- قوات الاحتلال تقتحم الحي الغربي من البلدة القديمة في سلفيت
- طائرات الاحتلال تشن أحزمة نارية بالتزامن مع قصف مدفعي على شمال غزة
غزة – عمرو طبش: من رحم المعاناة وتحت الركام والدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، خرج اللاعب فادي زعرب من سكان مدينة خانيونس، ليتسلل من منزله إلى البيوت المدمرة والكثبان الرملية، دون كلل أو تعب، ليمارس رياضة "الباركور"، ليثبت أنه قادر على صنع ذاته وتحقيق موهبته من قلب المعاناة
يقول لاعب الباركور فادي زعرب صاحب الـ"22 عاماً"، لـ"الكوفية"، إنه أحب رياضة الباركور منذ طفولته، وإنه تفوق وأبدع في هذه الرياضة رغم قلة الإمكانيات والصعوبات التي واجهته، موضحاً أنه أحب رياضة الباركور عن طريق الصدفة خلال مشاهدته فيديوهات لأشخاص يلعبون تلك الرياضة على تطبيق اليوتيوب في سنة 2014.
وتابع، أنه بدأ يمارس تدريباته بمفرده دون مساعدة أي مدرب في الشوارع، وعلى الرمال، ووسط ركام المنازل المهدمة بفعل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منوهاً إلى أن بدايته كانت صعبة جداً في ظل عدم وجود صالات رياضية خاصة لممارسة تلك اللعبة.
وأضاف زعرب، أنه "كل يوم صباح يستيقظ مبكراً، لأمارس رياضة الجري على شاطئ بحر مدينة خانيونس، وفي فترة العصر أمارس رياضة الباركور التي أعشقها لوحدي على البيوت المدمرة والرمال، ولكن لما بلعبها لوحدي بيأس لأنه ما في كمدرب يدربني أو يدعم موهبتي، وكمان ما بقدر أبين كل ابداعي على البيوت المدمرة لأنه اللعب عليها بيكون خطر جداً".
في ظل عدم وجود أي مدرب خاص لرياضة الباركور، يشير إلى أنه يقوم بتصوير نفسه وهو يمارس رياضته عن طريق تثبيت الكاميرا في المكان الذي يلعب فيه، ومن ثم يقوم بنشر الفيديوهات على صفحته بموقع "فيسبوك"، ليشاهد متابعوه حركاته "الخطيرة" و"البهلوانية" أثناء قفزه من البيوت المدمرة وتحليقه في الهواء، حتى يثبت للعالم رغم الركام والدمار والظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع إلا أن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق المستحيل.
وأوضح زعرب، أن الحركات تتعدد في رياضة الباركور منها، "المسمارية، باك سمر، باك سمرين، فرونتين"، معتبراً أن كل هذه الحركات عبارة عن إبداع وتألق، مؤكداً "بنبسط كتير لما بشوف الأطفال والشباب وهما سعداء لما بيشوفوني وأنا بلعب، وبيستغربوا من الحركات البهلوانية والغربية يلي بعملها".
وكشف عن أهم الصعوبات التي واجهته أثناء ممارسته تلك الرياضة، منها عدم وجود أي جهة أو شخص تتبنى موهبته، وعدم وجود صالة رياضية خاصة بتلك اللعبة، مبيناً أن العائق الأكبر الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها عائلته، خاصةً أنه أوقف اللعب، نظراً لبحثه عن عمل ليساعد أسرته في توفير احتياجاتها.
ووجه زعرب رسالته إلى كل شاب لديه موهبة أو هدف، يسعى إلى تطويره والاهتمام به، حتى يحقق حلمه، مواجهاً جميع الصعوبات والتحديات.
ويطمح لأن يكون بطلاً حقيقياً يمثل فلسطين بلعبته المفضلة في المسابقات والمحافل الدولية، مناشدأ أصحاب القرار والمسؤولين أن يلتفتوا إلى موهبته والاهتمام بها ومساعدته في الوصول إلى ما يريد.