- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
خاص - كتب رامز صبحي
ينظر المجتمع الدولي لشهداء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، كأرقام يتابعون زيادتها يوميا مع استمرار العدوان الغاشم على شعبنا، إلا أن مشاهد وداع الشهداء من قبل ذويهم سواء في المستشفيات أو في أماكن القصف بما تحمله من كلمات يسكن بين سطورها حياة إنسان استهان جيش الاحتلال بقدسيتها واستهدفها بدماء بارد لترتقي إلى ربها صارخة في وجه العالم نحن لسنا مجرد أرقام تبذلون مجهودا في إحصاءها بل أرواح بشر تعجزون عن حمايتها يوميا للشهر العاشر على التوالي.
نحو 40 ألف شهيدا وشهيدة بعضهم كانوا يحملون أحلاما لتحرير أرضهم أو ربما أحلام بسيطة مثل الزواج وإنجاب الأطفال والشعور بنعمة الأبوة أو الأمومة والارتماء في أحضان الدفء الأسري والعيش في سلام، والبعض الأخر ربما كان يحمل هم أبنائه وحلم أن يطيل الله في عمره حتى أن يصبحوا رجالا ونساءً يعمرون أرض الوطن بعد تحريره من مغتصبيه، أو هو شهيد مسن كان يأمل أن يتلقى علاجه في هدوء وسط أحفاده حتى أن ينعم الله عليه بالشفاء أو الموت الهادئ، كلها أحلام قتلتها وقتلت أصحابها آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة أثناء قصفها العشوائي والهمجي لمنازل المواطنين في قطاع غزة مرتكبة مجازر بحق عائلتها وهي تنظر لهم كأرقام يشاركها المجتمع الدولي في إحصاءها يوميا.
الأم التي ودعت نجلها الشهيد بكلمات " ده ابني وأخويا وأبويا يا ما" وهي تنهار في البكاء تؤكد أنه لم يكن يوما رقما بل سندا وأخا ومستقبلا يدمي قلبها على فراقه.
والفتى الذي احتضن جثمان والدته الشهيدة باكيا كان يحتضن كل مشاعر الإنسانية والأمومة والحنان التي حملتها له يوميا حتى في أيام الحرب قبل أن ترتقي شهيدة، فلم تكن يوما في عيناه رقما كما هي في أعين الأخرين.
وغيرهما من مشاهد مؤثرة إنسانية تصرخ في وجه العالم وترفض أن يتم اختزال حياة الشهداء بقصصهم الإنسانية في مجرد رقم على الرغم من ضخامته إلا أنه أيضا لم يحرك للعالم ساكنا لاتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لإيقاف شلال الدم البشري في غزة ومحاكمة قادة الاحتلال على الاستهتار بقدسية حياة البشر.