- مصادر محلية: اندلاع مواجهات في بلدة سعير شمال شرق الخليل بالضفة الفلسطينية
- مراسل الكوفية: قصف مدفعي على الأحياء الشرقية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
تل أبيب: زعمت تقارير إسرائيلية، أنّ جيش الاحتلال يكاد لا يخوض قتالاً في غزة، وأن أهداف عملياته العسكرية الحالية، التي تأتي في إطار حرب الإبادة "متواضعة"، وتهدف بالأساس إلى الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح المحتجَزين الإسرائيليين، كما يتعمد جيش الاحتلال الحفاظ على ضبابية بشأنها، ويحرص على عدم تصوير جنوده، تجنّباً لملاحقتهم دولياً، فضلاً عن عدم رغبة قائد هيئة الأركان الجديد إيال زمير بمقتل عدد كبير من الجنود تحت قيادته في اشتباكات.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية اليوم، أنّ السر الذي لا يزال محفوظاً إلى حد كبير، أنه تقريباً لا يوجد قتال في قطاع غزة. لقد أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار، وذلك في الغارة الجوية في 18 مارس (آذار الماضي) التي أودت بحياة حوالى 400 فلسطيني، بينهم مسؤولون كبار في حماس ومئات النساء والأطفال. ومع ذلك، لم تستأنف الأطراف المعنية القتال فعلياً منذ ذلك الحين".
وأضافت أنّ جيش الاحتلال يعمل بقوات محدودة، سيطرت على مناطق محدودة في الأطراف، ولم تتقدم إلى داخل المدن المدمّرة، وأن معظم جنود الاحتياط لا يزالون ينتظرون في المنازل استدعاءهم، وقد يبقون كذلك خلال عطلة عيد الفصح اليهودي (بيساح، الذي يبدأ مساء غدٍ ويستمر حتى 18 إبريل/ نيسان). وبحسب المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل، "حتى حماس لا تتعجّل في زيادة الاحتكاك العسكري، وهناك شكوك بأن الأطراف تنتظر تقدماً جديداً في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى، قد يعفيهم مؤقتاً من استمرار الحرب.
وأضاف هارئيل أن "الانطباع الواضح، هو أن رئيس الأركان إيال زمير، الذي وضع الخطط الهجومية الجديدة، يتوخى الحذر لتجنب التورط في اشتباكات تؤدي إلى عدد كبير من القتلى (أي من الجنود)، على الأقل طالما لا توجد توجيهات مباشرة من الحكومة لإعادة احتلال القطاع. صحيح، أن إسرائيل تستعد لاحتلال وتدمير مدينة رفح والسيطرة عليها، نوعاً من العقوبات ضد الفلسطينيين، في حال فشل المفاوضات، لكنْ في الوقت الحالي، يسير التقدّم ببطء شديد".
وتفاخر وزير الجيش يسرائيل كاتس، بالسيطرة على مناطق جديدة، بما في ذلك السيطرة على محور "موراغ" شمال رفح، الذي وصفه بأنه يعزّز الحصار على المدينة، "في حين أن ما حدث كان تحركاً هجومياً يتطلب كتيبة تقريباً"، وفقاً للصحيفة العبرية، وفي الوقت نفسه، أوضح جيش الاحتلال أن هدف العملية هو القضاء على لواء رفح في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، علماً أنّه أعلن عن تدميره وهزيمته في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي. ويفسر الاحتلال ذلك، بأنه خلال الفترة التي "ضيّعها" في مفاوضات لم تثمر، عملت حماس على تعزيز صفوفها بعشرات آلاف المقاومين.
ما الذي يخفيه جيش الاحتلال؟
بدورها، تساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت: ما الذي يحاول الجيش إخفاءه بشأن العمليات في غزة؟ وأضافت أنه "منذ نحو شهر تقريباً من العمليات العسكرية المحدودة لقوات الجيش الإسرائيلي في القطاع منذ انتهاء وقف إطلاق النار، ورئيس الأركان الجديد إيال زمير، والمتحدّث باسم الجيش إيفي دفيرين، يصرّان على تبني سياسة الغموض بشأن هذا الموضوع، من خلال إخفاء معظم الأنشطة العسكرية. ويوضح الجيش الإسرائيلي، وفقاً للصحيفة العبرية، سببَين رئيسيَين للإخفاء؛ أولهُما عدم الرغبة في تزويد حماس بمعلومات عن نيّات العملية الحالية وطبيعتها، وكذلك رغبة تجاه الجمهور الإسرائيلي، خاصة من رئيس الأركان الجديد، بأن يعمل أولاً ومن ثم يتحدّث عن الأفعال. وتذكر الصحيفة أنّ إسرائيل فشلت في هزيمة حماس، عسكرياً وسلطوياً بسبب عناد حكومة الاحتلال بعدم توفير بديل للسيطرة على غزة.
التوقّف عن تصوير الجنود وراحة في التعتيم
ولفتت الصحيفة إلى أنّه خلال العملية البرية التي جرت العام الماضي في غزة، كان جيش الاحتلال يطلع الجمهور يومياً على التطورات، كما سمح للصحافيين بإجراء مقابلات مع الجنود في القطاع على أساس شبه أسبوعي، لنقل أصواتهم ووجوههم إلى عائلاتهم، أمّا اليوم، فإن إظهار وجوه الجنود والضباط حتى رتبة عميد ممنوع، خشية أن يتورّطوا في الخارج، بقضايا تتعلق بانتهاك القانون الدولي.
واعتبرت الصحيفة أن سياسة التعتيم هذه، مريحة للغاية أيضاً للمستوى السياسي في محور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكاتس، وأضافت أنه في وسائل الإعلام، يجري تقديم العملية البرية الحالية، في بعض النشرات، على نحوٍ خاطئ، كإعادة للمناورة البرية ضد حماس، أو كاستئناف للقتال المكثّف بكامل القوة. وبهذا الشكل، يمكن للأوساط اليمينية أن تسترخي وتعتقد أن الجيش الإسرائيلي يعيد تدمير حماس، مما يسمح للوزير إيتمار بن غفير، بالعودة إلى الحكومة بناءً على ذلك، وللوزير بتسلئيل سموتريتش، بالتوقّف عن التهديد بالانسحاب. ويعتقد المراسل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، "أنهما، ربما يعرفان الحقيقة، وربما يشاركان فيها"، وهي أن "حماس لا تزال موجودة، بفضل السياسة الإسرائيلية، باعتبارها أصلاً في قطاع غزة لصالح تمييزها عن السلطة الفلسطينية"، وأشارت "يديعوت" إلى أن إحدى الفرق العاملة حالياً في غزة، "لا تضمّ سوى لواء ونصف اللواء، وهو فريق قتالي صغير نسبياً، نحو ربع الحجم المتوسط لفرقة في المناورة التي جرت في بداية العام الماضي".
ويعترف جيش الاحتلال وفقاً للصحيفة، بأن "هدف العملية الحالية في غزة متواضع نسبياً"، وهو الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين في دفعة أخرى، وربما التوصّل إلى اتفاق يتضمن المزيد من المطالب التي تريدها إسرائيل، من قبيل نزع سلاح القطاع ونفي قادة الحركة، ونقلت عن ضابط لم تسمّه، قوله "لا توجد أي اشتباكات تقريباً في العملية الحالية لأنها محدودة وجزئية".
ورغم المزاعم الإسرائيلية، تستمر حرب الإبادة في حصد أرواح المزيد من الفلسطينيين، وقالت وزارة الصحة في غزة، في آخر إحصائية لها أمس الخميس، إن 1,522 فلسطينياً قتلتهم غارات الاحتلال منذ 18 مارس/آذار الماضي، ما يرفع مجمل عدد ضحايا حرب الإبادة إلى 50 ألفاً و886 شهيداً والمصابين إلى 115 ألفاً و875.