- حزب الله: قصفنا بدفعة صاروخية مدينة نهاريا
- طائرات الاحتلال الحربية تستهدف منزلاً في محيط بركة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة
- طيران الاحتلال يشن غارتين على الضاحية الجنوبية في بيروت
لا أذكر أبدا أنني طلبت الأمنيتين السابقتين. قمنا نمسح الغبار عن كل " قمقم " وجدناه في طريقنا، وحتى أباريق الشاي وأباريق الوضوء لم تسلم من اصابعنا الصغيرة وعيوننا التي تنشد الامل في هذه الحياة، ولم يظهر لنا جان ولا انسان يسألنا عما نريد وما تتمناه نفوسنا المنقوعة في الجوع وفي الطفولة.
ألقوا بنا في مخيمات عجيبة وقليلة الموارد، ومن مخيم إلى مخيم حتى صار المخيم والخيام والنزوح واللجوء هو قصة حياتنا كلها ولم يأت أي " عفريت " ولم يسألنا ماذا نريد ولا ما نطلب ونتمنى !!
جاء صديقنا غسان وقال لنا ناصحا: لا تنظروا أي عفريت فهو لن يأت. ولن يعود. فكابرنا وأنكرنا وبكينا وصرخنا في وجهه: بل سوف يعود. بل سوف يأتي. هو يظهر لكل الناس ولكل الأطفال، فلماذا لا يظهر لنا؟
كنا جوعى ومتعبين ونحمل أجسادنا عنوة. وفجأة اطلّ علينا عفريت العمر يسألنا: وهذه هي الأمنية الثالثة والأخيرة لكم. اطلبوا وتمنوا ما تريدون.
قلنا: ولكنك لم تسألنا بعد عن الأمنية الأولى ولا الثانية يا سيد عفريت؟
فقال: كنت أعلم أنكم مشاكسون والطمع يعمي أبصاركم والجشع يسيطر عليكم منذ كنتم أطفالا. الحياة معكم صعبة، وفوق كل هذا تجادلونني بكل وقاحة؟
اعتذرنا للعفريت واعتذرنا لعفاريت الأرض كلها. نحن نتأسف على كل شيء، ونتأسف على كل ما لم نفعله حتى الآن. هل تسمح لنا ان نطلب الأمنية الثالثة والأخيرة؟
قال: حسنا أقبل اعتذاركم وتوبتكم، وانتظروني هنا في نفس المخيم، ولسوف أعود.
انتظرنا، وانتظرنا ٧٦ عاما. ولم يعد.
مع أننا جاهزون ونحمل معنا أمنيتنا الثالثة والأخيرة !!