- مراسلنا: 3 شهداء وإصابات بقصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين قرب نادي الشاطئ غربي مدينة غزة
رام الله – عمرو طبش: لليوم الخامس على التوالي، لا تزال الأراضي الفلسطينية عند مستوى "صفر" إصابة بفيروس كورونا، وسط ارتفاع الحصيلة الإجمالية للمتعافين والتي وصلت إلى بنسبة 69.8% من مجمل الإصابات المسجلة حتى الآن.
يأتي ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتمريض، ولأن الأطباء وطواقم التمريض يتقدمون الصفوف الآن في هذه المواجهة القاسية، التقت "الكوفية" عددًا من الأطباء للحديث حول الفيروس التاجي وآليات مواجهته، والذين حذروا من موجةِ تفشٍ جديدة قد تكون أشد عنفًا بسبب ضعف الإمكانيات والعجز في المستلزمات الطبية بمختلف المستشفيات.
الجائحة أدت لضغط العمل
قال نقيب الأطباء، الدكتور شوكت صبحة، إن الجائحة أدت إلى ضغط العمل على الطواقم الطبية في الضفة الفلسطينية المحتلة، مشددًا على ضرورة التزام الطواقم الطبية بتعليمات الوقاية من الفيروس مثل غسل الأيدي والنظافة وارتداء الكمامات والكفوف واللباس الواقي.
وأضاف، في تصريحات لـ"الكوفية"، أن فلسطين أثبتت تقدمها على كثير من الدول العظمى في السيطرة على تفشي وباء فيروس كورونا، بما فيهم أمريكا وإيطاليا وإسبانيا، رغم ضعف الإمكانيات والمستلزمات الخاصة بمواجهة الوباء مقارنة بالدول سالفة الذكر، لافتًا إلى أن الخبراء يتوقعون ظهور موجة ثانية من الفيروس في شهر أكتوبر / تشرين الأول المقبل.
ووجه رسالة إلى المواطنين بعدم الخوف من الفيروس لأنه يؤثر على جهاز المناعة ولكن أن يتبعوا إجراءات الوقاية بحذر والمتمثلة في عدم التقارب والاختلاط والتجمع لأنه حتى الآن لا يزال الفيروس موجودا بكل العالم ولا نعرف متى ينتشر أكثر، مطالبًا المواطنين بعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى وإذا خرجوا فعليهم اتباع كل إجراءات الوقاية.
وأوضح أن خطط الطوارئ وضعت لأن الفيروس سيبقى لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن معظم سكان العالم عرضة للإصابة بالفيروس، وبالتالي خطط الطوارئ وضعت لمنع انتشاره بشكل أكبر كما حدث مثلا في إيطاليا وإسبانيا التي تركت فيها الطواقم الطبية المشافي نظرًا لعجزها عن استيعاب مرضى جدد، محذرًا من موجة تفشٍ جديدة للوباء في فلسطين نظرًا لضعف الإمكانيات وقلة المشافي.
الثغرة الرئيسية في الداخل المحتل
من جانبه، قال الدكتور نزار أحمد كايد، إن جائحة كورونا تحتاج إلى وقاية نظرًا لعدم وجود علاج في العالم لها حتى الآن، لافتًا إلى أنه في فلسطين تم تحجيم والسيطرة على تفشي الوباء، لكن الثغرة الرئيسية في الداخل المحتل، لافتًا إلى أن المواطن الفلسطيني، صار أكثر حذرًا والتزامًا بإجراءات الوقاية عن بداية تفشي الفيروس.
وأضاف، لـ"الكوفية"، أن السيطرة الحالية على تفشي فيروس كورونا، تتطلب وضع سيناريوهات أسوأ للأزمة، عبر إعداد وتجهيز المستشفيات وتطويرها وتحسين أدائها تحسبًا لتفشي الفيروس.
وقال، إن الطواقم الطبية في الضفة الفلسطينية المحتلة، شهدت وقوع إصابات بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
الناحية النفسية تلعب دورًا كبيرًا
قال الدكتور محمود سعادة، (ظهرت حالات كورونا خلال أشهر نوفمبر / تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول عام 2019 ويناير/ كانون الثاني الماضي، في منطقة الظاهرية، وكان يتم تشخصيها كجلطة وبعد أسبوع يتوفى وكانت الحالات تصل إلى أكثر من 20 شخصًا وهي ظاهرة لم تمر على المنطقة إطلاقًا، وكنا نعطي المريض علاج الادتروميسين، والذي أعلنت منظمة الصحة العالمية فيما بعد أنه جزء من العلاج، ولكن بعد شهر فبراير/ شباط الماضي وحتى الآن، وبعد فرض إجراءات الحجر لم تسجل المنطقة إي حالة إصابة بالفيروس.
ووجه سعادة من خلال "الكوفية" رسالة إلى المواطنين، نصح خلالها، بعدم الخوف من الفيروس والذي يسمى بـ "كورونا فوبيا"، لأن الناحية النفسية تلعب دورًا كبيرًا خاصة على كبار السن، وبالتالي من الممكن أن يؤدي الخوف إلى وفاة دون إصابته بالفيروس، مؤكدًا أن فلسطين تسيطر تمامًا على الوباء، لافتًا إلى عدم وجود إصابات في صفوف الأطباء بالضفة الفلسطينية المحتلة، لكنهم يتعرضون لضغط عمل كبير يصل إلى 14 يومًا في المشافي.
24 ساعة عمل يوميا لمدة 28 يوما
من جانبه، قال الدكتور مراد كراجة، إنه يعمل في أحد مراكز الحجر الصحي في رام الله منذ بداية انتشار فيروس كورونا في فلسطين، موضحا أن حالة الطوارئ والفيروس أثرتا بشكل كبير على عملهم من خلال استنزاف طاقتهم لجهد كبير بدوامهم 24 ساعة يوميا لمدة 28 يوما، بواقع 14 يوما في معالجة المرضى، و14 يوما في الحجر الصحي.
وأشار كراجة، في تصريحات لـ"الكوفية"، إلى أن السبل الوقائية التي يتبعونها خلال تعاملهم مع المرضى المصابين بالفيروس هو ارتداء المريول الخاص، والكمامات، والقفازات، واستخدام الكحول والمعقمات بشكل دائم.
وأوضح كراجة، أن المستشفيات الفلسطينية في الوقت الحالي تستطيع السيطرة على جائحة كورونا، منوها إلى أنه في حالة تزايد أعداد المصابين وتفشي الفيروس لن تستطيع المستشفيات السيطرة على الفيروس نظرا لقلة الإمكانيات وعدم امتلاكنا للأجهزة والمعدات الخاصة بالفيروس.
ووجه كراجة رسالة إلى المواطنين بضرورة الالتزام في الحجر المنزلي وعدم التهاون والاستهتار بالفيروس لأنه خطير بشكل كبير، والضرورة الاهتمام بالطرق الوقائية والاحترازية في منع تفشي الفيروس من خلال ارتداء الكمامات والقفازات، واستخدام المعقمات بشكل دائم، تجنب المصافحة.
ويؤكد أنه يتم السيطرة على جائحة كورونا حتى اللحظة بشكل كامل من قبل الطواقم الطبية، وأن عددا قليلا جدا من الأطباء أصيبوا بالفيروس، وتم وضعهم في الحجر.