- الإعلام العبري: أهالي مختطفين في غزة يعتصمون أمام مكتب نتنياهو بالكنيست للمطالبة بإبرام صفقة تبادل سريعة
متابعات: أبرزت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية خمس حقائق عن حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة للشهر العاشر وما تخلفه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
ونبهت المنظمة على موقعها الالكتروني، إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في تشويه وقتل المدنيين ومنع تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
وقالت "لقد نزح الناس مرارًا وتكرارًا، بما في ذلك العديد من موظفي أطباء بلا حدود. إنهم يكافحون يوميًا لمجرد البقاء على قيد الحياة وتلبية حتى أبسط احتياجاتهم، بما في ذلك احتياجات الغذاء والمأوى والرعاية الطبية".
وأضافت تحت القصف الإسرائيلي المكثف المستمر، يتم تدمير نظام الرعاية الصحية حتى مع تزايد خطر المرض والجوع. بعد ستة أشهر من أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل باتخاذ تدابير "فورية وفعالة" لحماية أرواح الفلسطينيين ومنع خطر الإبادة الجماعية، تشهد فرق أطباء بلا حدود المزيد من الموت والدمار".
وترى فرق منظمة أطباء بلا حدود كل يوم حقيقة هذه الحرب والثمن المروع الذي تدفعه مقابل الناس في جميع أنحاء القطاع.
لا يوجد أماكن آمنة في غزة
يعيش سكان غزة تحت وطأة القصف المستمر وإطلاق النار وقذائف الدبابات. كما قصفت القوات الإسرائيلية مرارا وتكرارا أماكن مخصصة "للمناطق الإنسانية"، بما في ذلك المخيمات والمستوطنات غير الرسمية التي يعيش فيها النازحون والمستودعات الإنسانية.
وقبل أكثر من أسبوع بقليل، استقبلت فرق أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر تدفقا هائلا من الضحايا بعد أن ضربت الغارات الإسرائيلية منطقة مزدحمة في المواصي القريبة - وهي المنطقة التي نصحت القوات الإسرائيلية الناس بالذهاب إليها.
قد أدت الهجمات المتكررة واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان إلى قتل وإصابة الآلاف من الناس.
لقد أجبرت الحرب نحو 1.9 مليون فلسطيني على النزوح قسراً ـ أي ما يعادل 90% من إجمالي عدد السكان، وفقاً للأمم المتحدة.
وقد تم تهجير العديد من الناس عدة مرات. وهم يعيشون في الشوارع في ظروف مزرية وغير صحية في خيام مؤقتة لا تكاد تتحمل العوامل الجوية، ناهيك عن القنابل والغارات الجوية. وهم معرضون بشكل خاص للأمراض المعدية التي يمكن أن تنتشر بسرعة في الأماكن المزدحمة.
يموت الناس بسبب منع وصول المساعدات الطبية والإنسانية
من جروح الحرب إلى سوء التغذية والأمراض المزمنة، ليس بمقدور سكان غزة الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها.
لم يعد هناك نظام صحي يذكر في غزة. فقد أقدم الجيش الإسرائيلي على تفكيك المستشفيات واحداً تلو الآخر على نحو منهجي. ولم يعد هناك سوى أقل من نصف المستشفيات في غزة تعمل، في حين أصبحت الاحتياجات الطبية للناس أعظم من أي وقت مضى.
وترى فرق أطباء بلا حدود مرضى يعانون من إصابات كارثية مثل البتر، والأطراف المسحوقة، والحروق الشديدة. وعدد مذهل من مرضى أطباء بلا حدود هم من الأطفال.
في الواقع، حوالي 32 في المائة من الأشخاص الذين قضوا هم من الأطفال. والآلاف من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح هم الآن من مبتوري الأطراف، وغالبًا ما يتطلبون سلسلة من العمليات الجراحية المتخصصة والعلاج الطبيعي الطويل والمكثف.
بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة للحرب، ترصد المنظمة أيضًا عددًا كبيرًا من " القتل الصامت " - الوفيات التي يمكن الوقاية منها من أمراض مثل السرطان أو مشاكل الكلى الناجمة عن الاضطرابات في خدمات الرعاية الصحية الحيوية مثل العلاج الكيميائي وغسيل الكلى. والنساء الحوامل معرضات للخطر بشكل خاص.
إن ما يزيد من سحق النظام الصحي هو حقيقة أن الإمدادات لا تصل إلى القطاع، ويرجع ذلك جزئياً إلى استمرار إغلاق معبر رفح.
فقد أدى الحصار الإسرائيلي المستمر وعرقلة جهود الإغاثة إلى حرمان المدنيين من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود والغذاء والمياه والأدوية. وهذه ليست مشكلة لوجستية؛ بل هي مشكلة سياسية.
وفي الفترة ما بين أواخر إبريل/نيسان ومنتصف يوليو/تموز، لم تتمكن منظمة أطباء بلا حدود من إدخال أي مساعدات إلى غزة، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات في أماكن مثل مستشفى ناصر.
وفي الفترة ما بين العاشر والخامس عشر من يوليو/تموز، سُمح لست شاحنات محملة بمستلزمات طبية أساسية بالدخول عبر معبر كرم أبو سالم، رغم أن هذا لا يشكل سوى قطرة في بحر مقارنة بالاحتياجات الهائلة للسكان المدمرين. ويرجع هذا التأخير إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك سيطرة إسرائيل على نقاط الدخول والخروج إلى غزة.
تتعرض المستشفيات والعاملون في المجال الصحي والعاملون في المجال الإنساني للهجوم
تتمتع المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، وهي حماية مصممة لحماية أرواح المدنيين. ومع ذلك، قصفت القوات الإسرائيلية المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية بشكل متكرر، وهاجمت القوافل، واحتجزت الموظفين، ودمرت المركبات.
لا يتمكن الأطباء من معالجة أنواع الإصابات التي يرونها عندما تصبح المستشفيات ساحات معركة.
لقد استشهد ما يقرب من 500 عامل صحي في غزة، بما في ذلك ستة من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
واضطرت فرق أطباء بلا حدود إلى الفرار من 14 منشأة صحية مختلفة وتحملت 26 حادثة عنيفة منذ بدء الحرب.
كافة الدول التي تدعم "إسرائيل" في الحرب متواطئة أخلاقيا وسياسيا
دعت منظمة أطباء بلا حدود مرارا وتكرارا حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى بذل كل ما في وسعهم للتأثير على "إسرائيل" لوقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة.
وفي مايو/أيار، خلص تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية إلى أنه في حين أنه من "المعقول أن نقيم" أن "إسرائيل" انتهكت القانون الإنساني الدولي في غزة، إلا أنه لم تتوفر معلومات كافية للتحقق مما إذا كانت أي أسلحة أميركية قد استخدمت في حوادث محددة تنتهك القانون أو سياسة الأسلحة الأميركية.
وباعتبارها المزود الرئيسي للدعم العسكري والمالي ل"إسرائيل"، فإن الولايات المتحدة ملزمة بتقييم ما إذا كان سلوك الحرب متسقاً مع القوانين الدولية والأمريكية المصممة لحماية المدنيين وتطبيق الإجراءات القانونية المناسبة.
واعترافاً بالأضرار المدمرة التي تسببها الأسلحة المتفجرة عند استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان، أيدت الولايات المتحدة و82 دولة أخرى، بما في ذلك معظم حلفاء الناتو، الإعلان السياسي بشأن تعزيز حماية المدنيين من العواقب الإنسانية الناجمة عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
وقد استخدمت "إسرائيل" باستمرار الأسلحة المتفجرة في غزة المكتظة بالسكان، مما أدى إلى أضرار مدنية واسعة النطاق ودمار واسع النطاق.
وقد انضمت منظمة أطباء بلا حدود إلى غيرها من المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان في حث الإدارة على الامتناع عن نقل الأسلحة المتفجرة لاستخدامها في غزة، إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية على وجه الأرض.
ضرورة وقف إطلاق نار فوري ومستدام
إن وقف إطلاق النار الفوري والمستدام من جانب جميع الأطراف المشاركة في الصراع أمر بالغ الأهمية لمنع المزيد من الوفيات والإصابات وضمان دخول ما يكفي من المساعدات إلى غزة.
إن وقف إطلاق النار ليس ضرورياً فقط لمنع المزيد من الوفيات والمعاناة، بل إنه السبيل الوحيد أمام المنظمات الإنسانية مثل أطباء بلا حدود للعمل على النطاق المطلوب في غزة وتقديم المساعدة بفعالية في مختلف أنحاء القطاع.
وتتخصص منظمة أطباء بلا حدود في تقديم المساعدات في بيئات معقدة، ولكن مستوى الاحتياجات الإنسانية يتجاوز قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية في ظل الصراع المستمر والحصار المؤلم.
وبموجب القواعد والقوانين الدولية، يجب حماية المدنيين من العنف ويكون لهم الحق في الحصول على المساعدات الإنسانية، وخاصة الرعاية الطبية.
وتقع على عاتق حكومة الولايات المتحدة، كشريك وحليف للحكومة الإسرائيلية، مسؤولية بذل كل ما في وسعها لإنهاء هذه المعاناة وتحقيق وقف إطلاق النار الفوري والدائم.