اليوم الاربعاء 27 نوفمبر 2024م
عاجل
  • مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على بلدة الغازية جنوب مدينة صيدا
  • مراسلنا: غارات عنيفة على مدينة بعلبك وبلدات بوداي والسفري في البقاع الشمالي
  • ارتفاع عدد الشهداء إلى 6 جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في مدينة غزة
مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على بلدة الغازية جنوب مدينة صيداالكوفية مراسلنا: غارات عنيفة على مدينة بعلبك وبلدات بوداي والسفري في البقاع الشماليالكوفية ارتفاع عدد الشهداء إلى 6 جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في مدينة غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 418 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية بايدن يعلن موافقة لبنان و"إسرائيل" على اتفاق وقف إطلاق النارالكوفية شهيدان ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في مدينة غزةالكوفية شهيدان ومصابون جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزةالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان لليوم الـ 66الكوفية شهداء ومصابون جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في شارع النفق بمدينة غزةالكوفية الصحة اللبنانية: 12 شهيدا و14 مصابا في حصيلة أولية لغارات إسرائيلية على بلدات عدة بالبلادالكوفية طائرات الاحتلال تشن أكثر من 10 غارات على مشروع بيت لاهيا وبلدة بيت لاهيا شمال غزةالكوفية وسائل إعلام سورية: عدوان إسرائيلي استهدف معبري العريضة والدبوسية الحدوديين مع لبنانالكوفية مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى "امتثال كامل" لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانتالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية الاحتلال يجدد غاراته على بيروتالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزةالكوفية بالفيديو// اقتحامات ومواجهات في الضفة المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تغلق مداخل أريحا بالبوابات الحديديةالكوفية بالفيديو// نفاد الوقود يهدد بكارثة صحية وبيئية في دير البلحالكوفية مراسلنا يرصد التفاصيل.. قصف متواصل على خانيونس ورفحالكوفية

أحمد قايد يرحل تاركا مأثرته

09:09 - 24 ديسمبر - 2019
الكوفية:

 

أحمد قايد صالح يرحل تاركاً مأثرته

فقدت الجزائر قائد جيشها الذي أمسك بخيوط الحدث الجزائري، لكي يعبر ببلاده الى بر الأمان، ويحبط تسلل تجار الإنتفاضات الشعبية، الى الصفوف الأولى، بذريعة رفض حكم العسكر. فحتى الرمق الأخير، انحاز أحمد قايد صالح الى شعبه، واستجاب لمطالب الشارع، ولم يثنه عن ذلك ما كان يحظى به من الوداد، لدى رئيس الجمهورية السابق. فلا قيمة عند الرجال الأفذاذ، للاعتبارات الشخصية، عندما تصطدم مع مطالب شعبهم. كان الراحل من جيل العسكريين في مرحلة الإستقلال، بعد طي صفحة خالد نزار كبير الجنرالات الذين بدأوا حياتهم العسكرية في جيش المستعمر الفرنسي. فقايد صالح ممن التحقوا في سن صغيرة، بثورة نوفمبر وانخرط في صفوف جيش الثورة، ورابط على رأس إحدى الكتاب، على حافة البحيرات المرة في خط السويس أثناء حرب الإستنزاف. وكذلك هو شأن الرجل الثاني في الجيش الذي تسلم مهام الراحل بن صالح. فاللواء سعيد شنقريحة، قائد القوات البرية حتى رحيل بن صالح، هو أحد ضباط الجزائر المستقلة، الذين شاركوا على الجبهة المصرية، وقاتلوا الشر الإرهابي بضراوة وألحقوا به الهزيمة

مهمة بن صالح الأخيرة، كانت حاسمة وإنقاذية. ثبت الرجل كالجبل، في وجه التحريض والدعايات السوداء، التي تشيطن العسكر مهما كان موقفهم، وكأنهم ليسوا وطنيين اختاروا طريق الجندية لممارسة قناعاتهم الوطنية بحماسة، بعد أن ترعرعوا في مدرسة هواري بومدين.

منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية، كان خيار أحمد قايد صالح أن لا مجافاة لرأي الشعب، وفي الوقت نفسه لا تفريط في مكتسبات الدولة والجمهورية. كان أحد القادة الذين خاضوا الحرب المريرة ضد شياطين الإرهاب، الذين حملوا مشروعاً يتهدد الجزائر في مصيرها كدولة موحدة. كان ورفاقه الضباط والجنود، يوصلون الليل بالنهار، لدفع البلاء عن البلاد. وحافظ على المؤسسة العسكرية وعبر بها المراحل الصعبة منذ العام 2013. ولأن التضحيات كانت بالأصالة عن شعب ثورة المليون ونصف المليون شهيد، كان طبيعياً أن يقف بحزم ضد عصابات المافيا والفساد التي قرر الشعب إسقاطها وإزاحتها عن قلب الحياة العامة. وبكل شجاعة، ودون إبطاء، بدأ يترجم شعارات الشارع الى إجراءات صارمة، وما هي إلا أيام حتى أصبح رئيسا حكومة وعدد من الوزراء وقادة أمنيين ورجال أعمال وراء القضبان. فعندما ينفجر الشارع، تبرماً من الشُلل والعصابات، فالإنحياز الطبيعي يكون للشارع، ولن يستطيع تلبية مطالب الناس سوى جيشهم. فقد استباح الفاسدون مقدرات الشعب الجزائري وعطلوا التنمية، وكان لا بد من زجهم في السجون وجلبهم امام القضاء. لم يكن أي طرف في البلاد قادراً على أن يفعل ما فعل الجيش. وضع قايد بن صالح عواطفه وعلاقاته ومجاملاته جانباً، لكي يَمْثُل الفاسدون واللصوص والمستهترون بالقانون، أمام القضاء الحازم.

في تلك الأثناء، كان الحالمون بإطاحة الدولة، يثابرون على النيل من مقاصد الجيش الجزائري، العقبة الوحيدة أمام طموحاتهم، وهم يرددون نغمة العسكر، وكأن العسكر غُزاة لبلادهم. فالعسكر الذي وقف على رأسه أحمد قايد بن صالح، وطد العزم على حماية الدولة وعلى تكريس النزاهة في الحكم، وإتاحة حق الإختيار للشعب، والزهد في السلطة. دعا الى انتخابات رئاسية خاضها ستة مرشحين مدنيين، ففاز أحدهم وتسلم الحكم وسلم الرئيس المدني الجديد، أحمد قايد صالح وساماً يستحقه، فأدى الأخير التحية العسكرية وانصرف الى حال جيشه، ليلقى وجه ربه بعدئذٍ بضمير مستريح.

في مهمته الأخيرة، أثبت أحمد قايد صالح، للأبعدين والأقربين، أن إطاحة الدولة الوطنية، التي بذل الشهداء دماءهم على طريق استقلالها، ليست في متناول تجار الدين وتجار الآلام الذين يستغلون إحباطات الناس لكي يقفزوا الى الحكم، وهم بلا مآثر كفاحية وبلا استقامة إن حكموا أو لم يحكموا!

طوبى للراحل فقيد الجزائر، الذي أسلم الروح، بعد أن أدى واجبه، فاستحق الإحترام مثلما استحق تعاطف كل محبي الجزائر، كأحد الفرسان الأوفياء الإستقلاليين، الذين لم يدخروا جهداً في حماية حركة تحرر وطني، أنجزت مهمة الإستقلال وتحولت الى شكل الدولة، ومضت على طريق نُصرة قضايا الأمة، وتبوأت مكانة مرموقة بين الأمم!

لروح الفقيد الفريق أحمد قايد صالح، الرحمة والسلام والرضوان.

 

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق