اليوم السبت 30 نوفمبر 2024م
قوات الاحتلال تقتحم الحارة الجنوبية لمدينة طولكرمالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة كحيل في شارع الشهداء بحي الرمال غرب مدينة غزةالكوفية جيش الاحتلال يفجر روبوت مفخخ بالقرب من عمارة خضورة في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 421 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلًا لعائلة كحيل في حي الرمال بمدينة غزةالكوفية فيديو | 7 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في حي الرمال بغزةالكوفية وفد من حماس يصل القاهرة اليوم لبحث الوضع في غزةالكوفية طائرات الاحتلال تقصف شقة سكنية في شارع الشهداء بمدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة جماعين جنوب مدينة نابلسالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارتين على مشروع بيت لاهيا ومحيط نادي الخدمات بمخيم جباليا شمال غزةالكوفية جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية غرب مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزةالكوفية زوارق الاحتلال الحربية تطلق قذائفها غرب مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية توغل لآليات الاحتلال محيط مستشفى "الإندونيسي" تزامناً مع إطلاق النار والقصف المدفعيالكوفية 10 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا يؤوي نازحين شمال مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تنسف مبان سكنية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية الإعلام الحكومي: منظمة الغذاء العالمي تتماهى مع حرب التجويع الإسرائيلية في غزةالكوفية بث مباشر || تطورات اليوم الـ 420 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 8 شهداء جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمال غزةالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة إذنا غرب الخليلالكوفية 16 عملا مقاوما ضد الاحتلال في الضفة أبرزهم "عملية أرئيل"الكوفية

الاستسلام ليس خيارًا‎

18:18 - 21 مايو - 2024
هاني المصري
الكوفية:

 عندما ينشب حريق كبير داخل البيت، من الطبيعي أن يركز أصحاب البيت وجيرانهم وأصدقاؤهم بصورة كبيرة على إطفاء الحريق وبعد إخماده يتم البحث عن المسبب له لمعالجته إن كان عطلًا فنيًا، أو محاسبته إن كان شخصًا تسبب به بقصد أو من دون قصد.

بعد طوفان الأقصى بدلًا من أن ينشغل الجميع بكيفية الصمود في وجه حرب الإبادة والخروج منه منتصرين، أو بأقل الخسائر، اختار البعض بحسن نية، والبعض الآخر بسوء نية، التركيز على مسؤولية حركة حماس عما يجري، وطالب بمحاسبتها، وكيف أنها وفرت الذرائع لدولة الاحتلال لتنفيذ مخططاتها بتصفية القضية الفلسطينية وتشريد الشعب الفلسطيني.

هناك من يدعو إلى استسلام المقاومة ونزع سلاحها

تأسيسًا على هذه القراءة المجافية للحقائق والمنطق والواقع؛ لأن المقاومة ليست سببًا إنما نتيجة لكل ما فعله الاستعمار الصهيوني منذ أكثر من مائة عام حتى الآن، يطالب هذا البعض بصراحة وبشكل مباشر أو غير مباشر باستسلام المقاومة، سواء من خلال إطلاق سراح المحتجزين والأسرى لدى المقاومة من دون شروط، أو من خلال المطالبة بنزع سلاح المقاومة ووقفها بشكل كامل في قطاع غزة، وتخلي حركة حماس عن حكم غزة بشكل كلي، أو المطالبة بإيجاد "حماس جديدة" من دون صواريخ وسلاح ومقاومة؛ ذلك لضمان حماية ما تبقى من شعب وأبنية ومؤسسات، ولضمان توفر التمويل اللازم لإعادة بناء وإعمار قطاع غزة.

ويطالب هذا البعض بالكف عن مطالبة حركتي حماس والجهاد بالانضمام إلى منظمة التحرير؛ لأن ذلك من دون الموافقة على الاتفاقات والالتزامات التي عقدتها المنظمة مع إسرائيل، سيؤدي إلى إدراج المنظمة في قوائم المنظمات الإرهابية.

يرى أصحاب هذا الرأي أن الاستسلام خيارًا، بل الخيار الوحيد المتبقي القادر على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويسوغون دعوتهم بأن اليابان وألمانيا استسلمتا بعد الحرب العالمية الثانية، قافزين عن الفرق الهائل بين ما جرى حينذاك وما يجري عندنا، فلم يكن الهدف من الحرب تدمير ألمانيا واليابان، وإنما تصفية النظامين الحاكمين.

كما أن الدول والجيوش يمكن أن تستسلم إذا خسرت الحرب، أما المقاومة فهي يمكن ألا تنتصر ولكنها لا يمكن أن تهزم، لأنها تخوض حربًا طويلة الأمد، تراكم فيها الانجازات إلى أن تحقق النصر في نهاية الأمر.

وأخيرًا، إن استسلام المقاومة لن يحفظ شيئًا في ظل عدو يريد الإبادة للشعب وطرده لا استبدال القيادة، وفي ظل وجود طرف يتعاون مع الاحتلال، ويمكن أن يستخدم استسلام المقاومة للقفز من التعاون إلى الخيانة، فضلًا عن أن دعاة الاستسلام لا ينبسون ببنت شفة حول ردة الفعل المحتملة لدولة الاحتلال على استسلام المقاومة، وهل ستوقف حرب الإبادة ومخطط تصفية القضية وتشريد الشعب، أم ستشجعها على مواصلة مخططها في قطاع غزة ومده إلى الضفة الغربية وداخل أراضي 48؟

ولعل ما يجري منذ توقيع اتفاق أوسلو  في الضفة الغربية قبل وبعد السابع من أكتوبر خير شاهد على أن الاعتدال، وصولًا إلى الاستسلام، لا يوقف عدوان العدو ولا تنفيذ مخططه لإقامة إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر.

إن مخاطر الاستسلام لا تقف عند هذا الحد، ولكن يمكن أن تصل إلى مساهمة أداة تجسيد القضية وهي المقاومة في تصفيتها، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث، لأن استمرار المقاومة هو العامل الأول والحاسم في بقاء القضية حية على الرغم من كل ما تعرض له الشعب من خسائر ونكبات. وبناء عليه، فإن أضرار الاستسلام أو التعاون مع الاحتلال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أكبر من أضرار استمرار المقاومة، فالاستسلام يقضي على روح الشعب، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث.

كشفت الأشهر الماضية منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن أن المشروع الصهيوني لم يغلق، بل إن شهيته مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا منذ تشكيل حكومة نتنياهو سموتريتش بن غفير، وهذا حدث قبل طوفان الأقصى، لاستكمال تطبيق المشروع الصهيوني، توظيفًا للضعف والانقسام والتيه الفلسطيني والعجز والتواطؤ العربي والصمت والنفاق الدولي.

يتجاهل دعاة الاستسلام إنجازات طوفان الأقصى

يتوقف دعاة الاستسلام أمام الكارثة الإنسانية التي ألمت بالشعب الفلسطيني جراء طوفان الأقصى، وما أدت إليه من حرب إبادة وتدمير وتهجير، ولا يرون إطلاقًا الإنجازات الضخمة المترتبة عليها أو يرونها، ولكن لا يُرجِعون حدوثها إلى طوفان الأقصى، وإنما إلى عدالة القضية الفلسطينية وتفوقها الأخلاقي، أو إلى براعة القيادة الرسمية الفلسطينية وحكمتها وحنكتها وإستراتيجيتها الدبلوماسية؛ أي إن الكوارث سببها طوفان الأقصى، وأما الإنجازات الكبرى فحققتها القيادة الفلسطينية، مع أن القيادة الرسمية تظهر منذ السابع من أكتوبر بوصفها أضعف اللاعبين، وغائبة عن الأحداث جراء الموقف الانتظاري الذي اتخذته، وتراهن على هزيمة المقاومة ولا ترى إمكانية لانتصارها أو صمودها اللذين تعدّهما في غير صالحها، وهذا خاطئ كون المشروع الصهيوني كما يطرحه نتنياهو ضد "فتحستان" و"حماسستان"، وكما يطرحه غانتس ضد "حماس" والرئيس محمود عباس، وهذا يوفر قاسمًا مشتركًا أعظم إذا تغلبت المصلحة الوطنية، وليس المصالح الفردية والفئوية كما يحدث.

إن حركة حماس وبقية فصائل المقاومة تقديرًا لمعاناة الشعب وفتح الطريق لتمويل إعادة الإعمار، طرحت مجددًا برنامج إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية، وأبدت استعدادًا لعدم المشاركة في الحكومة، مع أهمية أن تكون حكومة وفاق وطني مرجعيتها منظمة التحرير الموحدة، كما أكدت رفضها لكل مشاريع الوصاية والبدائل الإسرائيلية والعربية والإقليمية والأميركية التي تطل برأسها بقوة في هذه الأيام.

المشروع الصهيوني قائم على القتل والتشريد منذ نشأة القضية الفلسطينية

إن المشروع الصهيوني الذي قام على أساس نفي وجود الشعب ويعمل على إبادته وتشريده وتصفية قضيته وهويته الوطنية، وأدى ذلك منذ بداية ما أصبح يطلق عليه القضية الفلسطينية حتى السابع من أكتوبر إلى تشريد معظم الشعب واستشهاد نحو 100 ألف شهيد وأضعافهم من الجرحى والأسرى، وتدمير كامل لأكثر من 500 قرية وبلدة، وارتكاب كل أنواع المجازر والجرائم، كما أدى منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن إلى أكثر من 120 ألف شهيد وجريح وآلاف الأسرى وتدمير معظم قطاع غزة.

لكن، في المقابل تحققت منذ طوفان الأقصى إنجازات كبرى، أهمها أن نظرية الردع الإسرائيلية سقطت سقوطًا مدويًا ولن تقوم لها قائمة من بعده، وظهرت دولة الاستعمار والاحتلال والعنصرية على حقيقتها كما لم تظهر من قبل، وبدت ضعيفة وقابلة للهزيمة وبحاجة إلى من يدافع عنها. وعادت القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة عالميًا، وأثبتت أنها ليست قضية أمنية يمكن احتواؤها، ولا قضية صغيرة يمكن تصفيتها أو القفز عنها، وإنما ظهرت بوصفها قضية تحرر وطني تتعلق بتقرير المصير، وقضية عادلة ومتفوقة أخلاقيًا وجزءًا من النضال العالمي الإنساني ضد الاستعمار والهيمنة؛ لذا استقطبت تأييد الرأي العام العالمي الذي لم يتحرك بسبب الإبادة فقط، كما يحلو للبعض أن يروج، ولو كان كذلك لاقتصر التعاطف على الشفقة والمساعدات الإنسانية فقط، وإنما حدث جراء الصمود الأسطوري للشعب الذي تمسك بقضيته على الرغم من الكارثة الهائلة، والمقاومة الباسلة التي ألهمت ويمكن أن تلهم كل المظلومين والمضطهدين في العالم كله.

إسرائيل عبءٌ وليس ذخرًا لحماتها

ستنعكس كل هذه الإنجازات على تغيير وضع إسرائيل ومكانتها ووظيفتها الإستراتيجية في المنطقة والعالم، وهذا سيجعل حماة إسرائيل ينظرون إليها رويدًا رويدًا على أنها عبء وليس ذخرًا، وهذا سيترافق مع استمرار تراجع الهيمنة الأميركية والغربية على العالم.

ليس الوقت الآن أثناء استمرار حرب الإبادة والتشريد والوصاية للمراجعة الشاملة والمحاسبة؛ لأن كل الجهود يجب أن تنصب على وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال وإفشال أهدافها، وبعد ذلك يمكن التقييم والنقد، ولا يوجد هناك شيء مقدس لا يخضع للمراجعة والمحاسبة، بما في ذلك المقاومة، فهي ليست صنم نعبده. ولا تستقيم المراجعة من دون معرفة نتيجة الحرب، وهل ستنتصر دولة الاحتلال أم المقاومة أم ستكون النتيجة لا منتصر ولا مهزوم؟

المقاومة صَمَدَت وإسرائيل هُزِمت

حتى الآن يمكن القول إن المقاومة صمدت، ولا أقول انتصرت؛ لأننا لا يمكن أن نتجاهل حجم الكارثة التي وقعت، ولكن يمكن الجزم بأن دولة الاحتلال هزمت، بدليل عدم تحقيق أهدافها المعلنة على الرغم من مرور نحو ثمانية أشهر في ظل تفاقم المأزق الإستراتيجي الداخلي والخارجي، فيكفي تفجر الصراعات الداخلية داخل مجلس الحرب وبين الحكومة والمعارضة، وخسارة معركة الرأي العام الدولي، إضافة إلى العزلة الدولية المتزايدة، ووضع إسرائيل في قفص الاتهام في محكمة لاهاي، وتعد بحق قادتها أوامر استدعاء واعتقال في المحكمة الجنائية الدولية، فضلًا عن تصويت 143 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية دولة كاملة العضوية، إلى جانب استعداد دول أوروبية عدّة للاعتراف بدولة فلسطين، وهناك جبهات إسناد تساند فلسطين، خصوصًا الجبهة اللبنانية.

نقطة الضعف ... عدم القدرة على الاستثمار السياسي

الخوف الآن من عدم القدرة على الاستثمار السياسي بفضل الهوان والانقسام العربي وبث الفتنة الداخلية بين صفوف الفلسطينيين، واستغلال الحاجات الإنسانية وإعادة الحياة والإعمار والبناء لتحقيق ما عجزت حرب الإبادة عن تحقيقه، فهل نوفر الحاضنة السياسية والشعبية الفلسطينية والعربية والدولية القادرة على الاستثمار السياسي لما حققه طوفان الأقصى من واقع جديد، هذا هو السؤال؟

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق