خلال الساعات الماضية تصاعدت الكثير من الأحداث على الساحة في غزة ، وتحديدا في مدينة رفح.
التقارير الأولية تشير إلى أن قوات الاحتلال بدأت بإجلاء مواطني مدينة رفح استعدادا للقيام بالهجوم البري عليها ، وبالطبع كان هذا له بعض من التداعيات الرئيسية ومنها مثلا:
1- تخوف مصر من اتساع هذه العملية بالصورة التي تؤثر استراتيجيا عليها
2- تخوف القاهرة أيضا من أن مصير رفح سينتهي كما مصير خان يونس، وهو ما يعني تدمير رفح بصورة تامة.
3- المزيد من المآسي التي يواجهها شعبنا في غزة
وفي مخاض كل هذا بالطبع ، كان لافتا توجيه الكثير من القوى الفلسطينية عبر منصات التواصل انتقادات لبعض من قيادات حركة حماس ، ومنها يحيى السنوار ذاته والذي اتهمته باستخدام مواطني غزة كدروع بشرية، والزعم أيضا بأن السنوار هو المسؤول عن الوضع السيئ الذي ستعيشه رفح والناس.
اللافت هنا أن بعض من القنوات العربية ذاتها باتت تناقش هذا الأمر ، ولعل الحلقة الأخيرة لبرنامج "محل نقاش" هي خير دليل على ذلك ، حيث قام اثنان من المتحدثين في الحلقة بتوجيه انتقاد عارم وحاسم لحركة حماس ، ويحيى السنوار تحديدا ، الأمر الذي دفع بالإعلامي المصري المشارك في هذه الحلقة وهو حسين عبد الغني إلى الحديث والدفاع عن السنوار ، بل والقول بأنه لولا السنوار لظل العالم يتناسى قضية فلسطين ، موضحا أن السنوار يمارس السياسة ويلاعب إسرائيل مباراة سياسية ويخوض معها حربا شرسة لا يمكن لأحد آن يتصورها.
في ذروك كل هذا فقط بات واضحا بعض من الاستنتاجات الحالية وهي :
1- أن البعض من الدول العربية باتت لا تتفق مع حركة حماس في توجهاتها (المقصود هنا جناح حركة حماس في قطاع غزة)
2- بعض من الدول العربية الأخرى تتفق تماما مع الحركة فيما تذهب إليه
3- باتت القضية الفلسطينية بالفعل مطروحة على منضدة المباحثات السياسية الدولية في شتى دول العالم
4- باتت القضية الفلسطينية بندا رئيسيا في جدول الأعمال اليومي بالأمم المتحدة ومجلس الآمن.
عموما اعتقادي شخصيا أن اجتياح مدينة رفح سيمثل خطوة مهمة في التاريخ الفلسطيني ، وهي الخطوة التي سيتبعها الكثير من الخطوات الدقيقة والتحديات ، التي منها مثلا:
أ- تدشين ميناء بحري في غزة
ب- حراسة بريطانيا والولايات المتحدة لهذا الميناء
ت- تقليل القبضة المصرية على غزة
ث- تغيير إقليمي تام مع التطبيع السعودي الإسرائيلي المتوقع
عموما فإن الموقف برمته دقيق ، والسلطة الفلسطينية عليها ضغوط كبيرة هذه الأيام ، وهي الضغوط التي لا يمكن تحملها في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية الناجمة عن تطورات المشهد السياسي ، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه القضية حاليا والأهم من كل هذا أيضا أنه يتطلب احتضانا سياسيا واستراتيجيا لكافة القوى السياسية على الساحة الفلسطينية التي تمر حاليا بالمرحلة الآدق منذ سنوات.