اليوم الجمعة 01 نوفمبر 2024م
هل توقف الانتخابات الأميركية حرب الشرق الأوسط؟الكوفية مـــا الحـــل ؟الكوفية روسيا «مندهشة» من استمرار تركيا في تزويد أوكرانيا بالأسلحةالكوفية عشرات المفقودين جراء القتال في ولاية الجزيرة السودانيةالكوفية تطورات اليوم الـ392 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية المقاومة العراقية تنفذ 6 عمليات هجوم على مواقع "إسرائيلي" جنوب ووسط فلسطين المحتلةالكوفية اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال خلال حملة اعتقالات في نابلس وقلقيليةالكوفية دعوات لتكثيف الرباط في الأقصى وحمايته من مخاطر الاحتلال والمستوطنينالكوفية "الهلال الأحمر" بغزة يطلق حملة توعية للأطفال من خطر الذخائر غير المنفجرةالكوفية المقاومة اللبنانية تنفذ 25 عملية ضد الاحتلالالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف أرضا زراعية في حي النجار ببلدة خزاعة شرق خان يونسالكوفية آليات الاحتلال تطلق النار في المناطق الجنوبية لحي تل الهوا جنوبي غربي مدينة غزةالكوفية الاحتلال يعتقل شابين من مدينة نابلسالكوفية حالة الطقس اليوم الجمعةالكوفية زوارق الاحتلال الحربية تقصف المناطق الغربية لمخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية سلسلة غارات إسرائيلية متتالية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية 10 غارات منذ منتصف الليل تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية حزب الله: 95 ضابطا وجنديا إسرائيليا قتلوا في لبنان منذ مطلع أكتوبر الماضيالكوفية "أطباء بلا حدود" تطالب الاحتلال بالإفراج عن أحد كوادرها في غزةالكوفية مسيرتان إسرائيليتان تقصفان الضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية

دحلان يربح وهم يخسرون

20:20 - 05 نوفمبر - 2019
ثائر أبو لبدة
الكوفية:

الربح و الخسارة هما مصطلحين نسبيين على وجه العموم ، و لكن عندما يتعلق الأمر بعالم السياسة ؛ فإن الربح هو ربح محض و الخسارة هي خسارة بحتة .

ليست كل المواقف السياسية تعبر عن وجهات نظر ، يمكن لنا تقبلها والتعامل معها ، فهناك مواقف تبنى على حقد و كراهية لا يمكن القبول فيها أو التعاطي معها ، ومنها موقف وزير خارجية تركيا الأخير ؛ الذي هاجم فيه شخص النائب محمد دحلان ، دون أي اعتبارات أخلاقية أو مهنية !

لم يخجل المسؤول التركي ذو " المنصب الرفيع " من مهاجمة القائد الفلسطيني العروبي بطريقة أقل ما يقال عنها أنها " شغل عصابات " ، وتجاوز ذلك ليصبح الهجوم ذا طابع شخصي ويحمل صفة التهديد . " أوغلو " الذي يقول رئيسه ما لا يفعل ، و يفعل عكس ما يقول ، يمارس دور الخادم المطيع ، ويتحدث بمنطق سيده " أردوغان " الذي يعاني من عقدة مزمنة اسمها " الإمبراطورية التركية " ، و يشعر بأن له حقاً مسلوباً في بلاد العرب ..

" أردوغان " صاحب عبارة " أحب المظلومين ، ولا أحب الظالمين " ، لم ينصر المظلومين ولم يحارب الظالمين . وما هذه الصفات في عبارته الشهيرة إلا تقسيم منه للمنطقة العربية . بين مستسلمين لوهمه بأنه السلطان الذي لا يرفض له طلب ولا يرد له أمر وهم " المظلومين " ، وبين رافضين لأطماعه في بسط نفوذه على المنطقة العربية وهم " الظالمين " . ثمّ أي ظلمٌ أشد من ذاك الظلم الذي حلّ ببلادنا العربية ، وكان لتركيا " أردوغان " في إيقاعه حصة الأسد !

- لا يعرف " أوغلو " وأمثاله بأن أصغر طفل في مخيماتنا الفلسطينية يملك من الجرأة و البسالة، ما يجعله قادراً على صفع جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح ، دون أن ينطق الطفل كلمة واحدة - .

اليوم وقد أصبحت الأمور أكثر وضوحاً ، وانكشفت خيوط المؤامرة التركية على منطقتنا العربية ، لا بد من القول أن النائب محمد دحلان يشكل صخرة صلبة ؛ تقف أمام أطماع النظام التركي و أدواته العابثة في المنطقة ، والذين بدورهم لم يتوانوا عن محاربة الرجل بكل الأساليب وذلك لكي ينالوا من عزيمته ورباطة جأشه . مستغلين بأبشع الصور الانقسامات الفلسطينية الداخلية و حالة الضعف العربي ، ومستخدمين لغة الخطاب المزيف و الكاذب .

دحلان اعتاد على ذات الأسلوب المتكرر في محاربته و محاولة كسر شوكته ، الأسلوب الذي اتبعته و تتبعه حركة الإخوان المسلمين ، سلطة رام الله ، إسرائيل ، وقطر الأداة التركية في منطقتنا العربية . حيث لم تتوقف هذه الجهات المذكورة عن قدح و ذم الرجل ، وكيل الاتهامات له دون وجه حق ، وبث الشائعات المزيفة عنه ، وتدبير الشر له دون أي سبب .

أما نظام " أردوغان " فيحاول عبثاً إزاحة الرجل من المشهد ، كونّه يعلم تفاصيل التفاصيل فيما يتعلق بخبث النظام وجلده المتلوّن !

لكن النائب الفلسطيني المنتخب لا يكلّ ولا يملْ ، فهو دائماً ما يشعر بالمسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتقه اتجاه شعبه أولاً و أمته العربية ثانياً ، دون حتى أن يشغل أي منصب رسمي . فالرجل الذي تميّز بالذكاء والفطنة كان دائماً يجيد قراءة المشهد السياسي ، ويرى أن الخطر المحدق بالأمة العربية و محاولة تهميشها وإضعافها ، يُوجب عليه أن يتصدى جنباً إلى جنب مع أشقائه من القادة العرب لهذا الخطر والحفاظ على الوحدة العربية مهما كلف الأمر !

النظام التركي الذي لا يهمه سوى السيطرة على المنطقة العربية وبسط نفوذه فيها ، يجد من محمد دحلان عائقاً خاصة أن الأخير ؛ لا يتوانى عن كشف الأطماع التركية و التحذير منها . وقد غفلّ هذا النظام الذي يبيع البطولة وهماً للموتورين من على ظهور المنابر ، بأن دحلان هو ابن مدينة خانيونس كبر وترعرع في مخيمها ، المدينة التي كانت من أهم المدن تاريخياً في عهد الحكم العثماني ، والتي كانت لوفرة مياهها وخصوبة تربتها توفر المنتجات الزراعية لأكمل قطاع غزة ، و قدمت و ما زالت للقضية الفلسطينية ما لنْ يقدمه " أردوغان " وحاشيته لو عاشوا فوق أعمارهم ألف سنة !

بائعو الوهم في تركيا " أردوغان " ، قد تناسُوا بأن الفلسطينيين هم أهل الفعل و سادته ، وبأنهم ورغم جراحهم العميقة قادرون على الرفض و يستطيعون فرض معادلات جديدة في المنطقة العربية و الشرق الأوسط تحديداً . وهم الأقدر على تمييز الصديق ممن يدعون الصداقة ، والبطل ممن يدعون البطولة .

إن نظام البوليس ، قمع الحريات ، وكتم الصوت - الذي أسسه " أردوغان " - في بلاده و مارسه على الشعب التركي - يسعى وبشكل دائم لتسويق نفسه أمام العالم بأنه داعم للديمقراطية و خيارات الشعوب ، في حين أن هذا النظام لا يتعاطى مع مبادىء الديمقراطية على الأرض التركية ، و يقمع كل صوت معارض لسياسته ، و يصادر حرية الرأي والتعبير.

" أردوغان " صانع النهضة المزّيف ، والمتشدق بمبادىء الديمقراطية خارج أبواب مملكته ، لا يروق له أن يرى البلاد العربية تزدهر و تنفتح عل العالم ، فهو يشعر بأن هذا حق خالص و حصري لبلاده فقط .

ويرى بأن نهضة العرب و سيرهم في طريق النمو و الإزدهار ، مؤشر خطر و عامل ضعف يهدد حلمه بالسيطرة على الإقليم .

السلطان - كما يرى نفسه - لا يحب لغيره ما يحب لنفسه ، ظناً منه بأن القمح ينمو لكي يكون الخبز على مائدته فقط !

دحلان الذي ظهر مؤخراً في حديث على فضائية mbc مصر مع الإعلامي المصري عمرو أديب ، لم تؤثر به هرطقات " مولود جاويش أوغلو " ، ولا من قبلها تقارير صحيفة " يني شفق التركية " المقربة من نظام " أردوغان " . ففي كل مرة يظهر الرجل وكأنه يملك قوة الكون بأكمله ، غير آبهٍ بما يلقى عليه من تهم جزافاً .

القائد الفلسطيني ليس لديه ما يخفيه ، تحدث كعادته بثقة و بلغة منمقة ، ودافع عن نفسه بنفسه . ولم ينتظر أحداً كي يدافع عنه فهو يملك من بلاغة الحديث و قوة الحضور ما لا يملكه رؤساء دول كبرى!

لست في موضع الإشادة بصفات دحلان الشخصية ، لكن الرجل في الحقيقة ظهر كزعيم عربي فريد من نوعه ، قادر على المواجهة بجرأة وقوة وموضوعية . وهي صفات كانت في دحلان منذ نعومة أظافره ، عندما برز كقائدٍ لحركة الشبيبة الطلابية في الأراضي المحتلة .

كان خيار دحلان في حديثه أن لا يرد على " أوغلو " ، بل كان الرد موجهاً للرئيس التركي " أردوغان " الذي بادر إلى عداء النائب الفلسطيني .

لم يكن الكلام سلاح دحلان الوحيد ، بل عرض في خضم حديثه من الوثائق و الحقائق ما يكفي لإدانة الرئيس التركي بقضايا لها علاقة بإبرام صفقات مشبوهة و العمل على إدارة الإرهاب في البلاد العربية وتمويله .

كان النائب الفلسطيني في مقابلته التلفزيونية صريحاً و هادئاً لأبعد الحدود ، يسمي الأشياء بمسمياتها ولم يستخدم لغة الاستعارات والمجاز . دحلان الذي يجيد إحراج خصومه السياسيين و وضعهم بالزاوية ، نجح في الوقوف صلباً لا يكسر أمام المتكبر التركي الذي يرى في نفسه بأنه سيد المنطقة دون منازع .

دون أي مبالغة ؛ وفي زمن الوقوف على عتبات الدول ، يجلس دحلان في صدر مجلس العرب ، يدافع عن العروبة و يقف في وجه أعدائها الطامعين ، دون أن يشغله ذلك عن قضيته الأولى والمركزية ، التي لم يغفل عنها في يومٍ من الأيام ، ولم يقرن عمله من أجلها بمنصبٍ هنا أو هناك . فبقي المخلص لشعبه ، المعتز بكرامته ، والمثابر في سبيل أن ينعم الفلسطينيون بالحرية والاستقلال .

في ميزان الربح والخسارة ، يخسر أولئك المشعوذون أصعب الخسارات وهي خسارتهم لذواتهم ، بينما يربح دحلان قلوب الجماهير ، فهو رجل جماهيري من الطراز الأول ، وتاريخه الحركي يشهد على ذلك . يمضي الرجل واثق الخطى دون أن يضره من خذله ، مستقوياً بأصغر شبلٍ فلسطيني .

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق