الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة يتدهور، بسبب الموجات المتكررة للنزوح وظروف الاكتظاظ وانعدام الأمن وانهيار البنية التحتية واستمرار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة في ظل توقف الخدمات الإنسانية وانعدامها، ووفقا للعاملين في المجال الإنساني في غزة، فقد أثر أمر الإخلاء الإسرائيلي الأخير على نحو 13,500 نازح في 18 موقعا، وذكروا أن ذلك الأمر يشمل جميع منطقة مخيم المغازي، وعدة أحياء أخرى في دير البلح وسط القطاع.
استمرار عدوان الاحتلال وأوامر الإخلاء والنقص الحاد في المواد الضرورية يزيد صعوبة حصول الأسر النازحة على الخدمات الأساسية في المواقع التي يصلون إليها، ومنذ تشرين الأول/أكتوبر وضع 86% من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء، ويتركز معظم سكان غزة-بشكل متزايد-في منطقة خصصتها سلطات الاحتلال في المواصي، وإن الكثافة السكانية في هذه المنطقة زادت إلى ما بين 33 و34 ألف شخص لكل كيلومتر مربع، مقارنة بنحو مئتي شخص قبل تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
لا يمكن استمرار الصمت أمام قصف مراكز إيواء النازحين حيث ارتكب طيران الاحتلال جريمته الجديدة بقصف مدرسة مصطفى حافظ في مدينة غزة، التي تؤوي المئات من النازحين، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، وإن تكرار عمليات قصف أماكن إيواء النازحين في المدارس وقتل المئات من الأطفال والنساء، يأتيان لثقة الاحتلال المطلقة بأن المجتمع الدولي لن يحرك ساكناً باستثناء الإدانات غير مفيدة او مجدية، وأن المجتمع الدولي مطالب بمواقف وإجراءات عملية لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الوضع الصحي ذكرت التقارير المتخصصة في هذا المجال ان النقص الحاد للوقود يجبر المستشفيات على تأجيل إجراء العمليات الجراحية الضرورية، ويهدد بإيقاف عمل سيارات الإسعاف وخاصة شمال غزة.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى نحو 40,139 شهداء، و92,743 مصابا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.
تتصاعد التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، والوضع المأساوي الذي آلت إليه الأمور، بسبب المجازر اليومية والمتزايدة للاحتلال بحق المدنيين من رجال ونساء وشيوخ وأطفال، وخيام النازحين في كل مناطق غزة، والاستمرار في تدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس.
خطورة الوضع الحالي بسبب سيطرة الاحتلال على معبر رفح ومحور فيلادلفيا، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وصعوبة التوصل إلى هدنة توقف الحرب الوحشية المستمرة بينما تتصاعد خطورة الوضع الطبي للشعب الفلسطيني في غزة حيث أصبح في أسوأ وضع ممكن، ويجب على جميع المؤسسات الحقوقية في العالم الوقوف جنبا إلى جنب مع شعبنا، خاصة في ضوء تفشي الأمراض، منها شلل الأطفال والوباء الكبدي ونقص اللقاحات.
لا بد من تكاتف الجهود الدولية واستمرار العالم في مساندة الشعب الفلسطيني، وضرورة العمل على وقف هذه المجازر التي تفتك بشعبنا في كل مكان، والعدوان الإسرائيلي المستمر ضد شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس والتأكيد على أهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ووقف العدوان الظالم وتقديم كل ما يلزم حتى ينال الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس.