متابعات: قُتل عشرون عاملاً ليل الجمعة في هجوم على منجم للفحم في إقليم بلوشستان بجنوب غربي باكستان، على ما أعلنت الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال آصم شافي، قائد الشرطة في محافظة دوكي، حيث وقع الهجوم على مسافة 225 كلم من عاصمة الولاية، متحدثاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه «قرابة الساعة 12.30 (19.30 بتوقيت غرينتش) بعد منتصف الليل، قام 35 إلى 40 رجلاً باللباس المدني مدججون بالسلاح بفتح النار على العمال في منجم للفحم على مدى قرابة ثلاثين دقيقة قبل أن يلوذوا بالفرار». وأضاف أن المهاجمين «كانوا يحملون قاذفات صواريخ وقنابل يدوية».
أفقر أقاليم باكستان
وبلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران، هو أفقر أقاليم باكستان على الرغم من امتلاكه موارد كبيرة من الغاز والمعادن، ويشهد حركة انفصالية تطالب بالحكم الذاتي.
وكثّف الانفصاليون البلوش في السنوات الأخيرة هجماتهم على الباكستانيين القادمين من مناطق أخرى للعمل في الإقليم، كما شنّوا بانتظام هجمات على الشركات الأجنبية، لا سيما الصينية التي يتهمونها باستغلال ثروات المنطقة من دون إشراك السكان فيها.
وأكد الموظف الكبير في السلطات المحلية، كلام الله كاكار، الحصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى إصابة سبعة عمال آخرين في الهجوم. وأضاف أن «المهاجمين أضرموا النار في آلات الموقع».
وقال الضابط بالشرطة المحلية، مراد خان، لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إن الحادث وقع في منطقة لورالاي بالقرب من كويتا، عاصمة الإقليم، أثناء الليل.
قتلوا الضحايا
وأضاف أن المسلحين قتلوا الضحايا، بينهم الكثير من المواطنين الأفغان وآخرون من مناطق مختلفة بالإقليم، وتفحمت بعض الجثث على نحو يصعب معه تحدد هويات أصحابها.
ولم تعلن أي جماعة، حتى الآن، مسؤوليتها عن الهجوم، لكن من المعروف أن المسلحين القوميين في بلوشستان عادة ما يستهدفون قوات الأمن والمدنيين. وقال الضابط خان إن جماعة «جيش تحرير بلوشستان»، وهي جماعة مسلحة من عصابات البلوش تخوض حرباً من أجل الاستقلال عن باكستان، تعدّ مشتبهاً به رئيسياً في تنفيذ الهجوم الأخير.
ضد المشروعات الصينية
ويتصاعد العنف ضد المشروعات الصينية في باكستان، والتي تهدف إلى ربط منطقة شينيانغ في الصين مع بحر العرب؛ بهدف الوصول إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، وما وراء ذلك.
يشار إلى أن جيش تحرير بلوشستان الانفصالي تبنى المسؤولية عن تفجير وقع في وقت متأخر ليلة الأحد الماضي، واستهدف قافلة تقل مواطنين صينيين خارج أكبر مطار في البلاد؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من العمال الصين وإصابة ثمانية أشخاص آخرين. ويتهم المسلحون البلوش والجماعات السياسية، الصين بسرقة الأراضي والموارد، بما يشمل الخط الساحلي.