- قوات الاحتلال تعتقل الطلاب المعتصمين داخل حرم جامعة بير زيت
جرائم ومجازر تقترفها قوات المستعمرة، لا تقتصر على قطاع غزة بل تشمل مخيمات ومدن وقرى الضفة الفلسطينية، ولا يوجد تفسير واقعي منطقي سوى أن مشروع المستعمرة بمجمله يستهدف العنصر البشري، الديمغرافيا الفلسطينية، فالمجازر العلنية والمكتشفة في مستشفيات قطاع غزة بالعشرات، لا توازي من حجم المقاومة وفعالياتها، بل هي تستهدف شعب المقاومة، تستهدف أمهات المقاومة الولادة بانتاج المقاومين.
المستعمرة تستهدف الشعب ومحاولات انهاء وجوده أو تقليص هذا الوجود، بالقدر الذي يستطيعون تحقيقه طالما لا يجدون من يقف ضدهم من الفعاليات والمؤسسات الدولية، التي ما زالت رغم الضجيج ورغم الاحتجاجات الشعبية في أوروبا والولايات المتحدة ولكنها لم تصل الى المستوى المؤثر الذي يدفع المستعمرة للحرج أو التراجع أو إخفاء جرائمها، بل هي مُصرة على ارتكاب الجرائم والمجازر والتصفيات والاعدامات، بدون أي إحساس بالمسؤولية نحو الشعب الفلسطيني.
الولايات المتحدة ما زالت غارقة بالتواطؤ، والدعم وتوفير الاحتياجات للمستعمرة ورفدها بالاسلحة والمال، إذ لولاها لما تمكنت المستعمرة من مواصلة جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني ، وأوروبا لا تقل إنحداراً لدى بعض حكوماتها، من مواقف الإدارة الاميركية، فالمعركة بالنسبة لهم وكأنها معركتهم ، ضد عدو مشترك ، مما يدلل على أن الكره والعنصرية والخيارات الاستعمارية مازالت كامنة لدى بعض حكوماتهم، ويتصرفوا على هذا الاساس، رغم أنهم هم الذين سبق لهم ومارسوا الكره والعنصرية ضد اليهود، ولم تقتصر جرائمهم ضد يهود أوروبا على: القيصرية الروسية، والنازية الالمانية، والفاشية الإيطالية، بل شمل ذلك العديد من البلدان الاوروبية، وهذا هو أحد أسباب استجابة اليهود لمشاريع وخطط الصهيونية في الرحيل إلى فلسطين، هروباً من الاضطهاد الذي تعرضوا له وكانت النتيجة استعمار فلسطين واحتلالها على حساب شعبها الذي سبق وتعرض لكل وسائل القتل والتشريد والترحيل والمجازر التي شملت أغلبية المدن والقرى الفلسطينية عام 1948.
لا خيار أمام الفلسطينيين بعد معاناة التشرد واللجوء سوى البقاء والصمود داخل وطنهم، وعلى أرضهم، الذي لا وطن لهم غيره، ولا أرض لهم غيرها، تاريخيا وواقعيا ومستقبلاً .
الثمن باهظ والتضحيات غير عادية، غير مسبوقة بهذا الحجم من الخسائر البشرية والمادية، وكل الدلائل تُشير إلى غياب أي خيار لهم وأمامهم سوى الصمود والتضحيات والمقاومة.
غياب الروافع العربية والإسلامية والمسيحية والدولية، معيبة بحق كل هؤلاء الذين يتابعون مشهد المجازر والاثام والجرائم والتصفيات، بدون اتخاذ إجراءات عملية ملموسة داعمة للفلسطينيين ورافضة حقيقة سلوك المستعمرين الاسرائيليين، بإنهاء العلاقات، وإسقاط مظاهر التطبيع والعمل على عُزلة الإسرائيليين وإغلاق كافة منافذ التعامل معهم ومقاطعتهم ليدفعوا ثمن جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.