- مراسل الكوفية: قصف مدفعي عنيف يستهدف غربي النصيرات
شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة تصعيدا عسكريا من قبل "حزب الله" ضد شمال دولة الكيان بشكل غير مسبوق، منذ بداية الحرب العدوانية على قطاع غزة، رغم التزام تل أبيب وحكومة التحالف الفاشي بـ "قواعد الاشتباك" المحدودة، مع بعض نتوءات استثنائية.
تصعيد استخدم فيه الحزب اللبناني، أنواعا من الأسلحة، مسيرات وصواريخ لم يلجأ لها، رغم ما سبق من أحداث كانت تستوجب ردا مضاعفا، خاصة اغتيال القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري في قلب الضاحية الجنونية (عاصمة الحزب الخاصة)، إلى جانب قادة الحرس الثوري الإيراني في دمشق، مع ما سبق من عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة، لكنها لم تدفع الحزب اللبناني الى انعطافة عسكرية "حادة"، تجاوزت ما كان يراه البعض "الخط المسموح".
بالطبع، رد الفعل العسكري لدولة الاحتلال، لا زال لم يتجاوز ما يجب عدم تجاوزه بقصف مناطق خارج الجنوب (لبنانيا)، الأمر الذي بات ملفا، هل هو حسابات عسكرية أمنية، أم مسألة تدخل في سياق "حساب سياسي" يتجاوز الحدود اللبنانية، ويرتبط ببعض ترتيبات لها ملامح إقليمي، يجري بهدوء ودون ضجيج، بين الولايات المتحدة وبلاد فارس.
تصعيد "حزب الله" اللبناني المفاجئ، تزامن مع الكشف عن "إعلان بايدن"، والذي بات واضحا أنه الإطار العام لليوم التالي لحرب قطاع غزة، تبين أن رئيس حكومة التحالف الفاشي نتنياهو كان مخدوعا بما يجري بين أجهزته الأمنية والأمريكية، لصياغة "الإطار الجديد"، سبب ردة فعل من قبله لتعطيل الإعلان، ما قوبل أمريكيا بحملة ضغط متعددة لكسر "رأس الرفض النتنياهوي".
وإن، كانت أدوات الضغط غالبها تقليدي، فالمثير للاهتمام كانت "حملة الضغط العسكرية" من قبل حزب الله، وما يمكن أن تخلقه تأثيرا على الوضع السكاني في منطقة الجليل، وتزايد غضبهم أضعافا عن سكان مناطق الجنوب، وخاصة أن واشنطن لم تتحدث عنها سلبا في أي من التصريحات التي يلقيها يوميا الناطق باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أو الخارجية الأمريكية.
التصعيد العسكري شمالا من قبل الحزب اللبناني، تزامن مع أحداث لا يمكنها أن تكون "مصادفات سياسية – أمنية"، ففي منتصف شهر مايو 2024، كشفت وسائل إعلامية عن لقاء "غير مباشر" بين وفد أمريكي وآخر فارسي في العاصمة العمانية مسقط، لـ " تجنب تصعيد الهجمات في المنطقة"، وبحث "البرنامج النووي الإيراني"، وبعدها بأيام، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" 27 مايو 2024 تقريرا، أشار إلى أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تضغط على الحلفاء الأوروبيين للتراجع عن خطط لتوبيخ إيران على التقدم الذي أحرزته في برنامجها النووي، في إطار سعيها لمنع تفاقم التوترات مع طهران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخريف".
وعشية "إعلان بايدن" حول مقترح اليوم التالي لحرب غزة، قام مبعوث الإدارة الأمريكية الى الحكومة اللبنانية هوكشتاين، بتقديم مقترح "ثلاثي الأركان" اعتبر بأنه "الوجهة اللبناني" لمقترح حرب غزة، ويشمل:
- وقف الاعمال العدائية تمهيدا لتهدئة امنية تليها خطوات لإعادة الامور في غزة، وعلى طول الحدود الجنوبية الى ما كانت عليه قبل السابع والثامن من أكتوبر الماضي، بما يعني اعادة النازحين وبدء مسار تبادل الاسرى والسجناء والمختطفين.
- وعد بحزمة اجراءات مالية واقتصادية يفترض انها تزيل آثار الاقتتال، وتمهد لمرحلة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي والامني ولدوران عجلة اقتصادية واعدة.
- على ان تكون خاتمة المطاف وذروة المسار هدنة طويلة الامد يكون لها مَن يضمن إطالتها ورعايتها.
وهنا يبرز السؤال المركزي، هل هناك ترابط بين التصعيد العسكري المفاجئ لحزب الله ضد الجليل الأعلى، وحملة التصعيد السياسية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لتحضير المسرح السياسي لترتيبات اليوم التالي لحرب غزة، إقليميا بكل مكوناتها..ما يستوجب التفكير بعيدا عن "عواطف البعض وشعارات الآخر".
لم يعد سرا سياسيا، أن بلاد فارس، هي مكون رئيسي من مكونات "الترتيبات الأمريكية" لليوم التالي لحرب غزة إقليميا، في العراق والبحر الأحمر، ولبنان، وكذا استغلالها لبعض تحالفها في فلسطين.
حقيقة المسألة الأمريكية – الإيرانية، لا يريد بعض العرب رؤيتها كي لا يجد ذاته مجبرا أن يقف في "مواجهة" إدارة بايدن، رفضا لمشروع يتناقض مع المصلحة القومية والحق الوطني الفلسطيني.
ملاحظة: "جزر المالديف" منعت دخول حملة جواز سفر دول الفاشية اليهودية..قرار يرفع له كل قبعات شعب فلسطين منذ مولدهم الأول عبر التاريخ حتى آخر من جاء وسط إبادة جماعية..ولغيرهم عربا ترفع كل "شباشب الكون" لأنهم ما فعلوا ما يجب فعله..علموا فتيانكم اسمها "المالديف"..
تنويه خاص: وسط حرب الجريمة العامة ضد فلسطين الأرض والهوية والحلم والانسان، فاز الأديب الفلسطيني محمود شقير بجائز فلسطين للآداب..جائزة ربما تأخرت ولكنها حضرت وسط سواد غريب..أبو خالد محمود انسان من طراز فريد..افتخر بأنني عرفتك يا رفيق.