- إطلاق نار وقذائف بشكل مكثف شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
- الاحتلال يشن 3 غارات جوية على المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة
جنين: وترجل الفارس النبيل .. قائد آخر يرحل، لينضم إلى قائمة الشهداء الذين قاتلوا بأمعائهم الخاوية، حيث ارتقى فجر اليوم في زنزانته بعيادة سجن الرملة الأسير خضر عدنان البالغ من العمر، 44 عاما، من بلدة عرابة جنوب جنين، بعد أن خاض معركة إضراب عن الطعام، استمرت لمدة 87 يوما رفضا لاعتقاله الإداري.
وكان الأسير عدنان، قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله في الخامس من شهر شباط/فبراير الماضي، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة عرابة جنوب جنين.
وخاض الشهيد الأسير عدنان، حتى اليوم، 6 إضرابات، وخلالها حمل صوت الأسرى إلى كل أرجاء العالم، وتمكن في كل مرة من نيل حريته، حتى قرر الاحتلال في هذه المرة وبأدوات ممنهجة باغتياله عن سبق الإصرار، وبقرار.
وعلى مدار إضرابه، رفض الاحتلال السماح لعائلته أن تزوره رغم ما وصل إليه من مرحلة بالغة الخطورة، وتمكنت زوجته من رؤيته فقط عبر شاشة الفيديو "كونفرنس" خلال جلسات المحاكم التي عقدت له، وآخر مرة كانت يوم الأحد الماضي.
الأسير عدنان ومنذ اعتقاله وشروعه بالإضراب تعرض لضغوط كبيرة جدا، إلى جانب جملة من عمليات التّنكيل الممنهجة، التي واجهها خلال احتجازه في زنازين معتقل "الجلمة" على مدار نحو شهر.
إدارة السجون تعمدت المماطلة في نقل الشهيد عدنان إلى مستشفى مدني، حتّى بعد وصوله إلى مرحلة متقدمة من الخطر، وذلك بهدف التسبب له بأمراض مزمنة يصعب علاجها ومواجهتها لاحقا.
ويعتبر الأسير عدنان من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال، عبر النضال بأمعائه الخاوية، ونفذ خمسة إضرابات سابقا، وهذا الإضراب السادس الذي ينفذه على مدار سنوات اعتقاله، هو أطول إضراب يخوضه، حيث خاض إضرابًا عام 2004 رفضًا لعزله واستمر لمدة 25 يومًا.
وفي عام 2012 خاض إضرابًا ثانٍ واستمر لمدة 66 يومًا، وفي عام 2015 لمدة 56 يومًا، وفي عام 2018 لمدة 58 يومًا، وفي عام 2021 خاض إضرابًا عن الطعام استمر لمدة 25 يومًا، وعلى مدار الإضرابات السّابقة تمكّن من نيل حريته، ومواجهة اعتقالاته التّعسفية المتكررة.
وتعرض الشهيد عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو ثماني سنوات، معظمها رهن الاعتقال الإداري، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية.
وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدًا، منذ عام 1967، منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد أو "القتل البطيء".
القوى الوطنية والسياسية كافة، نعت الشهيد عدنان الذي استشهد أمام مسمع ومرأى العالم أجمع في جريمة متكاملة الأركان من قبل الاحتلال الذي مهد لقتله وإعدامه من خلال رفض محاكم الاحتلال الإفراج عنه منذ اعتقاله الأخير.