الكوفية:وكالات: عمليات زراعة القرنية هي إجراء جراحي لإزالة جزء أو كلّ القرنية التالفة أو المصابة واستبدالها بأخرى سليمة.
عادة يتم اللجوء لهذا النوع من الجراحات لتحسين البصر وتخفيف الألم، وحسب نوع المرض والطبقة التالفة من القرنية يتم تحديد نوع الإجراء الجراحي ليكون المريض أمام خيارين إما إجراء عملية زرع جزئي أو عملية كاملة عند انتشار المرض في كل طبقات القرنية.
نطلعكم على أهم النقلات النوعية في مجال جراحات القرنية..
تعد القرنية أدق جزء في العين، وتُعرف بأنها الجزء الشفاف في مقدمة العين والتي تغطي بؤبؤ العين والقزحية.
وتكمن أهمية القرنية، بأنها نافذة دخول الضوء الى العين وهي المسؤولة عن تركيز معظم الضوء لرؤيه الصور، كما أنها تعتبر غرفة العين الأمامية التي توفر الحماية اللازمة ضد العناصر الخارجية مثل الصدمات، البكتيريا أو أي نوع من أنواع العدوى.
تتكون القرنية من عدة طبقات، وتعتبر الطبقة الداخلية للقرنية، هي الطبقة الرئيسية المسؤولة عن الحفاظ على شفافية وصفاء القرنية.
قال الدكتور محمد يحي نعمه، استشاري طب وجراحات العيون ورئيس قسم مركز العيون في مستشفى الموسى التخصصي، إن هناك العديد من الأمراض التي يمكنها التأثير على القرنية مما تؤدي إلى تلفها أو تغير شكلها وفي بعض الأمراض تتأثر فقط الطبقة الداخلية للقرنية، قد يحدث ضعف أو ضمور في هذه الطبقة من القرنية في بعض الأمراض الوراثية التي تصيب القرنية أو مع التقدم بالعمر أو بعد التدخل الجراحي في العين، مما يسبب توقفها عن العمل وحدوث ضبابية شديدة بالقرنية وفقاعات مائية على سطح القرنية تؤدي الى ضبابية بالنظر وألم بالعين ناجم عن تمزق الفقاعات المائية.
وأضاف الدكتور نعمة، بأن العلاج الوحيد لمثل هذه الحالة هو العلاج الجراحي والتي يتم من خلاله زراعة القرنية، وهي عبارة عن استبدال القرنية المريضة بقرنية سليمة، حيث يتمكن المريض بعد عملية زراعة القرنية من استعادة بصره وزوال الألم.
ومن الجدير بالذكر، بأنه لسنوات عديده كانت الطريقة الوحيدة لعلاج القرنية المصابة هو استبدال كامل للقرنية بقرنيه أخرى سليمة.
كما أشار الدكتور نعمه، بأن هذه العملية تتطلب خياطة القرنية بشكل دائري بحوالي ١٦ غرزة جراحية ويتم إزالة الغرز بعد حوالي سنة كاملة ولا يستعيد المريض نظره بشكل كامل إلا بعد إزالة الغرز أي بعد حوالي سنه من العملية.
ولكن مؤخرا شهد مجال جراحات وعلاج القرنية ثوره علاجيه باعتماد التقنية الأكثر تطورا، من خلال زراعة بطانة القرنية بواسطة غشاء ديسمت، والتي بدورها ستساهم في الحفاظ على قرنيات المرضى.
هذه التقنية، تعتمد بشكل كبير على استبدال الطبقة الداخلية للقرنية المصابة بقرنيه سليمة مأخوذة من متبرع بعد الوفاة مع الاحتفاظ بالأجزاء السليمة من قرنية المريض، ويتم تثبيت بطانة القرنية داخل العين بواسطة الهواء دون الحاجة للغرز الجراحية، وهي من العمليات الجراحية التي لا تتطلب المبيت في المستشفى حيث يمكن للمريض أن يعود لمنزله في غضون ساعات قليلة.
ويُنصح المريض خلال اليومين الأولين البقاء في راحة تامه والاعتناء الجيد بالعينين وعدم فركهما وتجنب الأنشطة الحركية .
وأكد دكتور نعمة، أن عمليه زراعة بطانة القرنية بالتقنية الحديثة من أكثر العمليات نجاحاً وأماناً حيث أن نسبة نجاح العملية تصل إلى ٩٥٪.
كما بيّن الدكتور نعمة، أن هذه الجراحة تتميز بعدم وجود غرز جراحية كما أنها تعطي تحسن فائق الدقة وسريع بالنظر خلال عدة أيام بعد العملية، وفترة نقاهة قصير جدا نسبيا شهر واحد فقط، ونسبة حدوث الرفض المناعي قليلة جداً أقل من 1٪ وهي أقل بكثير من نسبة الرفض المناعي لحالات زرع كامل طبقات القرنية وهي 10-20٪.