أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، كشفت عن استسلام وخضوع خطير من قبل إدارة بايدن-هاريس لسياسات دولة الاحتلال الإجرامية، في تهديد لمحو ما تبقى من مصداقية للولايات المتحدة على الساحة العالمية.
وأوضح القيادي الفتحاوي، أن الولايات المتحدة لم تستغل نفوذها الكبير لردع دولة الاحتلال وفرض مواقفها، وإنما خضعت للإملاءات الإسرائيلية بشكل يعكس ضعف الادارة الأمريكية على الساحة الدولية، ويظهر سيطرة حكومة نتنياهو على إدارة بايدن – هاريس.
وأضاف المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن دولة الاحتلال مارست على مدار العشرة أشهر الماضية، تجاهلا واحتقارا للتحذيرات والنصائح الأمريكية المعلنة، بداية من دعواتها لحماية أرواح المدنيين مرورا بالتحذير من النتائج الكارثية لاجتياح رفح، وذلك بغزوها البري للمدينة وتصعيد وتيرة قصفها العشوائي والمكثف للمناطق السكنية في شتى أنحاء قطاع غزة، مما أدى إلى ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء وتدمير واسع للمباني السكنية والخدمية، مما أجبر إدارة بايدن-هاريس على تغيير خطابها ليتماشى مع جرائم حرب الاحتلال.
وسلط دلياني الضوء على اغتيال دولة الاحتلال للشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في ظل مفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكدا أنها جريمة "إسرائيلية" عكست ازدراءً استراتيجياً للمحاولات الأمريكية لخفض التصعيد بالمنطقة، خاصة قُبيل الانتخابات في شهر تشرين الثاني القادم.
وأشار عضو المجلس الثوري، إلى إن دولة الاحتلال أحرجت إدارة بايدن – هاريس، بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لشعبنا المحاصر في قطاع غزة، مما دفع الولايات المتحدة إلى اللجوء لحلول مؤقتة مثل الرصيف البحري قبالة سواحل غزة والتي باءت بالفشل لتُفاقم معاناة شعبنا وأزمته الإنسانية.
ولفت دلياني إلى أن خضوع إدارة بايدن- هاريس لسياسات الاحتلال الإجرامية أدى إلى تصاعد الغضب الداخلي في الولايات المتحدة، والذي تجسد في الاحتجاجات المناهضة لحرب الإبادة والحملات الداعية لـ "التخلي عن بايدن" والتي تعكس خيبة أمل عميقة في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الشريكة في حرب الإبادة، مشيرا إلى أن استمرار دولة الاحتلال في عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار أدى إلى تآكل الثقة في دور القيادة الأمريكية.
وأضاف دلياني، أن هذه الديناميكية التي يُحركها نتنياهو لا تهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة فحسب، بل أيضاً تدفع المنطقة نحو صراع أوسع، يجعل الولايات المتحدة تقف على شفا حرب إقليمية، مدفوعة ليس بحاجاتها الخاصة او مصالحها بل بسياسات دولة الاحتلال العدوانية، داعيا إلى إعادة تقييم فورية للسياسة الأمريكية تجاه دولة الاحتلال ووقف الدعم غير المشروط لها.