- حزب الله: قصفنا بدفعة صاروخية مدينة نهاريا
- طائرات الاحتلال الحربية تستهدف منزلاً في محيط بركة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة
- طيران الاحتلال يشن غارتين على الضاحية الجنوبية في بيروت
هناك في تاريخ الشعوب أنواع من الزمن والحقب والفترات، زمن ضياع، وزمن إنحطاط، وزمن نهوض، لكن أن يكون لشعب زمن مبيوع، فهذه جديدة على التاريخ، يتفرد الفلسطينيون بها عن سائر الشعوب.
أن تمضي ثلاثة عشر عاما علينا نباع ونشترى كشعب لمن يدفع، وبأي نوع من العملة كانت، فهي فضيحة لشعب عرف عنه النضال الطويل في سبيل الحرية مع أطول إحتلال إستيطاني في العصر الحديث، ليتحول شعبنا الكريم إلى رقيق وشحاذين وطبالين ورقاصين لمن يدفع، فهده أم الكوارث.
أن يصبح البرنامج اليومي للمواطن في بلدنا يبدأ صباحا ولا ينتهي بالمساء في رسم الخطط وكيفية تدبير متطلبات الحياة البسيطة له ولمن يعيلهم، ويا ليته في البحث عن عمل، لا، فلا يوجد أصلا عمل كريم يحفظ كرامة المواطن، بل المتوفر حالة من النصب والنصابين الكبار ممن توفرت لديهم وسائل إستقدام المال والمساعدات من جهات غرزت أنيابها في أمعائنا لتحرف مسيرتنا عن وجهتها الحقيقية وهي الخلاص من الإحتلال، التي توفر للجميع حقه بعدالة في فرص العمل وصيانة الحقوق والتوزيع العادل ليس للثروة لأننا لا نملك ثروة، بل التوزيع العادل لما يأتي من مساعدات تلبستها بعد الجهات المحترفة النصب والإحتيال مرة بإسم الدين ومرة بإسم الوطن ومرة بإسم الفقراء والمعوزين ، ومرة بإستقدام المال والمشاريع بإسم المرأة والطفل واليتامى والإغاثة، وأسوأ من هؤلاء كلهم، بإسم تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، فتلكم أكبر مشاريع الإحتيال لشعب لا يجد قوت يومه ليتاجر به بائعي الكلام عن الديمقراطية والحكم الرشيد، في وقت بات فيه الرجل والمرأة والشيخ الفلسطيني يبحث عن رزقه بالشحاتة ممن جادت لهم منصات البيع في سوق النخاسة والزمن الرديء المبيوع، هذا فريق آخر غير السلطتين وأحزابهما مارس البيع، وأثروا، وارتفعت ناطحات سحابهم وكنزوا الأموال واحتكروا الوظائف للحبايب والقرايب، تماما كما فعل متنفذوا السلطة من أيام ، هذا هو الزمن المبيوع.
للتذكير قبل طي صفحة مرحلة، والدخول في مرحلة جديدة، لمن يتمسكون بسلطتي الظلم ويخشون حلها، ويبررون عدم حلها دون تدقيق، ودون إنتباه، لما فعلوه بمجتمعنا وقضيتنا، نعم لا نريد حل السلطة ولكن نريد إعادة تقييم ومراجعة ما فعلته السلطتان من تمييز وصل حد القتل وإرتكاب الجريمة والظلم، لباقي 80% من المجتمع، ليسوا حماس، وليسوا فتح، وليسوا من تنظيمات أخرى، هم مواطنون عاديون، بيعوا إيضا في السياق بالجملة حين إكتشف الجميع أين وصلنا، بيعوا ولكن دون مقابل ، بالحرمان من المساعدة، والوظيفة ، والنفوذ الذي يجلب أيضا مصالح للمتحزبين وأتباعهم، في إحتكار التجارة والصناعة وكل مصدر رزق في البلد، هذا هو الزمن المبيوع.
نعرف أن الوقت الذي تمر به القضية الوطنية حساس، وعلى كف عفريت، ولكن هذه الجرائم، هي أهم عناصر تخريب المجتمع، وإضعافه، وهي إحدى أسوأ أنواع الظلم الإجتماعي، الذي قسم شعبنا، ليس لطرفين، بل، قسمه لثلاثة أطراف، فتح القسم الأول وموظفيها وأتباعها واحتكاراتهم، والقسم الثاني حماس وموظفيها وأتباعها وحتكاراتنم، وباقي الشعب هو القسم الثالث المحروم من حقوقه.
لما الحزبين الكبار، القدوة، بيقتنصوا الوظائف بالقوة، والأمر الوقع، ودون عدالة، أو، إحساس بحقوق المواطنين الباقين، بتخرب مالطة، وبيصير فينا اللي صار ... موظفين السلطتين وأجهزتهما الأمنية يحوزون على أكثر من 90% من كل الوظائف العامة وأجهزة الأمن ، أخذتهم فتح، وحماس، مع العلم أن كل التنظيمات بما فيهم حماس وفتح لا يشكلون أكثر من 15- 20% من عدد السكان، أي مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة، بم أن عني 20% من أتباع وأزلام وأقرباء الحزبين يعيشون على حساب ومقدرات ال80% من المواطنين في مجتمع يطمح للتحرر ، فكيف ستكون النتائج؟؟ هذا هو ما نحن فيه الآن من خراب، الإحتلال لم يهزمنا، بل هزمنا، من سرق الحقوق، ومن ميز بين المواطنين، ومن جهل أو كان يجهل أن الحرية والإستقلال ليس عملا عسكريا أو سياسيا فقط، بل إدارة شعب وحقوقه بالعدل والمساواة والمحاسبة بعيدا عن الفساد المالي والاداري والفساد الفئوي والإحتكارثلكل شيء، ... فهموني .. في أسوأ من هيك ظلم إجتماعي في الكرة الأرضية؟؟ ولا أحد يقول لي لمادا نهزم من الأعداء؟ أو بمعنى آخر لماذا لا ننتصر؟ هذا هو الزمن المبيوع، الذي بيع فيه الجميع، من كبر البنيان والعقارات وكنز الأموال وإحتكر المشاريع والتجارة والوظيفة ومن يشحذ في الشارع ولا يجد قوت يزمه، أو فرصة عمل.
كلهم بيعوا، لنصل لحافة الهاوية التي نحن فيها، هذا هو الزمن المبيوع..... لا غرابة حين يقول المسؤول بدكوا وطن وإلا بدكوا وظائف أو رواتب، وهل دري هذا المسؤول، كيف حدث الزمن المبيوع.... قولو له كيف حدث وكيف يعيش 20% على حساب 80% وهل لا يعرف تلك المعادلة الدكتور شتية؟ أو خبراء حماس؟
كنا معهم جميعا، وحين كنا نقول وبالمناسبة لازلنا نقولها، هذا لن يبني بلدا، ولن يحرر شعبا، كانوا يقولون أننا منفرون وأننا جلفون وأننا لا نعرف التنمية المستدامة ولا نعرف الإقتصاد المقاوم، وأننا نعيق العمل وأننا لا ندرك مغزى عملهم، كلهم بلا إستثناء كانوا يبعدوننا من أي طريق ومن أي جماعة فنحن مزعجون لهم، حتى أن أحدهم قال في مرة، أنت غريبا في طرحك كل شيء تقف معارضا له، وأنت غير دبلوماسي، وصدامي، طيب يا أبو الدبلوماسية وين وديتونا؟؟!!
يعني توافق عالغلط بتصير منيح ومقبول، يعني صير حرامي وكذاب ومزور ورئيس عصابة وبيع الناس كلام وخوفهم، تتقدم من حيث لاتدري، وكأن هناك من يلتقط هؤلاء الفساد والمفسدين ويعلي مراتبهم، فهؤلاء هم المطلوبين لزمن البيع، وطي وبيع بتكبر في المواقع وبتصير من شخصيات الوطن الكبيرة .
لما بتشوف اللي بيحكي في الديمقراطية هو أكبر قمعي، واللي بيحكي عن الشفافية أكبر حرامي واللي بيحكي عن النظافة أكثر قذارة، واللي بيحكي عن المحاسبة أكبر مزور، واللي بيحكي عن الشعب هو أكبر إنتهازي، واللي بيحكي عن حقوق المرأة أكبر إبتزازي للمرأة، يرفعون شعارات عكس ما يتصرفون في الواقع ، عندها كنت أعرف أن البنيان سيسقط في كل تنتظيماتنا ومؤسساتنا ومشروعنا الوطني طالما كان هؤلاء يقودونه، هذا هو ما وصلنا إليه ..
هذا هو الزمن المبيوع
الذي أوصلنا لضياع الوطن والقضية واللي قبع قبع ..
(خاص الكوفية)