- قوات الاحتلال تقتحم بلدة دير الغصون شمال طولكرم
القدس المحتلة - أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، أن المجازر المستمرة في غزة تمثل شهادة قاطعة على عجز الإنسانية في مواجهة العدوان الاستعماري العنصري الإسرائيلي الذي يواصل استهداف شعبنا في القطاع. وأوضح أن هذه الحملة الاجرامية الإسرائيلية، التي تعتمد التدمير كنهج تعد قمة مشروع استعماري إبادي متجذر في تاريخ الاحتلال وأُسسه الايديولوجية، تسعى بائسة إلى محو هوية شعبنا الوطنية، من خلال ارتكاب أبشع الجرائم من تهجير وتجريد من الإنسانية، في إنكار صارخ لحقنا الطبيعي في الوجود. وأضاف دلياني: "إن جرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال تكشف عن مشروع استعماري مأزوم أخلاقياً وسياسياً، قائم على إبادة شعب أصيل، بالتواطؤ مع قوى عالمية تساهم بشكل مباشر في هذه الجرائم أو تتواطأ معها من خلال صمتها ورفضها اتخاذ مواقف حاسمة تجاه العدالة."
وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن حرب الإبادة في غزة قد أسقطت الأقنعة عن آلة الدعاية الإسرائيلية، وكشفت عن هشاشة الرواية الزائفة التي اعتمدت عليها دولة الاحتلال طوال عقود، مستغلة التواطؤ الغربي لتبرير جرائمها ضد الإنسانية. هذه الرواية، التي كانت تهدف إلى تصوير الاحتلال كضحية، بدأت تنهار بفعل الأدلة الدامغة التي لا تقبل التشكيك. وفي هذا السياق، أكد دلياني قائلاً: "نضال شعبنا الفلسطيني، وشجاعة الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لتوثيق جرائم الاحتلال، قد أزالت الستار عن الواقع الأبادي الذي يعيشه شعبنا تحت الاحتلال، وهو واقع لا يمكن لأي دعاية أن تخفيه."
على الصعيد الدولي، لفت دلياني إلى أن الديناميكيات العالمية بدأت تتغير بشكل غير مسبوق، مما يهدد قدرة دولة الاحتلال على احتكار الرواية العالمية. وأوضح قائلاً: "المؤسسات القانونية الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، تعمل على ملاحقة العدالة، وقد تم إصدار مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين رئيسيين بسبب هذه الجرائم الوحشية. في الوقت نفسه، فضحت المواقف المتناقضة للحكومات الغربية، التي تدعي التزامها بحقوق الإنسان، بينما تدعم حرب الإبادة في غزة وجرائم الحرب التي ترتكبها في القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية. هذه المواقف أثبتت فقدان مصداقيتها، إذ أصبحت القضية الفلسطينية عنواناً عالمياً للعدالة، تتردد عبر القارات، مفككةً الخطاب الاستعماري الذي طالما حمى دولة الاحتلال من المسائلة."
وشدد دلياني على أن جرائم الاحتلال المستمرة من القتل الجماعي والفصل العنصري والاحتلال العسكري قد أشعلت حركة عالمية تعترف بالقضية الفلسطينية كواحدة من أعظم القضايا الأخلاقية في عصرنا. وقال: "هذه لحظة تحول حاسمة في تفكيك الهياكل القمعية الدولية التي تدعم المشروع الاستعماري الفاشي الإسرائيلي. لم يعد العالم مستعداً لقبول المقارنة الزائفة بين "الحضارة" و"الهمجية" التي يستغلها الاحتلال لتبرير جرائمه ضد الإنسانية."
ورغم التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا الفلسطيني، فإن هذه التضحيات قد شكلت عزيمة لا تقهر، فهي قصة تحدي وأمل، وشهادة على روح شعب لا يمكن محوه. واختتم دلياني قائلاً: "إن التاريخ يسير نحو العدالة بلا رجعة، مدفوعاً بصحوة عالمية غير مسبوقة تحاه حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف. إن طريقنا إلى التحرر شاق، لكنه حتمي، ونحن نشهد بداية عصر تحولي يعيد تعريف العدالة والحرية وكرامة الإنسان للأجيال القادمة."