- قوات الاحتلال تعتقل الطلاب المعتصمين داخل حرم جامعة بير زيت
ما يؤسف له أن أكثر سياسيينا وقادتنا لا يعيرون انتباها لضياع عام كامل من تعليم أبنائنا، في عصرٍ يقيس العالمُ المتحضر جودة التعليم بعدد الساعات وليس بالأيام!
كان التعليم الفلسطيني وما يزال هو المعول الرئيس لبناء الوطن! عمد المحتلون في كل عدوان إلى تدمير البنية التحتية للتعليم والثقافة، دمروا بناية الأرشيف الوطني، ودمروا مركز المسحال الثقافي، ومؤسسة القطان الثقافية، ومركز الحوراني الثقافي، ومركز التخطيط الفلسطيني، وجمعية الهلال الأحمر ومعرض التراث التابع لبلدية غزة بالإضافة إلى كل المؤسسات الثقافية في خانيونس ورفح! وها هي قوات الجيش النازية تدمر الجامعات والمدارس والمعاهد في زمن حرب أم المجازر في غزة الجارية حتى الآن، بما في ذلك الكثير من مدارس الإيواء التابعة للأونروا!
إن إصرار الاحتلال على تدمير الجامعات والمعاهد والمدارس في غزة يجري منذ زمن بعيد لهدف إزالة أخطر تهديد وجودي لإسرائيل وهو نظام التعليم الفلسطيني، وليس نظام الأحزاب والفصائل ومصانع الصواريخ والمسيرات!
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 15-4-2024م خطة إسرائيل التالية لاستبدال الأونروا كمشرف على نظام التعليم الفلسطيني ليحل محل الأونروا جمعية أمريكية إسرائيلية يُختصر اسمها (USIEA)!
هذه الجمعية الإسرائيلية الأمريكية ترسل تقاريرها إلى أعضاء الكونجرس بشكل دائم، هدفها إزالة كراهية اليهود في مناهج التعليم في كل بلدان العالم وبخاصة فلسطين!
اتخذت هذه الجمعية من أحداث السابع من أكتوبر دليلا على كراهية اليهود لأنهم يهود، نشرت الجمعية فيديوهات وصورا تبرز كراهية أطفال فلسطين لليهود وصورتهم وهم يحتفلون في شوارع غزة باحتقار أسرى يوم السابع من أكتوبر!
أسست هذه الجمعية، هيثر جونسون بالتعاون مع جامعة أرئيل الإسرائيلية، وأشرفت على تدريب أكثر من مائة ألف معلم، ولها ارتباط وثيق بوزارة التعليم في إسرائيل!
أرست الجمعية مبدأ رئيسا وهو ضرورة العودة إلى جذور التعليم ومعرفة سبب التحريض في مناهج التعليم الفلسطينية، وأن لدى الجمعية مخططا لمكافحة هذا التحريض بواسطة تعديل المناهج المدرسية وفق مبادرة جديدة لتصيح الأخطاء، بحيث تتولى الإشراف على ذلك بدلا من الأونروا!
من المعلوم أن الأونروا تشرف على تعليم 291,000 طالب ولها 181 مؤسسة تعليمة في غزة!
أصدرت هذه المنظمة كتابا أبيض في بداية شهر إبريل 2024 هدفها إقصاء الأونروا عن الإشراف على مناهج التعليم، وإنشاء صندوق لإصلاح التعليم مع الشركاء الدوليين بمن فيهم أمريكا وألمانيا، وفرنسا، سويسرا، السويد، النرويج، اليابان، وشركاء الاتفاقية الإبراهيمية، كل تلك الدول سيجري الضغط عليها لوقف الدعم عن الأونروا، سوف يكون هذا المشروع مثالا لإزالة الكراهية وتعزيز السلام والشراكة الاقتصادية!
مع العلم أن برنامج هذه المنظمة يشمل إسرائيل وربما بعض الدول المرشحة للانضمام للاتفاقية الإبراهيمية كالسعودية وماليزيا!
للأسف فإن سياسيينا مشغولون بتصريحات صحفية فارغة تثير الغيظ والحقد، بعضهم يشبه ما يجري في غزة والضفة بأنه يسير في الاتجاه الصحيح، وأن النصر صبر ساعة! وآخر يقيس الانتصار باستشهاد سبعة في يوم واحد فقط بدلا من سبعمائة شهيد! وآخر قائد (بحجم الوطن) يقول: إن ما ترتكبه إسرائيل من مجازر(يرقى) إلى مستوى جريمة حرب، أي أنه لم يرقَ حتى الآن!
وما أكثر قادة الأحزاب السياسيين ممن ما يزالون جاهلين بحجم الكارثة التي سببها الارتجال الحزبي والانفراد باتخاذ القرار، وأن الكارثة لم تصب غزة فقط، بل طالت أيضا الضفة الغربية!ّ