- مراسلنا: آلاف المصلين يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن "الاحتلال الإسرائيلي، الذي لطالما اعتمد على آلة القتل العشوائي والتدمير في حربه الإبادة، بات يُكرّس اليوم نهجًا لا يقل وحشية عبر تبني سياسة إبادة جماعية بطيئة ترتكز على التجويع كأداة حرب، حيث تحاول دولة الاحتلال استخدام الحصار كسلاح حرب ضد شعبنا، وفرض شروطها الاستعمارية من خلال حرمان أهلنا من مقومات الحياة الأساسية. هذه الجريمة المركبة، التي تتجاوز في خطورتها القتل المباشر إلى استهداف الوجود الفلسطيني ذاته، لم تكن لتترسخ لولا الدعم السياسي المطلق الذي يوفره البيت الأبيض، والذي لا يكتفي بتبرير الانتهاكات الإسرائيلية، بل يساهم في إعادة تشكيل منظومة القانون الدولي لتجريدها من أي قيمة أو تبعات حين يكون الجلاد إسرائيليًا، والضحية فلسطينيًا."
وأضاف دلياني: "قدّم القادة العرب امس خطة مصرية بقيمة 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، في خطوة تعكس الإصرار العربي الجماعي على وقف الإبادة الإسرائيلية وضمان بقاء شعبنا على أرضه، فيما جاء ردّ دولة الاحتلال سلبياً بشكل واضح من خلال تصريحات وزارة الخارجية، وذلك استمرارًا لنهجها القائم على التدمير والتهجير وليس وقف المجازر واعادة البناء. هذه السياسة الإسرائيلية ليست وليدة اللحظة، بل تمثل استمرارًا لمنهجية استعمارية ترفض أي مسار لا يخدم أجندتها الإبادية، وهو ما يجعل الموقف العربي الموحد اليوم خطوة ضرورية في مواجهة مشروع التطهير العرقي الذي تنتهجه دولة الاحتلال الإسرائيلي."
وتابع القيادي الفتحاوي: "يواصل الكيان الإسرائيلي عرقلة كل جهد لإعادة إعمار ما دمّرته آلته الحربية، متشبثًا بعقيدته الإجرامية القائمة على التطهير العرقي، عبر تصعيد سياسة التجويع كسلاح رئيسي في حربه الإبادة، إلى حين التوافق مع واشنطن لاستئناف الشق العسكري من حرب الإبادة المتواصلة على أهلنا في غزة. هذا التواطؤ الأميركي يمنح دولة الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمها."
وفي ما يتعلّق باتفاق وقف إطلاق النار، أشار دلياني إلى أن "ما يجري اليوم على ليس مجرد خرق للاتفاقات الموقعة لوقف إطلاق النار، بل هو امتداد لاستراتيجية استعمارية طويلة الأمد، حيث تُستخدم التحركات الدبلوماسية-الدعائية الإسرائيلية كأداة للمماطلة، بينما يستمر الاحتلال في فرض وقائع جديدة على الأرض. إن التجويع هو جزء من منظومة أيديولوجية صهيونية ترى في السيطرة المطلقة على حياة شعبنا وسيلة لضمان تفوقها العنصري. وما يُفاقم هذه الجريمة أن صناع القرار في واشنطن، الذين يتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، يتبنون سياسة ازدواجية المعايير، حيث يُستخدم نفوذهم لتعطيل أي تحرك دولي قد يفرض العدالة."
ويؤكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن وقف إطلاق النار يجب أن لا يُستخدم كأداة لإعادة إنتاج حرب الإبادة بوسائل جديدة. إن تواطؤ القوى السياسية الموالية لدولة الاحتلال في واشنطن يكرس نهجًا لا يُهدد فلسطين فحسب، بل يقوِّض المنظومة القانونية الدولية بأكملها، مما يخلق سابقة خطيرة تفتح الباب أمام مزيد من جرائم الحرب تحت مظلة الحصانة السياسية.