نيويورك - حذرت الأمم المتحدة اليوم السبت، من أن نحو مليون طفل في قطاع غزة يعانون صدمة نفسية شديدة جراء استئناف حرب الإبادة على القطاع الذي دمرته الحرب.
وشدد نائب المدير الميداني الأول لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا"، سام روز، على التأثير النفسي المدمر الذي يتعرض له الأطفال.
وأشار إلى أن أطفال غزة كانوا يعانون بالفعل من صدمات نفسية قبل استئناف الحرب، ليجدوا أنفسهم مجددًا تحت وطأة القصف.
ووصف الوضع بـ"الأسوأ هذه المرة"؛ لأن الناس "منهكون بالفعل، وتدهورت أجهزتهم المناعية وصحتهم النفسية، والسكان على شفا المجاعة".
وتساءل "روز" كيف أن "الأطفال الذين عادوا إلى المدارس بعد 18 شهرا من انقطاعهم، عادوا الآن إلى الخيام، ويسمعون القصف من حولهم باستمرار"، مشيراً إلى أنه "خوف فوق خوف وقسوة فوق قسوة ومأساة فوق مأساة".
ونبَّه "روز" أن قطاع غزة هو "المثال الوحيد في التاريخ الحديث على احتياج جميع الأطفال إلى دعم الصحة النفسية.
إلى ذلك، أكد العاملون في المجال الإنساني أن الأوضاع في غزة تزداد سوءًا، مع تصاعد أعداد الشهداء المدنيين منذ استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه وقصفه الجوي والبري، بعد هدنة استمرت ستة أسابيع.
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، جيمس إلدر، إن الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية لا يبدأون عادة بمعالجة صدماتهم إلا عندما يعودوا إلى حياتهم الطبيعية.
وتابع "إلدر" في حديثه للصحفيين، "كان علماء النفس يقولون إن كابوسنا الحقيقي هو أن يعودوا إلى ديارهم ثم تبدأ الحرب من جديد"، مضيفاً "هذه هي المرحلة التي وصلنا إليها الآن".
وأشار إلى "إسرائيل" لا زالت تغلق معابر قطاع غزة، مبيناً أن لدى "الـيونيسف" 180 ألف جرعة من اللقاحات المنقذة للحياة على بُعد بضعة كيلومترات، وهي ممنوعة من الدخول.
وأكد على وجود "نقص هائل" في حاضنات الأطفال في غزة، في ظلّ تزايد حالات الولادات المبكرة.
وزاد "لدينا العشرات منها، عالقة مرة أخرى على الجانب الآخر من الحدود، أجهزة تنفس اصطناعي للأطفال ممنوعة من الدخول".
واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، مسفراً عن مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الآمنين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الجمعة، عن استشهاد 200 طفل، خلال فترة استئناف حرب الإبادة على القطاع.