من هذا المنبر، وصفنا الرجلين الشيخ أحمد ياسين وإسماعيل هنية، أنهما كانا من المعتدلين، إذا جاز لنا أن نصف.
وكأي فصيل سياسي أو عقائدي، فلابد من وجود أشخاص أو مجموعات تدفع إلى التشدد في أمر، وأخرى تدفع إلى الاعتدال فيه، وهذه حكاية موجودة في كل زمان ومكان وفي كل حزب أو نظام.
حماس ولأنها بيننا، ولا يخلوا بيتٌ من عنصر أو مناصر لها، ولأنها رغم الاختلاف والانقسام مشروع حوار متواصل على كل المستويات، فقد عرفناها وحفظناها عن ظهر قلب، ونجتهد بأن أدق وصف لها يمكن اختزاله بجملة قصيرة.
"موقفٌ واحدٌ.. ولغاتٌ ولهجاتٌ.. ونبراتٌ متعددة"
وسترون أن الفرد فيها مهما علت مرتبته بما في ذلك بلوغه مكانة الرجل الأول أو الثاني أو الثالث، فلا فرصة ولا قدرة له على جرّ الحركة وراءه حيثما اتجه، ذلك أن الذي يتحكم في القرار النهائي، ليس فرداً ولا مجموعة، وإنما تركيبة بعضها سري والبعض الآخر علني، والقرار في أي اتجاه تبلوره التركيبة وليس الفرد، ذلك دون إهمال أثر الامتدادات الإقليمية والدولية للتشكيل الأم "الإخوان المسلمون".
الذي فتح الباب واسعاً للحديث في هذا الأمر، هو غياب الشهيد هنية في أحرج الأوقات التي تمر بها الحركة، واختيار السنوار مكانه كتحصيل حاصل، ما دام هو يخوض الحرب على الميدان، ومن يقود الميدان فتحصيل حاصل أن يقود المفاوضات.
نعود إلى الخلاصة.. حماس قرارٌ واحد، ولغاتٌ ولهجاتٌ متعددة، عقائدية في القول وبراغماتية في الفعل والخيار.
هذا هو الحال، وتعاملوا معها على هذا الأساس.