلك الموافقة الحمساوية..فيما لو أصر نتنياهو على خلق "الذرائع للرفض" ووضع مطبات متلاحقة، كي لا يصل إلى النقطة الحرجة..؟!
هل يمكن للإدارة الأمريكية أن تمارس أي ضغط على رئيس حكومة الفاشية اليهودية، وهي تعيش حالة ارتعاش غير مسبوقة في ظل "الفضيحة الكبرى" لرئيسها بعد المناظرة الانتخابية مع ترامب، وما تبعها من حملة لسحب ترشيحه، فيما سيلقي نتنياهو خطابا يوم 24 يوليو 2024 أمام "الكونغرس" بأغلبية جمهورية، تقف إلى جانب موقفه الرافض لأي "تنازل" في مسار الحرب العدوانية، وهو قطعا لن يقدم "هدية سياسية مسبقة" لإدارة تعيش لحظات الموت السياسي.
تناول تلك المسألة، بعيدا عن الوضع السياسي الداخلي لتحالف حكومة نتنياهو، الذي سيتم انهياره فور "قبوله" الصفقة، ومن يعلم تفكيره يدرك أنه لن يضع رقبته السياسية بيد "من ينتظرون سقوطه" (غانتس والمعارضة) ويعملون بلا كلل لذلك، بدعم شبه علني من الإدارة الأمريكية.
من يعتقد أن إدارة بايدن راهنا تمتلك "أوراق قوة ضغط" تدفع نتنياهو قبول صفقة التبادل أي كانت، فهو باختصار شديد "خارج نطاق الخدمة السياسية"، بعيدا عن "جعجعة" الضغط التظاهري أو مسار الحرب التي يتم تلوينها بما يخدم "استراتيجيته" وليس عكسها.
ما أقدمت عليه حماس "تنازلا جوهريا" لن يساعدها من الخروج بالقول أنها "حاولت" علها تصل إلى ما هو ممكن..كون نتنياهو لن يقدم "هدية كبرى" للإدارة الأمريكية الراهنة، وهو ذاهب بدعوة خاصة من "خصومها" يوم 24 يوليو، بل ومن وقف داعما له ومهددا برفض أي محاولة لعقابه.
ربما تحتاج حماس ومحورها الخاص، أن تطالب أمريكا والوسطاء ليس بتغيير كلمة بكلمة، لن تقدم ولن تؤخر أبدا، بل بما سيكون من موقف فيما لو رفض نتنياهو "الصفقة" من عناصر عقابية، مقابل ما سيكون التعامل معها في ظل "تنازلها الجوهري" لخدمة الرغبة الأمريكية بعد فضيحة المناظرة للرئيس بايدن.
هل يمكن لحماس أن تعيد صياغة "الموقف التنازلي" من لغة النص إلى "تعهد" بالعقوبات التي يجب أن تكون على من يرفض الاتفاق المقترح..تلك أكثر قيمة سياسية لو حقا يراد التفاوض بعيدا عن "حسابات خاصة جدا"، دون ذلك لن تربح سوى "ضغط تنازلي أكثر" فيما سيكون يوما تاليا..ذلك هو الأهم من كلمة لن ترى النور واقعا.
ملاحظة: أن تخرج "ممثلة الفاشية المعاصرة" في فرنسا لوبان لتهاجم نجم كرة القدم مبابي، لأنه قال رايه لا تنتخبوهم، تكشف قيمة كلام شخص لا يبحث منصبا سياسيا..الكلام في مكانه ووقته من ناس بلا مصالح كتير قيمته عاليه..درس مفيد خالص..
تنويه خاص: صارت ضجة على حدث تطبيعي بين أنصار محور الفرس دفاعا عن حليفهم وفريق الرئيس عباس هجوما على خصمهم.. بيانات لم تجدها يوم ما قام لصوص سرقة المشفى الأوروبي بخانيونس..وقاموا بالتبيسط وبيع ما نالت أيدهم..وقال هاي ناس بدها تعمر اللي راح..رحماك يا غزة قطاعا وأهلا..