الكوفية:القدس: في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال ضد أهلنا في غزة، تبرز محاولات ممنهجة للتضييق على حرية التعبير وكتم الحقيقة. ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أشار إلى أن حرب الابادة الاسرائيلية في غزة التي تستهدف تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين هي ايضاً حرب على الحقيقة عبر السعي لطمسها من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح دلياني أن القمع الإلكتروني والرقابة الخانقة على منصات التواصل الاجتماعي تُشكل جزءًا من استراتيجية دولة الاحتلال لمنع وصول الحقيقة إلى العالم. فبدءًا من منع الصحفيين من دخول غزة بحرية وقطع الإنترنت، وصولًا إلى الحظر الإلكتروني والحجب الممنهج للمحتوى الذي يكشف جرائم الحرب التي تُرتكب ضد أبناء شعبنا، تُظهر دولة الاحتلال سعيها المتواصل لكتم أصوات الناشطين من ابناء شعبنا والمناصرين لقضيتنا العادلة.
وشدد دلياني على أن تكميم الأفواه على منصات التواصل الاجتماعي، وحجب الحسابات التي تسعى لفضح جرائم الحرب، يُعتبر اعتداءً صارخًا على حرية التعبير ومحاولة مدروسة لقمع الحقيقة. فقد أظهر مراجعة حديثة لممارسات إدارة المحتوى في شركة "ميتا" (الشركة المالكة لفيسبوك وإنستغرام وثريذز وواتساب) وجود تحيز فاضح يقوض بشكل كبير حقوق المستخدمين من ابناء شعبنا والمؤيدين للقضية الفلسطينية، وخلال حرب الإبادة الاسرائيلية الحالية، لم تزداد هذه الممارسات التمييزية إلا تفاقماً.
منذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول الماضي، أضاف دلياني، انتشرت المعلومات المضللة والتحريضية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي، مما خلق بيئة تُزدهر فيها الأكاذيب التي تُمجد جيش الاحتلال وتدعم أيديولوجيته العنصرية. وأصبحت منصة "تليغرام" مرتعًا لجنود الاحتلال الذين يبثون محتوى يُظهر الوحشية والإهانة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.
وأشار دلياني إلى أن دولة الاحتلال تستغل الإعلانات الرقمية المدفوعة لنشر الأكاذيب وتشويه الحقائق، مما يُحول مأساة غزة إلى سلعة تُتاجر بها منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق الأرباح، وهو ما يُمثل انتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
دلياني حذر أيضًا من الزيادة المرعبة في خطاب الكراهية ضد شعبنا الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، نتيجة للحملة الممنهجة التي تقودها دولة الاحتلال. واستخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صورة شعبنا بسبب التحيز العميق داخل هذه الأنظمة ضد القضية الفلسطينية.
ودعا دلياني المجتمع الدولي إلى مواجهة هذا التواطؤ الرقمي الذي يدعم جرائم الاحتلال ويُساهم في استمرار الظلم الواقع على شعبنا. وأضاف: "في الحقيقة التي نحملها يكمن الأمل في تحقيق العدالة وإنهاء هذا الصراع الوحشي الذي تفرضه دولة الاحتلال على شعبنا."