رام الله - قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس مجازر وتجويعًا وتطهيرًا عرقيًا بحق الشعب الفلسطيني، وتدمر البنية التحتية المدنية الأساسية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال الجلسة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول تنسيق الكوارث الإنسانية والمساعدات الغوثية، والتي تشمل بندًا خاصًا بمساعدة الشعب الفلسطيني.
وأشار منصور إلى أن الاحتلال، بتوجيهات مباشرة من قادته السياسيين والعسكريين، يرتكب جرائم إبادة جماعية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، أمام أنظار المجتمع الدولي.
ولفت إلى الخسائر الكبيرة التي تطال النساء والأطفال والعاملين في المجالات الإنسانية والصحية والإعلامية، في ظل غياب المحاسبة وإفلات مرتكبي الجرائم من العقاب، وفشل المجتمع الدولي في فرض سيادة القانون ومبادئه الدولية.
وأكد منصور على التهجير القسري لمليوني فلسطيني في قطاع غزة، وتدمير مدنهم وأحيائهم وجامعاتهم ومستشفياتهم، إضافة إلى البنية التحتية الحيوية اللازمة للحياة.
وأشار إلى استمرار التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، في إطار سياسة منهجية تهدف إلى سلب الفلسطينيين حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في الحياة والحرية والكرامة وتقرير المصير.
وأدان منصور الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على وكالة "الأونروا"، العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة وشريان الحياة للاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الهجمات تهدف إلى تقويض وجود الوكالة وإلحاق المزيد من الضرر باللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم.
وطالب المجتمع الدولي بعدم الوقوف صامتًا أمام هذه الجرائم، والعمل على حماية العاملين في المجال الإنساني.
وأعرب منصور عن شكره العميق لكافة مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات والدول التي تقدم دعمها للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن المساعدات وحدها لا تكفي ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرًا بانتهاكاته وجرائمه.
ودعا المجتمع الدولي إلى إجبار إسرائيل على وقف سياساتها القمعية، بما في ذلك حجز عائدات الضرائب الفلسطينية، التي تُعتبر شكلًا من أشكال العقاب الجماعي وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
دخلت حرب "إسرائيل" العدوانية على قطاع غزة، وجريمة الإبادة الجماعية، اليوم الثلاثاء، يومها الـ 431 على التوالي، تزامنًا مع استهداف مُكثف للمدنيين والنازحين والعائلات الفلسطينية في القطاع.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إلى 44 ألفًا و758 شهيدًا، بالإضافة لـ 106 آلاف و134 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا.