- غارة جوية إسرائيلية تستهدف حي الجنينة شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
- إصابات في استهداف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة الخالدي بمخيم الشاطئ بقطاع غزة
- قصف مدفعي مكثف على حي تل الزعتر شمال شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة
الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من هذا الشهر، وما سيتمخض عنها من فوز المرشحة الديمقراطية هاريس أو المرشح الجمهوري ترامب، ما الذي ستغير، بالنسبة للمنطقة ولنا؟ فنحن ندرك بأن ترامب رفع شعار أمريكا أولاً، وتقليص التدخل في الحروب أو عدم افتعال حروب جديدة، ولكن ما وجدناه في ولايته الأولى والتي أتت على خلفية الفوز على المرشح الديمقراطي أوباما، وكانت الحرب مشتعلة على سوريا، بأنه واصل التدخل في الحرب على سوريا، وأجل انسحاب قواته منها مرتين. وعلى الصعيد الفلسطيني، هو أكثر تطرفاً من الديمقراطيين، ولكن على مستوى التبني الأعمى للمواقف الإسرائيلية والدعم السياسي، ماذا يمكن له ان يضيف؟ فالديمقراطيون قدموا لإسرائيل كل شيء، ودعم غير مسبوق، عسكري وسياسي ومادي ولوجستي واستخباري وحماية سياسية وقانونية في المؤسسات الدولية، وصلت حد تهديد رئيس وقضاة محكمة العدل الدولية، وابتزازهم على الصعيد الشخصي والمالي، والتهديد لجنوب أفريقيا التي تجرأت ورفعت قضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم الإبادة الجماعية. ولم تترك أسلوب بلطجة إلا ومارسته خدمة لإسرائيل، فهي منعت لأربع مرات صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان على قطاع غزة، وكذلك منعت صدور قرار عن نفس المجلس بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وقالت إن قيام دولة فلسطينية، بالضرورة أن يكون بموافقة إسرائيلية، وكمحمية إسرائيلية، لا تملك مقومات دولة، ولا استقلالاً سياسياً ولا اقتصادياً ولا سيادة. وما تبقى سوى أن تشارك جيوشها في المعارك مباشرة وليس بالطرق الخفية. التدخل المباشر في الحروب بمشاركة عسكرية مباشرة أمريكية في عهد الديمقراطيين أو الجمهوريين غير متوقع القيام به، فترامب كان رئيساً عندما أسقطت إيران عام 2019 أحدث طائرة تجسس أمريكية "غلوبال هوك"، ولم يرد على إيران عسكرياً، وما سيضيفه ترامب في فوزه، لن يتعدي شحنة معنوية، لن يكون لها تأثير في تغيير كبير في السياسة الخارجية الأمريكية، وعلينا أن لا ننخدع بأي خلاف تكتيكي وطارىء بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، فهذه الخلافات تجري تحت سقف أمريكا صهيونية، وإسرائيل القاعدة المتقدمة في المنطقة التي تخدم المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، ولذلك نجد بأن الإدارات الأمريكية والألمانية والبريطانية على وجه الخصوص، أكثر صهيونية من الحكومات الإسرائيلية نفسها، وهذا ليس ما لمسناه من افتخار بلينكن بيهوديته، ولا بايدن بصهيونيته ولا بقية الجوقة الأمروأوربية الغربية أمثال وزيرة الخارجية الأمريكية أنالينا جيربيوك، ورئيسها المستشار أولاف شولتس، فالجميع يرفعون نفس الشعار والمقولة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ولتصل الوقاحة في وزيرة خارجية ألمانيا للقول "إن لإسرائيل الحق في قصف المشافي والمدارس، إذا ما كان هناك "إرهابيون" لحماية نفسها، ومسيلمة الكذاب بلينكن وزير الخارجية الأمريكي المفتخر بيهوديته، قال بأن الجيش الإسرائيلي لم يقتل مدنياً واحداً في قطاع غزة، بل هناك كائنات فضائية هي من تقتلهم. إنه "العهر" الأمريكي والغربي الاستعماري الذي ليس له حدود، والذي يرى فينا كعرب ومسلمين وأفارقة شعوباً متخلفة غير قابلة "للتحضر" الغربي، ومن أجل أن يسود العالم الأمن والاستقرار فلا بد من القضاء على تلك الشعوب. النظريات العنصرية والوحشية الرأسمالية التي صاغها منظرو ما تعرف بالحضارة الأمريكية والغربية، التي تكشفت بشكل وقح وسافر وسقطت على بوابات غزة وبيروت والضاحية الجنوبية، قتل ودماء وجوع وحصار وطرد وتهجير، إنها نظريات نهاية التاريخ لـ" فوكاياما" وصراع الحضارات لـ" همنغتون".
ولكي تكون قرءاتنا صحيحة لما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية الرئاسية، فيجب علينا الإدراك بأن كلا الحزبيين الجمهوري والديمقراطي يتنافسان في حب إسرائيل والغزل فيها، وبأن أمنها واستقرارها وتفوقها العسكري والأمني في المنطقة فوق كل الاعتبارات، وحتى ما تقوم به من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي في قطاع غزة ولبنان، يجد لها كلا الحزبين المسوغات في تبرير تلك الجرائم بـ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ولذلك يتبادل الحزبان الاتهامات بشأن، أيهما أكثر إخلاصاً لإسرائيل ولمشروعها الصهيوني، فترامب في المناظرة التي جمعته مع المرشحة الديمقراطية هاريس، ولأنها لم تحضر اللقاء مع نتنياهو أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، في بيت "الافتراء" الأمريكي" الكونغرس، اتهمها بأنها لا تحب اسرائيل. وعلينا أن ندرك بأن الآلة الأمريكية العسكرية والمالية والأمنية تقودها دولة عميقة تقف خلفها كارتيلات واحتكارات ضخمة عسكرية ومالية واقتصادية، تشكل البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ذراعيها وعقلها، وهي موزعة بين الحزبين ومعسكرات المرشحين، ورؤيتها تنبع من المصالح العميقة للمشروع الإمبرطوري الاستعماري الأمريكي.
أما فيما يتعلق بتأثير تلك الانتخابات ونتائجها وتداعياتها على إيران، فإيران تدرك أنها ستبقى في دائرة الاستهداف الأمريكي من كلا الحزبين، جمهوري وديمقراطي، تستهدف دورها ومكانتها الإقليمية، تستهدف مقدراتها العسكرية والتسليحية، وتستهدف برنامجها ومنشآتها النووية وبرامجها للصواريخ البالستية والمسيرات الانقضاضية، ولذلك العقوبات على طهران سيجري تشديدها، وأبعد من ذلك، فإيران تدرك أن المشروع الأمريكي- الإسرائيلي، قد انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وهو يتعدى الخرائط الجغرافية والحرب العدوانية على قطاع غزة ولبنان إلى حرب يراد منها خلق ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، شرق أوسط جديد يجري تغيير خرائط المنطقة وإعادة صياغتها من جديد، بما يضمن بقاء المنطقة في إطار الهيمنة الأمريكية لعشرات السنين القادمة وبقيادة إسرائيلية وإدارة أمريكية، عبر تكتلات وتحالفات أمنية وعسكرية، بين إسرائيل ودول النظام الرسمي العربي المنهار، الذي أقصى أمنياته واهتمامته إطلاق أوسع عملية تطبيع مع دولة الاحتلال، متوهماً بأن الدولة غير القادرة على توفير الأمن والحماية لمجتمعها، قادرة على حماية هذا النظام الرسمي العربي وعروشه.
طهران تدرك أن المشروع الأمريكي – الإسرائيلي، في هجومه الاستراتيجي من بوابة اغتيال نصر الله، كمدخل لإسقاط تجربة المقاومة اللبنانية التي يمثلها حزب الله، والذي يمثل فائض قوة محور المقاومة ورأس حربتها، ولذلك الهدف فرض معادلات ردع جديدة "تقزم" من دور إيران الإقليمي، وتسمح لأمريكا وإسرائيل بإجراء تغييرات جيواستراتيجية، ولذلك في إطار المعركة على الردع، والتي أصبحت هي القضية، فإيران لن تتخلى عن المجابهة مع إسرائيل وأمريكا، في إطار دفاعها عن مكانتها الإقليمية، ولذلك المرشد الأعلى خامينائي وقائد الحرس الثوري إسماعيل سلامي ومسؤول المستوى الاستراتيجي للسياسات الخارجية كمال خرازي، أكدوا أن الرد الإيراني قادم، وهو أشد وأوسع وأكثر إيلاماً من الرد في "الوعد الصادق 2".
وفي حين يجب التذكير أنه إذا فاز ترامب، فإنه سيعمل على استمرار سياسة "الاستحلاب" المالية لدول الخليج، بشكل أكثر سفوراً ووقاحة، وكذلك سيوسع من الأحلاف التطبيعية بين دولة الاحتلال والدول العربية والإسلامية