- مراسلنا: 5 شهداء في قصف للاحتلال على في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة
- مراسلنا: مصابون في قصف "إسرائيلي" على نازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
- الطيران المروحي "الأباتشي" يطلق النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزة
نعم.. فعلتها الإمارات، فخلال ساعات ستصل إلى المريخ؛ إلى أبعد نقطة وصلت إليها علوم البشر، ستصل عبر "مسبار الأمل" الذي صنعه أبناؤها إلى فضاء العلم والإنسانية. في لحظات قليلة تؤكد الإمارات أنها دولة تمتلك من المقوّمات ما يجعلها محط أنظار العالم، ليس بالحروب والكوارث والويلات؛ بل بالعلوم والمعرفة والخير للبشرية جمعاء.
قبل خمس سنوات، كان مشروع الإمارات حلماً ورؤية لقادة دولة الامارات العربية المتحدة، والآن أصبح حلم الدولة الفتية حقيقة، هي ملكنا وملك أجيال المستقبل الذي لا يعترف إلا بالقوي المتمكن، القادر على تقديم إضافة إلى الإنسان لينعم بالحياة المستقرة.
قبل عقود لم نكن نسمع في محيطنا العربي إلا أصوات المشككين الهدّامين، الذين فقدوا إيمانهم بذواتهم وأمتهم التي عانت ما عانته من استعمار خارجي وآخر داخلي، وابتُليت بقيادات ونظريات أقل ما يقال عنها إنها "مثيرة للشفقة"، فأخذت معها المنطقة من الأسفل إلى الأسفل، وبدل بناء البلاد والعباد، حل الخراب والاستبداد.
لكن الإمارات التي منّ الله عليها بمؤسسين عظماء وبقيادة حكيمة وبشعب معطاء، أبت أن تنجر إلى الواقع العربي المزري، فقررت رسم طريقها مختلفاً، عريضاً معبداً، لا تُعيقه المطبات، عنوانه المعرفة والبناء والتنمية، فهذه أسس الحضارات وسور حمايتها لبناء مستقبل واعد لأي أمة تهدف إلى أن يكون لها شأن بين الأمم المتحضرة.
كان على الإمارات أن تستثمر أولاً في الوقت، وأن تخرج من زمن عربي راكد يعيش وفق التقويم المعروف في القرن الحادي والعشرين، ولكنه بحساب الوقت، وفق معيار الأمم المتقدمة، يعجز عن التفاعل مع متغيرات العالم.
كان على الإمارات التي أُسست في عام 1971، أن تختصر ما فعلته البلدان الأخرى في قرون، وأن تبني مقومات الدولة والبنية التحتية، وأن تستثمر في البشر والأفكار والإدارة والتكنولوجيا والعلوم.. كل هذا حدث في نصف قرن.
اشتغلت الإمارات على نفسها وانشغلت بمعركتها التنموية، وبذلت جهوداً حثيثة اعتبرها البعض "رومانسية" لا تراعي الواقع والمحيط الملتهب الغارق في مستنقع التخلف والبيروقراطية والمعارك الجانبية، فجاءت النتيجة نجاحاً تلو نجاح، ومكاسب تلو أخرى، وتحقق نموذج الإمارات التنموي الذي يحاكي المستقبل، ويتقدم عليه.
قبل خمس سنوات خرج البعض مشككاً: الإمارات إلى المريخ؟! وقيل: "إنها فقاعة إعلامية هدفها التباهي"، ولم يكن هذا مفاجئاً، فهذا حالهم وتلك هي طريقة تفكيرهم، التي أوصلت حال العرب إلى ما هي عليه، حيث أكثر من نصف الدول تحت خط الفقر.. دول هي الأولى عالمياً، ولكن للأسف في الأمية والجهل والبطالة والفساد وغيرها من المعضلات.
ليس مُزحة أن تكون الإمارات الدولة الخامسة عالمياً التي تنطلق إلى المريخ، وليس عادياً أن تكون دولة عربية بين الكبار الذين خاضوا هذه التجربة الخارقة، وليس سهلاً أن تقول إنك تريد الوصول إلى المريخ، فالأمر يحتاج إلى رؤية وإيمان، وإلى عمل وجهد جبّارين، ويحتاج إلى العلماء والباحثين والتقنيين، ويتطلب فريقاً متكاملاً يصل الليل بالنهار لتحقيق هذا الحلم؛ فريق شاب تفخر به وتعيش معه ويعمل بالقرب منك في "الخوانيج" في وسط الصحراء يتابع لحظة بلحظة المسبار وسلامته ومعلوماته.
حقاً، وفخراً، فعلتها الإمارات نيابة عن الجميع عرباً ومسلمين لعلهم يقتدون ويحاكون المستقبل.. مستقبل شعوبهم وأوطانهم، فالزمن لا يرحم، فعامنا في عصر التقنية لم يعد عاماً؛ بل أصبح عقداً، أو قرناً، ومن لم يصل إلى المحطة سيفوته القطار، ولن يلحق حتى بالقطار الثاني ولا العاشر.
الخليج