- مراسل الكوفية: قصف مدفعي يستهدف محيط مستشفى كمال عدوان
- صافرات الإنذار تدوي في "يرؤون" شمال فلسطين المحتلة
- آليات الاحتلال تطلق نيرانها بشكل عشوائي باتجاه خيام النازحين جنوب مواصي رفح
الكثير من المحللين يطرحون سيناريوهات مستندة لمبدأ الاحتمالات الرياضية السياسية دون الأخذ بعين الاعتبار واقع الحال السياسي في دولة الاحتلال، لذلك تكون تلك الاحتمالات مجرد نظريات ليس لها أرجل في الواقع، عليه، نضع النقاط التالية:
أولا: وقف إطلاق نار دائم وانتهاء الحرب غير ممكنة مع نتنياهو وحكومته، بل الممكن هو التصعيد وتوسيع المعركة
ثانيا: تمرد في الليكود غير واقعي، لان ما حدث في حزب الليكود كما حصل في حركة فتح، حيث تم شطب كل منافسي نتنياهو، ولم يبقى من النخب القادرة على منافسته أحد، لا غالانت ولا نير بركات ولا يولي إدلشتاين بقادرين على تحدي نتنياهو، اما الباقي فهم تحت مسمى "السحيجة"
ثالثا: لا الحريديم ولا حزبي الصهيونية الدينية "سموتريتش وبن غفير" ممكن ان يقفوا مع المعارضة حتى لو فرضنا انهم اختلفوا مع نتنياهو، فقط "سموتريتش وبن غفير" سيسقطون الحكومة إذا أنهت الحرب
رابعا: المعارضة في دولة الاحتلال غير قادرة على إسقاط نتنياهو حتى لو انضم إليهم غانتس وإيزنكوت
خامسا: قيادة الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية في أضعف حالاتهم ولا يستطيعون فرض متطلباتهم على المستوى السياسي، بل على العكس يحاولون إثبات قدرتهم على جلب الامن للدولة لذلك نرى حجم المجازر والإبادة والتطهير العرقي، وهذا ضمن مفهوم سياسة الأمن القومي غير المعلنة، بحيث يكون أمام الفلسطيني خيارين "التطهير او التهجير"، نفس نظرية "الحسم" السموريتشية
سادسا: نظرية الامن القومي السابقة لدولة الاحتلال انتهت وفشلت في السابع من أكتوبر وما بعده وفي جبهة الشمال، لذلك هناك تحديثات عليها اساسها "الحسم" حتى لو استغرق ذلك سنين، و "المنع" اي القيام بحروب اختيارية واستباقية وبدون سقف زمني...المقصود ان دولة الاحتلال ستبقى في حالة حرب مستمرة حتى تستطيع ان تعيد وضعها لسابق عهده داخليا وإقليميا، طبعا هذا قد يؤدي لانهيارها كما قال الجنرال "إسحق بريك"
سابعا: لا ضغوط أمريكية حقيقية على دولة الاحتلال، ولا إجراءات عملية أوروبية "عقوبات" ولا مواقف إقليمية عربية حازمة "سحب سفراء وقطيعة بالحد الأدنى"، لذلك دولة الاحتلال بقيادة نتنياهو مستمرة حتى النهاية خاصة ان كل الدعم العسكري والاقتصادي قائم أمريكيا
ثامنا: جبهات الإسناد والتي تقريبا تحولت إلى مفهوم حرب الاستنزاف فعاليتها لم تصل لدرجة الضغط لوقف العدوان، بل على العكس قد تؤدي لتوسيعه بما يستدعي التدخل الامريكي لحماية دولته "إسرائيل" التي هي درة تاج استراتيجيته في منطقتنا، والجبهة الوحيدة القادرة على إحداث فرق حقيقي ضاغط، هي جبهة الضفة الغربية إذا ما تحولت لانتفاضة شعبية وفقا لمسار انتفاضة الأقصى الثانية
تاسعا: كل ما يطرح من خطط ومفاوضات خاصة من الامريكي هدفه شراء الوقت لاستمرار العدوان التي لا نهاية لها في المنظور القريب أو المتوسط
إذا السؤال المركزي، كيف يمكن إيقاف العدوان؟ وما هي الأدوات لذلك؟
العديد ممن لي علاقة قريبه معهم قلت لهم منذ البداية وفي الشهر الأول للعدوان:
اخيرا، أين يكمن الضعف والاستعصاء؟
أولا: في الموقف العربي المرتهن والمتعاطي مع الأمريكي
ثانيا: الموقف الرسمي الفلسطيني المرتهن أيضا للأمريكي
ثالثا: دور الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية غير الضاغط على النظام العربي الرسمي
رابعا: إرتهان الموقف الدولي للتحركات الأمريكية فقط
إذا، ما العمل؟
الخيارات كلها محدودة وكلها تشير فقط لمنهج واحد ووحيد "الصمود والمقاومة" والعمل لتفعيل جبهة الضفة أكثر والمراهنة على استنزاف الجيش والاقتصاد، بحيث يؤدي لتغيير في المشهد السياسي في دولة الاحتلال أو حدوث تمرد لقيادة الجيش بسبب عظم الخسائر والإنهاك " هنا التمرد ليس بمفهوم دول العالم الثالث، يعني انقلاب، بل بمفهوم الاستنجاد بالولايات المتحدة للتدخل المباشر إما عسكريا لإنقاذه وهو المرجح، وإما سياسيا بالضغط على نتنياهو لإنقاذ الجيش ودولة الاحتلال من الانهيار، أيضا المراهقة إلى حد ما على الموقف الدولي الممكن تغيره في لحظة ما غير معروفة للضغط على أمريكا اولا قبل دولة الاحتلال وهذا لن يكون دون موقف عربي وإسلامي أكثر حزما
الأمور أعقد مما يتم تناوله تحليليا، فالمسائل ليست فقط مصالح نتنياهو الشخصية، بل النظريات الجديدة للأمن القومي الذي يتم تبنيها والتي يدعو لها مستشار الامن القومي السابق والمقرب من نتنياهو "يعقوب عميدرور" والذي تحدث قديما عن أهمية طول المعركة للوصول للحسم النهائي
لاحظوا مسألة مهمة ان الحركة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1948 وهي تقدم التنازل وراء التنازل باسم الواقعية والشرعية الدولية ولم تحصل على شيء ولن تحصل على شيء مستقبلا، لذلك هكذا قيادة قد تأخذنا لتنازل اكبر مما يتصوره البعض، وعليه فهي غير مؤتمنة على التمسك بالحقوق، وهنا تكمن مصيبة الشعب الفلسطيني، والمراهنة من بعض الاستراتيجيين في دولة الاحتلال على هكذا قيادة، أي على تحقيق تنازل جديد تعمل عليه أمريكا عبر قاعدتها العسكرية الجديدة "الميناء"، وعبر مقترح تعيين مستشار امريكي برتبة رفيعة يكون هو "بريمر" غزة