الكوفية:مسكين الشارع الإسرائيلي الذي يواصل التظاهر مع عائلات المحتجزين لدى المقاومة منذ بداية الحرب متمسكا بأمل ولو بسيط بأن تنتهي قضية المحتجزين ويعودوا إلى مستوطناتهم..
يدرك الشارع الإسرائيلي جيدا ان بنيامين نتانياهو لا يريد الوصول لصفقة تبادل ، وانه يطرح مبررات واهية من اجل مواصلة العدوان لتحقيق اهدافه ، وفي أحدث مناسبة مساء امس وافق اعضاء الكابينيت الحربي المصغر على نقاش مسألة ايقاف الحرب ، إلا نتانياهو كالعادة يطل من نافذة مصالح عديدة ليرفض ذلك ، وبالتالي ما الجدوى من مسارات جديدة إذا لم يعدل نتانياهو عن رأيه ، حيث يبدي تصلبا شديدا في مواقفه من اجل تحقيق اهداف الحرب ، التي لم يحقق منها سوى العدوان على الشعب بينما حماس والمقاومة في ارض الحرب للتصدي ، للاعتداءات المتتالية وآخرها قصف خيام النازحين في المواصي حيث تستهدف اسرائيل الإيقاع بأكبر عدد من المدنيين وتصويرهم على انهم مسلحين ( إرهابيين ) .
كانت المحرقة التي نفذها الجيش الاسرائيلي بحق المدنيين العزل في رفح ، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، فحماس التي رفضت الذهاب لاي جولة مباحثات ، حددت المحرقة والمجازر كأسباب ومبررات طبيعية ، لعدم تحقيق غاية إسرائيل بالتفاوض ، بينما الخيار الاستراتيجي يبقى على حاله ..لا مفاوضات طالما لم تتوقف الحرب نهائيا ..
وسط هذه الخلافات الجوهرية ،تسود مناكفات عديدة داخل مجلس الحرب المصغر والموسع وخلافات بين الجيش والحكومة الاسرائيلية ، الأمر الذي دفع الغالبية العظمى للتصريح جهارة وعلنا بضرورة حل حكومة نتانياهو حيث وصلت النسبة إلى ٧٠ بالمئة ، وهي لربما من اعلى النسب منذ بداية الحرب على جدول رزنامة الاستطلاعات ، التي يظهر من نتائجها حجم الضرر الذي تتعرض له إسرائيل بسبب سياسات نتانياهو ، الذي يتلقى يوميا انتقادات حادة ، داخليا وخارجيا ، من الائتلاف الحاكم ايضا والمعارضة ، حتى وسائل الإعلام الاسرائيلية التي قالت امس ان نتانياهو سيهدر الفرصة الذهبية الأخيرة إذا لم يتوجه لصفقة التبادل ..
مناكفات عديدة تسيطر على المشهد الإسرائيلي والخاسر الأكبر فيها هي عائلات المحتجزين ، التي لا تعرف إلى اي اتجاه تحركها رياح نتانياهو وبن غفير وسموتريتش المسمومة بالغبار ، واذا ما اصر نتانياهو على اكمال المشوار نحو اعماق رفح ، فان فرص الوصول للمحتجزين ستتضاءل ..
وصلت مقترحات اسرائيل لمصر وقطر وستصل إلى حماس لاحقا من اجل مناقشتها عن بعد ، والتوجه إلى مفاوضات جديدة ، إذا قالت حماس انها ستعود بشرط رفع العدوان الظالم والمجازر عن شعبنا وسحب الجيش الإسرائيلي كليا ووقف الحرب نهائيا ..
يطل سيناريو المفاوضات مرة تلو الأخرى ، دون تحقيق اي انفراجة، لتطول فترة الحرب وهذا ما يريده نتانياهو وزمرته المتطرفة تماما ، فنتنياهو من مصلحته استمرار الحرب في غزة لعلها تحقق نتائج تصب في صالح معركته للبقاء في الحكم ، واستعادة الأصوات الانتخابية التي فقدها جراء فشله في إدارة الحرب على القطاع.
البحث عن اي انتصار ،، مجرد انتصار ،هو سعي فاشل ، لأن الطريق اليه ضبابية ، ومنذ بداية الحرب عجز نتانياهو عن تحقيق اي هدف من اهدافها ، لذا فهو يعطي الإذن لجيشه لرفع ألسنة اللهب إلى ابعد مدى ، لتتواصل المجازر والاعتداءات دون اي رحمة على شعب أعزل لا حوّل له ولا قوة ..