"يقول عاموس ملكا رئيس الاستخبارات السابق أمام نتنياهو ثلاث خيارات
الصفقة أو الائتلاف ...القيادة او الإهمال...الأسرى والمحتجزين او بن غفير
يجيب ملكا، نتنياهو سيختار...الائتلاف والإهمال وبن غفير"
السؤال لماذا؟. "ملكا" لم يتطرق لسبب اختيار نتنياهو اعلاه... سأجيب أنا :
مستقبل نتنياهو السياسي الأيديولوجي وأحلامه الشيطانية مرتبطة باستمرار الحرب ليس في غزة فحسب، وإنما في اللحظة التي يريد في جبهة الشمال، لكنه في الشمال ببدو لديه مشكلة كبيرة وكبيرة.. لكني أعتقد وفق ما قاله "نازاروف" وقد يكون توقعه اقرب للمنطق "نتنياهو يعرف أنه سيخسر حرب الشمال وسوف تتهدد إسرائيل وجوديا بسبب كل الجبهات وليس فقط جبهة الشمال، حينها سيضع نتنياهو الولايات المتحدة بين خيارين إما التدخل مباشرة وبجانب إسرائيل في الحرب وإما إستخدام السلاح النووي"
يجب من وجهة نظري على المحللين الخروج من صندوق التحليلات الظاهرة والبائنة للعيان والذهاب نحو العمق الكامن في عقلية نتنياهو
اولا- الرجل موصوم بوصمة عار الانقسام والكراهية
ثانيا- الرجل موصوم بوصمة عار السابع من تشرين/اكتوبر
ثالثا- الرجل موصوم بوصمة عار التقديرات الاستراتيجية الخاطئة في التعامل مع المقاومة وحركة حماس في غزة
رابعا- الرجل موصوم بوصمة عار الهزيمة فهو لم يحقق اي من الأهداف المعلنة وبالذات الإفراج عن الأسرى والمحتجزين
يقول الناطق باسم القسام أبو عبيدة:" نطمئن مجاهدينا وشعبنا وأمتنا أن طوفان الأقصى من تلك المعارك التي لا تؤول إلا نحو تحولات كبيرة"، وهذا ما يعرفه نتنياهو ويخشاه، لذلك سيعمل على محاولة تحقيق نصر استراتيجي يعيد دولة إسرائيل ليس للأمان والاستقرار على مختلف الجبهات، بل يبسط النفوذ على المنطقة لعدة عقود، وبذلك يمحو وصمات العار ويسجل في سجله سجل النصر وسجل الملوكية...هذه هي اوهام واحلام نتنياهو الشيطانية، وهذا هو الذي سيؤدي ليس إلى هزيمة استراتيجية لدولته إسرائيل، بل ستحدث تغيرات جيوسياسة في منطقة غرب آسيا، ولا تستغربوا اذا ما حدثت ايضا تغيرات على مواقف بعض دول المنطقة بحيث تقف إلى جانب المقاومة
إذا ما أفشل نتنياهو الصفقة أو ذهب فقط نحو المرحلة الاولى، فهو بذلك يفكر خارج الصندوق وخارج اي منطق وهو ذاهب نحو تحويل الصراع لمعركة إقليمية كبرى بل وحتى عالمية
أرى أن نتنياهو يقلب كل احجاره ويبحث كيف ينقض على إيران بحيث تكون الولايات المتحدة منخرطة معه في حربه عبر توريطها بذلك، وهنا موقف الولايات المتحدة سيحدد مصير كل دولة إسرائيل وليس فقط مصير نتنياهو
الأسابيع القادمة وبالذات حتى نهاية هذا الشهر فيها مخاضات كلها على حافة الهاوية، فإما صفقة ومبادرات دبلوماسية، وإما الحرب التي ستشعل كل المنطقة، لأن تدمير غزة عن بكرة ابيها وحجم الإبادة والتطهير العرقي لا تحقق طموحات نتنياهو واحلامه الشيطانية ولا تمحو سجل العار الموصوم فيه، "أنتخريتيوس هو نتنياهو "إبن إبليس" لن يكل ولن يهدأ ولن يوقف اي حرب، فمهمته هي حسم الصراع في كل المنطقة وليس في فلسطين فحسب، هذا الأنتخريتيوس يريد منع التحولات الإيمانية الكبرى لرجال الله في الميادين المتعددة والتي ادت لوحدة عربية إسلامية غير مسبوقة لكل جبهات المقاومة وأنهت سياسة فرق تسد "الصراع الوهمي السني الشيعي"، وهذا يخالف تعاليم إبليس الشيطانية، لذلك نرى انتخريتيوس نتنياهو يقود تلك المعركة الشيطانية، وهنا اوضح السيد نصر الله حقيقة ما يجري، "*ليست العبرة بالأكثرية بل العبرة بالبحث عن الحق سواءً كانت معه الأكثرية أو الأقلية- إذا كانت أكثرية العالم تسكت عن نصرة غزة وتؤيد "إسرائيل" فهذا لا يعني أنَّ ذلك حق...وختم كلامه بمقولة الإمام الحسين عليه السلام "لن نجد أعظم وأقوى وأهم من الكلمات التي قالها الحسين عليه السلام: "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقا حقا فاني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما".
اعتقد الشيطان إبليس انه انتصر منذ بدأ عصر الفتن، واعتقد أن حكومته العالمية وعاصمتها "اورشليم" اصبحت بمرمى البصر، لكن رجال الله القسام كانوا له بالمرصاد فجاء السابع من تشرين/اكتوبر ليكشف كل الخطط الشيطانية ويهزم ابنه أنتخريتيوس نتنياهو في عقر داره، إنه صراع الحق الذي تقف معه الاقلية المؤمنة من رجال الله في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران وكل من يساندهم ويقف معهم، في وجه الباطل بقيادة ابن إبليس نتنياهو "أنتخريتيوس", والذي يقف معه اكثرية الفاعلين وأصحاب القرار في عالم الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، إنه صراع وجودي وليس حدودي، إنه صراع الحسم والتغير الجذري ليس للمنطقة بل للعالم ككل
وضمن مفهوم الصراع الوجودي. يبدو أن أنتخريتسيوس "نتنياهو" يحضر لفعلة شنيعة استباقية بما يتعلق بالجبهة الشمالية، وكل ما نراه من مفاوضات حول صفقة تبادل للأسرى في القاهرة والدوحة ليست بالنسبة لابن إبليس سوى الغطاء لما يفكر أن يفعله ويبدو أنه سيفعله. فعودة مخططات ما يسمى " الحكومة العالمية" تقتضي التوجه للقيام بضربة انتقامية غير مسبوقة تجاه المقاومة في الجنوب اللبناتي
قد يعزي البعض نفسه عندما يقرأ أن الجنرال إسحق بريك بصراخه يرى الأمور في جانب آخر، جانب هزيمة دولة إسرائيل وأنها بلا حول ولا قوة، وأنها هزمت في غزة، فكيف سيكون الامر مع حزب الله، لكن أيضا علينا ان نفكر بطريقة أخرى، فقد يكون هذا الصراخ جزء من الخطة أو يسمح له بقول ذلك ويتم تغطية ما يقول بشكل متعمد
ابن إبليس أنتخريتيوس "نتنياهو" مجروح، وكبرياء جيشه وقادته يشعرون بطعنات لم يسبق ان جربوها، والجريح والمطعون لا يفكر سوى بالانتقام، وما يحدث وحدث في غزة نموذج لتلك العقلية، بل ما حدث في كيبوتس بئيري وكفار عزة أكثر وضوحا عندما تم قصف وحرق النخبة والمخطوفين الأسرى معا