اليوم الاحد 22 سبتمبر 2024م
عاجل
  • مراسلنا: صافرات الإنذار تدوي في موقع المنارة شمال فلسطين المحتلة بعد تسلل طائرة مسيرة
  • مراسلنا: 16 شهيدا في غارات للاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
مراسلنا: صافرات الإنذار تدوي في موقع المنارة شمال فلسطين المحتلة بعد تسلل طائرة مسيرةالكوفية مراسلنا: 16 شهيدا في غارات للاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية نادي الأسير: الاحتلال يعتقل 10 مواطنين بالضفة بينهم طفل وأسرى سابقون الكوفية دفاتر النكسةالكوفية حول مقولة: التخادم الإيراني الإسرائيلي الغربيالكوفية كيف نفسر البلطجة الإسرائيلية؟الكوفية الاحتلال يعتقل مواطنًا ويصادر خلاط باطون بالأغوار الشماليةالكوفية مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الكوفية تطورات اليوم الـ 352 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلنا: ارتفاع عدد شهداء مجزرة مدرسة الزيتون أمس إلى 23 شهيداالكوفية مراسلنا: 6 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال مدرسة كفر قاسم بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزةالكوفية مراسلنا: غارة جوية للاحتلال تستهدف حي النصر بمدينة غزةالكوفية قادم من العراق.. إسرائيل تعلن اعتراض صاروخي كروزالكوفية 7 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مدرسة تأوي نازحين في مدينة غزةالكوفية فيديو|| إصابة 3 مواطنين بالرصاص الحي خلال مواجهات في نابلسالكوفية لبنان: ارتفاع حصيلة قتلى الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية إلى 45الكوفية الدفاع المدني: النساء والأطفال يمثلون النسبة الأعلى بين الشهداء في قطاع غزةالكوفية إعلام عبري: نحو 140 صاروخاً تم إطلاقها من لبنان منذ الليلة الماضيةالكوفية مراسلنا: طواقم الإسعاف تنتشل جثامين 4 شهداء من منطقة العطاطرة شرقي مدينة رفحالكوفية الصحة تحذر من توقف المولدات الكهربائية في المرافق الصحية بغزةالكوفية

الوطن العربي المريض

18:18 - 10 يناير - 2020
أكرم عطالله
الكوفية:

على الأرض العربية تدور صراعات الكون، وباتت تلك الأرض الجثة التي يدوسها الجميع بلا حول ولا قوة، المشهد العربي حزين إلى أبعد الحدود، الكل يتصارع فوقه والإدارات تستعرض ما لديها من قوة وسط محيط بات يتفرج كيف يتقاسمون وينتصرون وينهزمون، وكيف يأخذون ما يكفي من الدم العربي المباح والأرض العربية وثرواتها؟.. والأسوأ أن لا موقف للعرب، وإذا كان هناك موقف فهو يشبه الأنين الخافت نحو الموت المعلق.

ليبيا.. ذلك البلد الذي اعتبر يوما أغنى بلدان العرب وأكثرها استقرارا تحول إلى قبائل متناحرة، وكان الإعلان التركي لإرسال قوات تركية إلى ليبيا أشد تعبيرا عن مأساة العرب وقلة حيلتهم، وكشف عجزهم عن التدخل. ورغم الغضب الذي اجتاح الحالة العربية الرسمية من الإعلان التركي، فإن ردود الفعل كانت خافتة على نمط الرفض أو مقاطعة المنتجات كأضعف الإيمان لأمة لم يعد لديها إيمان بقضاياها وتترك قدرها بين الآخرين، أمة بلغ بها الضعف حدا لا يوصف، بينما تسابق العرب ذات يوم ليكونوا طليعة إسقاط ذلك البلد، أتذكرون عندما قادت دولة عربية الناتو لتحطيم  ليبيا؟.. أتذكرون ذلك المفتي الذي أصدر فتواه باستباحته دم القذافي؟.. كلهم هربوا الآن من الصورة.

العراق ذلك البلد المجيد أقوى الدول العربية يوما وأكثرها غنى، ليس اقتصاديا فقط بل أغناها ثقافة وحضارة ومهابة أيضا، فمن يذكر عراق صدام الذي شكل يوما ما درع الأمة العربية، تحول إلى بلد مدعاة للشفقة تتصارع على امتداده الدول الكبرى، وتحول إلى مسرح يؤدي عليه الآخرون كل الأدوار إلا شعبه المبتلي بساسة لا يشبهون العراق الأبي، وتنشر وسائل التواصل بين فترة وأخرى حجم الأموال التي يسرقونها بالمليارات، وبات شعب العراق الغني هو الأكثر فقرا بين شعوب العرب.

دول عربية أخرى ينهار فيها كل شيء، وتحولت الأوطان الى خشبة مسرح للغرباء، والشعوب إلى كومبارس تصفق أو تبكي على أدوار غيرها.. تقطع أيديها من شدة التأييد أو تمزق مناديلها المبتلة بكاء على تراجيديا أبطال لم يعودوا عربا، وبطولات لم يعد للعرب دور فيها بعد صراعات العربي ضد العربي التي بدأت منذ فجر التاريخ، ولا تزال باعتبارها إرث التاريخ الذي لم يغادره العربي وبات يكرر نفسه  في كل العواصم التي تحطمت.

دول كبرى تتصارع، دول كبرى تبحث عن مصالحها في المنطقة التي أصبحت مستباحة بلا حارس، واكتفى العرب المغلولة إرادتهم بالتأييد والرفض، البعض يرفض التدخل التركي الذي يعيد إرث الإمبراطورية وتاريخها في المنطقة مكتفيا بالرفض، والبعض يؤيد التدخل التركي في إطار تحالف فقد هويته العربية لصالح هوية أيديولوجية أو ربما إمعانا في النيل من قوة العرب.

البعض مع إيران في صراعها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، والبعض مع الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، لدرجة الرغبة بإنشاء تحالف، وما بين مؤيد ومعارض من المتفرجين على مسرح التاريخ ينزف العرب أرضا ودما وإدارة وكبرياء لم يتبق منه ما يمكن أن يغطي عورة الحاضر الذي يقف أمامنا بكل هذا الخجل والخزي.

يا إلهي.. كيف يعود الوطن العربي مرة أخرى بعد قرن من تقسيمه بين وزيري خارجية، ليعاد تفتيته من جديد بشكل أسوأ حتى بعد أن حظي بالاستقلال  منذ نصف قرن.. كيف يعود إلى هذا؟

تأسست للعرب جامعة في عام 1945، ووضعت لها ميثاقا أحد بنوده ينص على أنه حين تتعرض أية دولة عربية للاعتداء فإن مسئولية الدفاع عنها هي مسؤولية العرب جميعا. هذا كان عندما كانت جميعها تحت الاحتلال، وقد تمت المحاولة بغض النظر عن النتائج عام 48، ولكن بعد أكثر من سبعة عقود على هذا، وبعد أن بتنا نرى جيوشا وعروشا ودولا مستقلة لم يعد العربي للعربي، ولم يعد أكثر من متفرج يعبر عن نفسه بالرفض أو التأييد أو الأسى أو الاستنكار بأقل قليلا مما يفعل الأمين العام للأمم المتحدة، فقط.. انفرط عقد العرب وأخشى أنه بلا رجعة.

ما يحدث على الأرض العربية لا يعكس فقط حالة الضعف، لكننا شهدنا حينها مواقف بأضعف الإيمان، لكن ما يحدث هو حالة ضياع لأمة اعتبرت نفسها منتجة للقيم وللبطولة والشجاعة والفروسية، وإذ بها الآن أشبه بالرجل المريض أو أقل قليلا.. واضح أن الدول العربية التي بنيت بعد الاستقلال تمت إقامتها بعيدا عن معايير الدول لنرى كل هذا الخراب، هو نتيجة طبيعية لمستوى الأداء العربي. نحن لم نفعل أكثر من هذا، فلا ننتظر أكثر، ولا نستحق أكثر. هذا هو نحن وتلك هي صورتنا وواقعنا وحاضرنا.. يا خسارة..!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق