أفادت منظمات حقوقية، الأربعاء، بأن إسرائيل نقلت الانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين من سجن "سدي تيمان" سيئ السمعة إلى معتقلات جديدة.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إنه بعد توثيق انتهاكات مروعة في مركز اعتقال "سديه تيمان" بصحراء النقب، بما فيها "الضرب المبرح والحرمان من الرعاية الصحية والتغذية الكافية"، افتتح معسكرا "عوفر" و"عنتوت" في الضفة الغربية.
ولفتت الوكالة إلى أن شهادات عشرات المعتقلين، التي جمعتها منظمات حقوقية إسرائيلية، تؤكد أن "الانتهاكات استمرت بنفس الوحشية"، مما دفع تلك المنظمات إلى اللجوء مرة أخرى للمحكمة العليا للمطالبة بإنهاء هذه الممارسات إلى الأبد.
وقالت جيسيكا مونتيل، مديرة منظمة "هموكيد"، إحدى منظمات حقوق الإنسان التي تقدمت بعريضة إلى الحكومة الإسرائيلية: "ما رأيناه هو تآكل المعايير الأساسية للاحتجاز الإنساني".
وردا على طلب تعليق لوكالة أسوشيتد برس، قال الجيش إنه يلتزم بالقانون الدولي و"يرفض رفضا قاطعا الادعاءات المتعلقة بالإساءة المنهجية للمعتقلين".
وأشارت الوكالة إلى أنه تم بناء معسكر "عوفر" المترامي الأطراف و"عنتوت" الأصغر في الضفة الغربية لحل المشاكل التي وثقتها منظمات حقوقية في مركز احتجاز "سديه تيمان" بصحراء النقب.
و"سدي تيمان" كان مخصصا في البداية للاحتجاز المؤقت للمقاتلين الذين تم أسرهم بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس. لكن هذا المركز تحول إلى منشأة احتجاز طويلة الأمد، حيث تعرض المعتقلون الفلسطينيون من غزة لمعاملة قاسية دون توجيه تهم إليهم.
وقال المعتقلون المنقولون إلى "عوفر" و"عنتوت" إن الظروف هناك "لم تكن أفضل حالا"، وذلك وفقا لأكثر من 30 شخصا قابلهم محامو منظمة "هموكيد" ومنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان بإسرائيل.
وفي رسالة إلى النائب العام العسكري، ذكرت منظمة "هموكيد" الحقوقية أنه كلما التقى المعتقلون بمحاميها، كانوا يجرون بعنف إلى زنزانة - أحيانا حفاة الأقدام وغالبا معصوبي الأعين، فيما تبقى أيديهم وأقدامهم مقيدة طوال اللقاءات.
في السياق ذاته، تحدث معتقلون من عوفر وعنتوت، عن تعرضهم للضرب بانتظام بالأيدي والهراوات.
وقال بعضهم إنهم احتجزوا مكبلين بالأصفاد لأشهر، بما في ذلك أثناء نومهم وتناولهم الطعام، ولم يفكوا من الأصفاد إلا عند السماح لهم بالاستحمام مرة واحدة في الأسبوع.
وأمام هذه الشهادات، منحت المحكمة العليا الجيش الإسرائيلي مهلة حتى نهاية الشهر الجاري، للرد على الانتهاكات.