ما يثير الغضب أن بعض المحسوبين على حركة حماس يرددون أن معجزة ربانية تقف وراء صمود واستمرار حركة حماس! ولا ندري إن كنا نعيش زمن المعجزات، ومع افتراض وجودها فلماذا يتدخل رب العالمين لحماية وإسناد حماس ومقاتليها ولم يحمي ٣٨ ألف شهيد وأضعافهم من المفقودين والجرحى وأغلبهم من الأطفال والنساء!! فهل جماعة حماس ربانيون وبقية الشعب من الخارجين عن الملة!؟ وهل لأنها تقول عن نفسها بأنها حركة مقاومة إسلامية ستنتصر لا محالة على اليهود ومن يساندهم من النصارى، متجاهلين أن المسلمين انهزموا في عديد الحروب وبعضها كان الرسول الكريم على رأسها؟ حتى الجهاد في الإسلام له قوانين وضوابط دنيوية عقلانية وليس فعلا ارتجاليا يمارسه كل من هب ودب.
ومتى سيتوقف اللعب والضحك على المشاعر الدينية للناس كما تفعل فضائية الجزيرة ببثها فيديوهات مفبركة لمقاتلين يتلون القرآن وهم يجهزون العبوات والصواريخ ويكبرون عندما يطلقونها (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ومقذوفاتهم نادرا ما تصيب مقتلاً بالأعداء أو تدمر منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، بينما صواريخ اليهود الكفار تقتل وتدمر!!! جهلهم وعنادهم واستهتارهم بأرواح الناس يجعلهم يتجاهلون أن الله رب العالمين محايد في السياسة
وإدارة الحروب وأن حسابات النصر والهزيمة دنيوية ترتبط بالحسابات العقلانية وموازين القوى.