- آليات الاحتلال تطلق نيرانها بشكل عشوائي باتجاه خيام النازحين جنوب مواصي رفح
- صافرات الإنذار تدوي في المطلة ومحيطها في إصبع الجليل
تسجل الأرقام والحقائق والإحصاءات مدى “الغرام السياسي”، الذي يربط بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والدولة العبرية، خاصة في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها التعاون العسكري، الذي يمثل العنوان الأكبر للتحالف الاستراتيجي بين العدوانية الصهيونية وفاشية النظام التركي.
ورغم السعي الحثيث لأردوغان وميليشياته في المنطقة لإظهار وجه مختلف، وإدعاء الخلاف مع تل أبيب، إلا أن صفحات التعاون العسكري بين أردوغان والجيش الإسرائيلي تكشف مدى الازدواجية، ومحاولات الإخفاء والتعمية التي يمارسها الحزب الحاكم في تركيا في سبيل إخفاء العلاقات العسكرية الخاصة جداً مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويشكل التصنيع العسكري المشترك بين تركيا وإسرائيل في عهد أردوغان نموذجا للتعاون الكامل بين إسرائيل وتركيا ضد الأمن القومي العربي، وضد الشعب الفلسطيني، فما هي أبرز الصناعات العسكرية المشتركة بين تل أبيب وأنقرة؟ وما هي المصانع الإسرائيلية التي تعمل من الأراضي التركية؟
الدرونز في ليبيا وغزة ولبنان
تعود بداية التعاون العسكري الإسرائيلي التركي في مجال التصنيع العسكري المشترك لما يسمى بالأحزاب الإسلامية في تركيا، خاصة حزب “الرفاه” بقيادة نجم الدين أربكان، وهو أستاذ أردوغان، وهو الحزب نفسه الذي انبثق منه حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة أردوغان، وكثير من قيادات حزب الرفاه الذين زاروا إسرائيل ولعبوا دورا كبيرا في توقيع الإاتفاق العسكري بين تركيا وإسرائيل عام 1996 انضموا لأردوغان في تأسيس العدالة والتنمية.
وبحسب دراسة أصدرها معهد استوكهولم للسلام في 2018، فإن تركيا تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية في احتضان مصانع الجيش الإسرائيلي حيث وقعت إسرائيل عام 2006 اتفاقية عسكرية تقوم بموجبها شركات عسكرية إسرائيلية بتأسيس مصانع على الأراضي التركية بهدف تحديث طائرات “إف 15 وإف 16” في عقد بلغت قيمته حوالي 980 مليون دولار.
وفي 2008، فازت الصناعات العسكرية الإسرائيلية بعقد قيمته مليار و100 مليون دولار لتطوير 210 دبابات من طراز إبرامز (إم -60) ومنذ عام 2009 يقوم مصنع إسرائيلي تركي مشترك لتصنيع الطائرات بدون طيار في محافظة أزمير تحصل إسرائيل على 50% من إنتاجه، والنصف الآخر يذهب لتركيا، وهناك تقديرات لدى بعض مراكز الأبحاث الغربية بأن الطائرات المسيرة التي تراقب أجواء غزة وجنوب لبنان جاءت جميعها من مصنع أزمير لطائرات الدرونز، وما يؤكد هذا التعاون في مجال الطائرات المسيرة هو نجاح الجيش الوطني الليبي في إسقاط 3 طائرات مسيرة تركية تأكد بعد ذلك أنها من المصنع الإسرائيلي في تركيا بعد أن كشف الجيش الليبي أن الطائرات التي أهدتها تركيا لميليشيات السراج من طراز “Orbiter 3 UAV” التكتيكية التي تصنعها شركة “Aeronautics” الإسرائيلية في تركيا.
مصانع للدبابات وتصنيع الصواريخ
وشكلت العقود العسكرية الإسرائيلية مع تركيا بنهاية 2018 ما يقرب من 71% من إجمالي الاستثمارات الإسرائيلية في تركيا والتي تصل لـ16 مليار دولار، بحسب المكتب التجاري الإسرائيلي في أنقرة حيث قامت شركات الصناعات الجوية الإسرائيلية بتطوير نحو 54 طائرة فانتوم من طراز F-4، تابعة للجيش التركي، بتكلفة بلغت أكثر من 830 مليون دولار.
وحصلت تركيا فى عهد أردوغان على صواريخ “بوباى 2” الإسرائيلية، التي يبلغ مداها نحو 150 كلم، كما تضنع تركيا وإسرائيل من خلال مصنعين أحدهما في إسرائيل والآخر في تركيا أنظمة مراقبة جوية، حيث قامت شركة إلتا الإسرائيلية بصناعة هذه الأنظمة بتكلفة بلغت 200 مليون دولار، وقد تم تركيب هذه الأنظمة على أربع طائرات استخباراتية تركية من طراز بوينج 737، واشترى الجيش التركي من إسرائيل 10 طائرات “هيرون” بدون طيار مقابل 183 مليون دولار، وهذه الطائرات مزودة بمجسات وأنظمة رادار ومعدات لجمع معلومات، ويمكنها إطلاق صواريخ وقنابل أيضًا.
هذا بالإضافة إلى تمكن شركة تصنيع الدفاع الجوي الإسرائيلية “Elbit Systems” من الحصول على تصريح بإقامة مصنع لها في تركيا للتصنيع المشترك بهدف دعم الطائرات التركية بدون طيار “UAV” بأنظمة تصوير استخباراتي ” IMINT”،ويشارك من الجانب التركي في هذا المشروع شركة أسيلسان التركية للصناعات الدفاعية.