د. طلال الشريف
الكوفية:عنوان المقال هو في كلمة "يعظ" وهو الهدف الرئيسي الذي استنتجته من خلال السرد بالإضافة لأهداف أخرى، ويعظ هي دعوة للعودة من جديد بعيدا عن سلبيات الحدث والحراك الكبير وهو الانتفاضة وما بعده والإخفاقات التي منى بها شعبنا في عدم موازاة النتائج بالجهد المبذول.
شاهدت فيلم نائلة والانتفاضة بمزيد من الشوق حيث حالت ظروف عدم وجود الفيلم على الشبكة العنكبوتية لمشاهدته، وحبذا لو يعرض هذا الفيلم على نطاق أوسع ليستطيع مشاهدته قطاع واسع من الفلسطينيين لما يحمله هذا الفيلم من حقائق واقعية عاصرها معظم الفلسطينيين في مرحلة كانت الأقوى والأجمل في مسيرة قضيته الوطنية.
يوثق فيلم نائلة والانتفاضة لمرحلة أثرت إيجابيا في حياة الشعب الفلسطيني بكل تفاصيلها، وأسست لفكر وثقافة عالية لمرتكزات نادرا ما تلتقطها في مراحل النضال الوطني في سبيل التحرر والاستقلال، وهي ثقافة لأداة جديدة إعتمدتها ومارستها شعوب قليلة للخلاص من الإحتلال ألا وهي "الانتفاضة الشعبية اللاعنفية" التي إنتصرت بها ثورة غاندي لتحرير الهند من الإحتلال البريطاني كمثال راسخ في التاريخ الحدث.
فيلم نائلة والإنتفاضة هو فيلم يخلط بين الوثائقي والسردي أو السيرة الذاتية أو قصة البطلة نائلة عايش بطلة الفيلم.
الفيلم يركز على مرحلة الثورة الشعبية أو ما أطلق عليها مصطلح "الانتفاضة" التي بدأت بالحراك الشعبي الذي سرعان ما توسع أفقيا وعموديا ليعم كل مناطق غزة والضفة الغربية والفلسطينيين داخل الخط الأخضر، بتتابع فريد في محطاته، بدأت في 8/12/1987. وأطلق عليها إسم الإنتفاضة الكبرى الأولى أو إنتفاضة الحجارة، وسمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد عناصر الجيش الإسرائيلي، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة "بأطفال الحجارة".
الانتفاضة كانت شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وإستمرت حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 13/9/1993.
فيلم نائلة والإنتفاضة إنتاج العام 2017 من إخراج جوليا باشا (التي أخرجت فيلم "بدرس" وشاركت في إخراج فيلم "حارتي")، والمعروفة بمخرجة الجوائز، وإستغرق إنتاج الفيلم خمس سنوات لصعوبة الحصول على الوثائق بعد 30 عام مرت على الحدث ولم تكن في حينها وسائل التوثيق والصحافة والاعلام متوفرة أو متطورة كما هي الآن في عصر الثورة الرقمية والشبكة العنكبوتية.
فيلم نائلة والإنتفاضة عبر توثيقه لمحطات هامة في تطوير أساليب العمل الشعبي حسب الحاجة في الميدان وحسب المتوفر المجتمعي من طاقات ولجان عمل وأهداف يومية تصب في الإطار العام للحركة الشعبية بمجملها ونقلها من محطة لمحطة من المسيرات السلمية والمظاهرات ضد الإحتلال إلى الإشتباكات بالحجارة وإشعال الإطارات والكتابة على الجدران والإضرابات ومقاطعة منتجات الإحتلال ورفض دفع الضرائب وصولا للعصيان المدني وتطور إدارة العمل وفرز قيادات هذا العمل والأهم والذي يسلط الفيلم منذ البدء علىه هو "" دور المرأة "" عبر دور بطلة الفيلم الناشطة النسوية والمناضلة الوطنية "نائلة عايش" وفي الحراك الشعبي من خلال "الحركة النسوية" في فلسطين والتي تصاعدت كما ونوعا حتى كانت في أوقات طويلة تقود المرأة الانتفاضة من خلال موقع قيادي لأكبر تنظيمات تلك المرحلة مثل الدور الذي لعبته المناضلة الفتحاوية ربيحة ذياب كقائدة لحركة فتح حين كان كل القادة الرجال من فتح في السجن ، و زهيرة كمال في قيادة حركة فدا، كانت نائلة عايش ترسم صورة أخرى في نشاطها النسوي المجتمعي رغم القيد والسجان، تلك المرأة التي أجهضت للمرة الأولى بسبب السجان الذي رفض مراجعة الطبيب وتقديم العناية الطبية حين بدايات حملها حامل الأولى والتي تم عزلها في البرد القارص ومضاعفة ساعات التحقيق والتعذيب الذي تسبب في إجهاض هذا الحمل .
يعاد اعتقال نائلة للمرة الثانية بعد الإفراج الأول عنها، وكان طفلها الأول يبلغ الخمسة أشهر ، لترتسم صورة جديدة من الحرمان البشع والعفريق بين الأم ووليدها لتبدأ مرحلة عذاب وصعوبة العناية به في حضن جدته الستينية، وبعدوجهود حثيثة وافق السجان على إلحاقثمجد بأمه نائلة في السجن ليصبح مجد الطفل الوحيد المعتقل بين معتقلات الحركة النسوية في وضع تراجيدي يعبر عن قسوة السجان، ويذكرنا بماهية معركة الرحم التي حاربنا فيها الإحتلال ولا يزال في رحلة الصراع الديمغرافي بين الفلسطينيين والإحتلال وكأنه يقول عليكم أن توقفوا التكاثر الفلسطيني لإنه يهدد مصيرنا.
فيلم نائلة والإنتفاضة يسلط الضوء أيضا على القدرات والطاقات الهائلة لدى المرأة الفلسطينية المشاركة دوما في العمل الوطني والمجتمعي، وتظهر مشاهد الفيلم كيف تعطى المرأة الفلسطينية وبلا حدود وتنتزع حقوقها وأدوارها فتنجح في قيادة الجماهير وتطور من تنظيم صفوفها وقدرتها على الإنتاج حتى في سوق العمل كمعيلة لإسرتها في غياب أو حضور الزوج.
يسرد الفيلم بتوثيق المحطات النضالية أثناء الإنتفاضة كيف تطورت قدرات المرأة في التنظيم والخطابة والعمل السياسي والمجتمعي حين شاركت الكثيرات من الحركة النسوية في المفاوضات والطواقم الفنية فكانت حنان عشراوي ناطقة بإسم الوفد الفلسطيني تتحدث الإنجليزية بطلاقة وترد على الصحفيين والاعلاميين بتمكن فريد فاق الرجال.
وثق فيلم نائلة والإنتفاضة سرعة الإستجابة للمجتمع الفلسطيني للعمل المجتمعي حين تقود النساء الفلسطينيات هذا العمل خاصة حين بدأت الإنتفاضة وتطورت لجانها وأطرها النسوية في محطة جديدة لتعويض المنع والحرمان والإغلاق للمؤسسات العلاجية والمدارس والجامعات من قبل الإحتلال فتشكلت فورا الحملات الطبية والتعليم الموازي في البيوت والحارات لمجموعات التلاميذ والطلبة لحماية المجتمع الفلسطيني من التجهيل والحرص على استمرار العملية التعليمية والعلاحية.
وثق فيلم نائلة والانتفاضة دور المرأة في الانتفاضة و قيادتها وتحرر إرداتها في الخروج لميادين النضال الوطني تقود الرجال متسلحة بثقافة عالية ما يمنحها القوة والوعي الحامي لإنوثتها والمساواة مع الرجل وبدا هذا مقبولا للرجل حين رأها أسيرة تقارع السجان وحين يتمثل الجمهور بإعتزاز صورة المناضلة د. حنان عشراوي تتقدم الرؤساء والوزراء وتقدم قضيتها بشكل نسوي قوي جديد وبلغة يعجز عنها الكثير من الرجال وأصبحت صورتها راسخة في ذهن الجمهور الفلسطيني كأحد أبطال الإنتفاضة وأسست المرأة في الإنتفاضة مكانة يعتد بها بنضالاتها الكبيرة ونشاطاتها المتعددة والتي نلاحظ تراجع عن هذه المكانة مع مساومات السلطة و الاعتقاد الخاطئ بأن مكانتها في المجتمع قد تراجعت و هو الأمر الذي يفسر الهجوم الشرس و كأنها صحوة أهل الكهف ضد سيداو ، و التي بالمناسبة كانت ثقافة الانتفاضة وفي اطار مفاعيلها الاجتماعية قد تفوقت على نصوص هذه الاتفاقية التي لا يحترمها حتى من وقع عليها بتحفظات أو بدونها.
وثق فيلم نائلة والانتفاضة العلاقة الأسرية الوثيقة للأسرة الفلسطينية وقت الشدة عبر مسيرة بطلة الفيلم نائلة عايش حين تم إبعاد زوجها وهي مازالت في السجن مع طفلها مجد وكيف قامت الجدة والأسرة بمجملها من العناية بالطفل بعد إعتقال نائلة وكيف تم إحتضان نائلة ودعمها من والدة جمال وإخوته وأخواته في غيابه وحين فرق السجن بينها وبين إبنها مجد حتى سفر الأسرة الصغيرة للزوج المبعد خارج الوطن وتلك الأسرة الكبيرة المناضلة تاريخيا ومنذ زمن طويل وإسشتهاد شقيق جمال الأكبر بشير في بيروت وإعتقال شقيقه الأصغر وليد في سجون الإحتلال أثناء الإنتفاضة والذين كانوا من قيادات العمل الوطني وكان جمال عضو القيادة الموحدة للإنتفاضة قبل الإبعاد ودوره السباق الذي وثقه الفيلم في صياغة البيان الأول للإنتفاضة والمصطلحات التي تعممت بعد ذلك في بيانات الانتفاضة" لا صوت يعلو فو صوت الإنتفاضة".
فيلم نائلة والانتفاضة قدم مخرجا بطريقة غير مباشرة يمكن إلتقاطه من خلال السرد والتوثيق لمجريات أحداث تلك الفترة" الإنتفاضة" بإمكانية انخراط الفلسطينيين في حركة شعبية سلمية لا عنفية في كل الأوقات وللظروف وتؤكد مشاهد عديدة قدرة وفعالية العمل الشعبي البعيد عن العسكرة في إمكانية تحقيق أهداف التحرر والاستقلال وقدرة المجتمع المدني الفلسطيني على إحداث التوازن الاستراتيجي مع المحتل دون عنف ودون تسلح وتجييش على نمط الدول وذلك بدعم المجتمع الدولي المؤيد لقضيتنا الوطنية والذي من خلاله يمكن إنجاز الإستقلال وعبر منح الكفاءات الفلسطينية من قيادة التغيير المجتمعي والثقافي وتنشيط دور المرأة في المقاومة الشعبية، وكيفية الحفاظ على الإنجاز.
يبرز الفيلم القدرات الفائقة على الصمود وتقليل الخسائر البشرية وفي الممتلكات في مرحلة الإنتفاضة مقارنة مع ما نتعرض لها هذه الأيام ودون إنجازات رغم تطوير القوة المسلحة التي تمتلكها بعض الفصائل، فالإنتفاضة الأولى كانت محطة لو أتيحت الفرصة لكفاءات أفضل من قيادة العمل الوطني لأحرزت الإستقلال بعيدا عن المصالح الحزبية التي أودت بالإنجاز الكبير إلى مستنقع الضعف وتآكل القضية وانتصار الأستيطان في قضم أكبر مساحة من الأرض في وقت كان يمكن بإستمرار الإنتفاضة جنبا إلى جنب مع المفاوضات وكضاغط شعبي على المحتل يكسب بإستمراره تأييد العالم كله ودون العسكرة لتحقق الإستقلال والخلاص من الإحتلال.
جمال زقوت مناضل وطني وزوج بطلة الفيلم تحدث عن إندلاع الانتفاضة بقول:
كان واضحا تماما بأن ما يحدث شيء مختلف،كانت حالة توحد تام، كانت حالة توحد شاملة وقرار منوكل أبناء الشعب الفلسطيني أن وقت الكفاح الموحد والجماعي لإنهاء الاحتلال قد حان.
ومشهد آخر من مشاهد الفيلم المعبرة جدا غن صلف الإحتلال يظهر فيه المناضل الوطني جمال زقوت المعتقل في سجون الإحتلال على خلفية عضويته في القيادة الموحدة للإنتفاضة وهو مكبل بالقيد ويديه خلف ظهره يمسك به جنديان إسرائيليان ويدفعانه نحو المجهول في رحلة إبعاد عن الوطن تلخص هدف الاحتلال الأول والأخير بأنه يريد التخلص من الفلسطيني صاحب الأرض.
في مشاهد أخرى تظهر تلك الأخوات المناضلات القياديات المعروفات في الحركة النسوية الفلسطينية والتي ترعرعت أثناء الإنتفاضة وهن من مشارب فكرية متعددة يضفي على العمل السينمائي مصداقية بلا حدود لمن عايش تلك الفترة وواكب نشاطهن المجتمعي والسياسي لفعاليات هذا الحراك الشعبي الكبير ومازلن قيادات حاضرات بنشاطهن بعد 32 عام من الانتفاضة، وهذا يعني لي كمشاهد بأن الإنتفاضة مازالت مستمرة في العقل النسوي الفلسطيني الذي لعب الدور الرئيسي مع أطفال الحجارة، نائلة عايش، عزة قاسم، ساما عويضة المرحومة ربيحة ذياب، زهيرة كمال، نعميمة الشيخ علي، وأخريات على مساحة الوطن وفي الشتات، مازلن يناضلن من أجل أن تتحرر المرأة في وطن محرر من الإحتلال، ومحرر من ظلم الفئات الأخرى في المجتمع.
مشهد المناضلة نعيمة الشيخ علي أحزنني وزادني أملا بما تحدثت به النائبة الآن في المجلس التشريعي عن التيار الإصلاحي في حركة فتح وهي إحدى قيادات العمل النسوي في الإنتفاضة بأنه تم اهمال دور المرأة ولم يكن بالشكل الذي يوازي نضالاتهن وقدراتهن بعد ذلك، وهذا عوار ثقافي وسياسي وتراجع عن دور المرأة القيادي من السلطة والمجتمع ما يدعوهن لمواصلة العمل وإحساس بالضيم والتراجع يجب أن يؤسس لإنتفاضة جديدة لصيانة دور المرأة وحقها المصادر فهي أمام محتل مازال يجثم على الأرض وسلطةثغارقة في ضعفها وأمام فئات رجعية أصولية في المجتمع تقلل من قيمة المرأة وتحاصرها وتصادر دورها.
وأنت تشاهد فيلم نائلة والأنتفاضة تتفاعل عقليا مع ضحامة الحدث أي حدث الأتتفاضة وضآلة الإنجاز، وسريعا تقارن بين النتائج التي كان يمكن تحقيقها من قوة فعل وزخم الانتفاضة وتنظيم فعالياتها وقوة استمراريتها المتجددة للسنوات الثلاثة عشر واعتراف العالم كله بشرعيتها وعدم شرعية الاحتلال ومقارنة ذلك بالإنجازات الحقيقية لتتأكد بأن خلل ما حدث في كيفية تحقيق وإنجاز الإستقلال، وأن هذا الخلل قد وقع نتيجة عاملين لا ثالث لهما:
العامل الأول: هو الخداع الأسرائلي الذي تمكن من الهروب من الإستحقاق وقدرته على ذلك ما يدعو الفلسطينيين من الإنتباه لزيادة معرفتهم بقدرات المحتل وإعادة قراءة التاريخ جيدا تحت عنوان إعرف عدوك.
العامل الثاني: هو فشل شعبنا في تمكين قيادات له توازي طبيعة الصراع وحجم القضية الفلسطينينة الذي يجب عليه بعد ما يقرب من 72 عام على النكبة وتجاربه الكبيرة أن تكون له قيادة أذكى وأكثر دراية بالعمل السياسي لتحقيق الاستقلال مهما بدت الحالة أصعب في كل مرحلة جديدة ...
الفيلم يعطي بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال سرد الحكاية مؤشرا بإمكانية تكرار الإنتفاضة بأشكال وأدوات جديدة وحتى القديمة لهذه الإنتفاضة النوعية التي وحدت شعبنا وجعلت من كل فلسطيني كأنه قائدها لحسم الإنتصار وتحقيق الاستقلال لشعبنا مقارنة بما نحن فيه من قيادات وأدوات لم تنجح في التقدم خطوة، بل تراجعت حتى عن ما حققته الانتفاضة وقسمت شعبنا ودمرت نسيجه الوطني والإجتماعي وغيبت وحدته تلك الوحدة هي حجر الأساس في أي تحرك نحو الاستقلال.
الجوانب الفنية أين أخفقت وأين نجحت في فيلم نائلة والإنتفاضة تحتاج متخصص في النقد السينمائي وهذا ليس من خبرتي أو تخصصي فأنا طبيب جراح يعمل في السياسة تناولت الفيلم من الجانب السردي أو النصي الأدبي والسياسي أكثر من الفني، أما الجانب البصري أو المشهدي لتحليل الصورة فيحتاج لناقد سينمائي أو محلل سينمائي يملك الخبرة والتخصص و الأدوات القادرة على الكشف والتحليل وإدراك الأبعاد الجمالية والفكرية والثقافية وأبعادها الخفية وما بين ترابطها الفني الأعمق.
ملاحظة في نظري مهمة
كنت أتمنى أن أرى مواد داخل الفيلم توثق بتوسع أدوات هامة جدا إخترعها شعبنا واستخدمها وطورها بنجاعة فائقة تعبر عن الوحدة الأداتية والثقافية في الميدان وأصبحت رموزا خاصة بالحالة الفلسطينية، مثل الشُديدة أو النباطة وحرق الإطارات والكتابة على الجدران وهي إحدى أهم أدوات الانتفاضة للتعبير عن الإستياء الشعبي من الإحتلال في ظل غياب وسائل الإعلام ومنع الصحف وسجن الإعلاميين والصحفيين حين أصبحت الجدران المجال الوحيد المتاح لنقل وقائع الإنتفاضة وتحديد مواعيد الإضراب وكانت الجدران هي الصحف اليومية كما أطلق عليها...
تحياتي وإلى إنتفاضة شعبية قادمة تستعيد الوحدة وتنجز الاستقلال.