- مراسلنا: 5 شهداء في قصف للاحتلال على في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة
- مراسلنا: مصابون في قصف "إسرائيلي" على نازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
- الطيران المروحي "الأباتشي" يطلق النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزة
خاص|| كورونا يفتك بأجساد الأسرى.. والاحتلال يواصل التنكيل
زينب خليل: "استخدموا الجوارب"، هكذا ردت إدارة مصلحة سجون الاحتلال على طلب هيئة شؤون الأسرى، بتزويد الأسرى الفلسطينيين بكمامات طبية للوقاية من فيروس كورونا.
لم تشفع جائحة كورونا للأسرى الفلسطينيين أمام إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنها السبب الأول والأخير في وصول الفيروس إلى غرف وأقسام السجون، الأمر الذي أدى لإصابة قرابة 184 أسيرا بمرض "كوفيد-19"، في وقت يعانون فيه ظروفًا صعبة وقاسية من جراء استمرار انتهاكات الاحتلال بحقهم.
ارتفاع أعداد الأسرى المصابين بكورونا
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن أعداد الأسرى المصابين بفيروس كورونا في سجون الاحتلال ارتفعت، صباح الثلاثاء 5 يناير/ كانون الثاني، لتصل إلى 184 أسيراً بعد اكتشاف 14 إصابة جديدة في سجن النقب.
وذكر المركز في بيان له، أن أعداد الأسرى المصابين بفيروس كورونا في سجن النقب وصلت إلى 44 أسيرا، وكان المركز قد حذر من ارتفاع عدد الأسرى المصابين بالفيروس في قسم 3 نتيجة وجود العشرات من الأسرى المخالطين، وخاصه بعد مماطلة إدارة السجن في فحص الأسرى الذين ظهرت عليهم أعراض مشابهة أو حجرهم في أقسام خاصة.
وأشار مدير المركز الباحث رياض الأشقر، إلى احتمالية إصابة جميع أسرى قسم 3 والبالغ عددهم 73 أسيرا بكورونا، حيث أن اختلاط الأسرى المصابين استمر لأكثر من أسبوع مع باقي الأسرى في القسم، وهو ما حدث أيضا في سجن جلبوع.
حياة في خطر
وحذر الأشقر من خطورة الوضع على حياة الأسرى في النقب، خاصة أن هناك العديد من الأسرى الذين اشتكوا من أعراض مرضية مشابهة لأعراض كورونا، ولم تجر لهم مسحات حتى الآن.
وأشار إلى أن السجن يعاني من الاكتظاظ ويقبع فيه ما يزيد عن ألف أسير، إضافة إلى كون السجن يقع في منطقة صحراوية تتصف بالبرودة الشديدة في فصل الشتاء وهى أجواء ينشط بها الفيروس.
الصحة تحذر
حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، من خطورة تفشي فيروس كورونا المستجد بين الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
وشددت الكيلة، في بيان صحفي، على خطورة الاكتظاظ الكبير في السجون، ووجود مئات الأسرى المرضى وكبار السن في صفوف الأسرى.
وقالت الكيلة، إن "جميع السجون الإسرائيلية معرضة لتكون مراكز للوباء، ما يعني أن جميع الأسرى معرضون للإصابة بشكل كبير بالفيروس، ما يضع حياتهم في خطر خصوصاً الأسرى المرضى منه وهم 700 أسير".
وحملت وزيرة الصحة الفلسطينية السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الأسرى في سجن "النقب" الذي يتم فيه احتجاز ما يزيد على 1200 أسير، بينهم كبار في السّن ومرضى.
مطالبات بتدخل دولي
وجددت "الكيلة" مطالبتها للمجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل للإفراج الفوري عن الأسرى المرضى وكبار السّن بشكلٍ عاجل، وضرورة وجود لجنة طبية محايدة للإشراف على نتائج عينات الأسرى وأوضاعهم الصحية.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، عن ارتفاع عدد الإصابات بين صفوف الأسرى بفيروس كورونا في سجن النقب الصحراوي إلى 16 وذلك منذ الإعلان عن إصابة أسير يوم الخميس الماضي.
وتعتقل إسرائيل ما يزيد عن 4 آلاف أسير فلسطيني بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
كورونا داهم أجساد الأسرى
في 27 يوليو/تموز الماضي، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتوجه إلى سجن النقب، واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة بعد اكتشاف إصابة الأسير المحرر محمد حزين من مخيم قلنديا، بعد يوم من الإفراج عنه.
وفي الـ 12 من الشهر نفسه، أعلن عن إصابة الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر (46 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين، بفيروس كورونا، في سجن "جلبوع".
وقال عبد الناصر فروانة، مدير دائرة الإحصاء والتوثيق في هيئة الأسرى، إن وباء كورونا داهم أجساد الأسرى بعدما تمكن من اختراق جدران السجون وإصابة العديد من السجانين.
جرائم صحية بحق الأسرى
وفي تصريحات سابقة، أكد اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إدارة سجون الاحتلال وبتوجيهات من مستواها السياسي تتعمد ارتكاب الجرائم الصحية بحق الأسرى، وترك أجسادهم مرتعا للأوبئة والأمراض الفتاكة والقاتلة.
وسبق أن حذر نادي الأسير من انتشار كورونا بالسجون، في ضوء استمرار إعلان الاحتلال عن إصابات بين صفوف سجانيه، الذين يُشكلون المصدر الوحيد لإمكانية نقل الفيروس إلى الأسرى.
أدلة كافية
من جهته قال مدير دائرة الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح، في تصريحات سابقة له، أن فيروس كورونا وصل إلى أسرى يعانون أمراضًا خطرة ما يشكل تهديدًا حقيقيا عليهم، عادا ذلك "دليلا كافيا على أن الاحتلال لا يأبه لحياة وصحة وإنسانية الأسرى الذين اعتقلوا نتيجة بحثهم عن حرية وطنهم وشعبهم".
ويعد وصول الفيروس إلى السجون كارثة كبيرة بسبب اكتظاظ غرف السجون، إذ أن الغرفة الواحدة يقبع فيها 7- 8 أسرى، والقسم الواحد فيه ما بين 70- 80 أسيرًا، موضحا أن سجن "جلبوع" الإسرائيلي لوحده أصيب بداخله أكثر من 100 أسير جراء عدم تعامل إدارة السجون معهم بجدية أثناء تنقلهم للعيادات أو المحاكم، واستمرار الاقتحامات وعمليات التفتيش في سجون أخرى.
وذكر شريتح، أن هيئة شؤون الأسرى خاطبت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وجهات دولية أخرى، ووضعتهم في صورة الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى، من أجل التحرك سريعًا وإجبار الاحتلال على التوقف عن الاستهتار بحياتهم للحد من تفشي الفيروس بينهم.
تقصير دولي
وأضاف، حول ردة الفعل المؤسسات الدولية، حقوقية وإنسانية: "حتى اللحظة لا يوجد أي إجراءات على أرض الواقع داخل السجون، فالمنظومة الدولية بشكل كامل مقصرة في الوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الأسرى من جرائم وانتهاكات".
وأكمل أن هذه المؤسسات طالما بقيت تتعامل بهذه الطريقة مع قضية الأسرى، فهي شريك أساسي ورئيس في معاناة الأسرى، محملا الاحتلال بالدرجة الأولى المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
ووصف الأوضاع داخل السجون بالصعبة والمأساوية، بسبب استمرار هجمة الاحتلال على الأسرى حتى باتوا يتعرضون لاعتداءات واقتحامات يومية.
الوضع الحالي يؤكد أننا أمام تجربة عظيمة لكل رفاقنا من الأسرى، لا يجب أبدا أن نتركهم يخوضونها بمفردهم، خاصة أنهم يواجهون أقسى ظروف الأسر والتحديات، فالمطلوب الآن أن نتوحد على موقف ثابت ومعلن فلسطيني وعربي وإسلامي وعالمي لحمايتهم، وتحريرهم من الأسر لأن العدو الإسرائيلي لن يتوقف عن ابتكار الطرق للتخلص منهم جسديا بعد أن عجز عن التخلص منهم معنويا ونضاليا وفكريا.. لأنه يدرك أنهم قادة النضال المستمر حتى من داخل الزنازين.