اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024م
وزيرة خارجية ألمانيا تلمّح لإمكانية اعتقال نتنياهوالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 11 شهيدا جراء غارات الاحتلال على مدينة غزةالكوفية 400 اعتداء على قاطفي الزيتون بالضفة أكتوبر الماضيالكوفية "يونسكو" تعتمد قرارًا لدعم أنشطة "أونروا" التعليمية بفلسطينالكوفية قوات الاحتلال تعتقل 13 مواطناً من الضفةالكوفية دلياني: محاولات الاحتلال ربط نضالنا الوطني بمعاداة السامية خداع فكري لقمع دعاة الحرية والعدالةالكوفية بريطانيا تتعهد بتطبيق قرار "الجنائية الدولية" بحق نتنياهوالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل الطلاب المعتصمين داخل حرم جامعة بير زيتالكوفية قوات الاحتلال تقتحم جامعة بير زيت شمال رام اللهالكوفية اطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز بيت فوريك شرق المدينةالكوفية صفارات الإنذار تدوي في الجولان المحتلالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف مناطق متفرقة في شمال غزةالكوفية جرافة الاحتلال تقوم بهدم عدة مخازن خلال اقتحام منطقة الإسكان في مدينة قلقيليةالكوفية مراسلنا: اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال داخل حي الألمانية في جنينالكوفية مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن: القتل والدمار يكشفان عن همجية تهدف إلى محو الهوية الفلسطينيةالكوفية

نتنياهو يقود أميركا إلى الحافة

16:16 - 14 إبريل - 2024
نبيل عمرو
الكوفية:

حتى الآن لا يزال بنيامين نتنياهو يمسك بمقود العربة الإسرائيلية التي تجر وراءها الأميركية. ليس بشأن حرب غزة، وإنما بشأن المنطقة بأسرها.

كانت أميركا قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وما تلاه من حرب دخلت شهرها السابع على غزة، وامتدت منذ أيّامها الأولى إلى الجبهة الشمالية، ثم إلى باب المندب، تعمل وفق معادلاتها وحساباتها الاستراتيجية القائمة على الاحتواء عبر التهدئة وتجنب الحروب.

وكانت الدبلوماسية الأميركية تفعل فعلها حيال الاشتباكات التي تقوم بها القوى المحلية، والتي كان لهيبها يصيب أطراف أصابعها، وذلك تحت أسقف متفق عليها مع جميع الأطراف، بألا تتطور الأمور إلى حرب إقليمية تجاور الحرب المشتعلة في قلب أوروبا، الأمر الذي يضع أميركا وحلفاءها وأصدقاءها، بل والعالم كله في وضع غير مرغوب فيه.

وفي تلك الفترة ساد مصطلح يقول إن الجميع متفق على عدم التصعيد والاتساع، وإن بؤر الاشتعال المنتشرة على معظم جغرافيا الشرق الأوسط يمكن احتواؤها وتحجيم مفاعيلها، لتظل محلية وبمستوى لا يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة.

حتى حرب غزة التي هي الأشرس والأفدح من حيث الخسائر البشرية ومساحات الدمار، والتي جرّت حرباً على الجبهة الشمالية لم توصل الحالة إلى حرب إقليمية، بل ظلت هي وعصفها وامتداداتها تحت سيطرة المعادلة المتفق عليها.

غير أن نشازاً مؤرقاً حتى لأميركا كان يظهر بين وقت وآخر يشير إلى أن هنالك من يفكر ويعمل من أجل تغيير المعادلات المتفاهم عليها لمصلحة معادلة أمر واقع جديد تصبح فيه الحرب الإقليمية الاحتمال الأقرب للتحقق، وشرط ذلك أن تنطلق شراراتها من إيران ذاتها، بعدما لم تستطع أذرعتها أن تؤدي الدور بالكفاءة التي تخدمها، فلا حرب إقليمية تستطيعها الأذرع، بل بدخول إيراني مباشر.

لم تنفع ضربات نتنياهو لكل ما هو إيراني على الجبهة الشمالية، كانت إيران قد وجدت تفسيراً لتلقيها الضربات من دون أن تقوم برد يتناسب معها، فاخترعت مصطلح الصبر الاستراتيجي لتبرير عدم الرد، وذلك يشبه ما فعله الرئيس حافظ الأسد من خلال مصطلح التوازن الاستراتيجي والرد المناسب في الوقت المناسب...

غير أن نتنياهو المفترض منطقياً وبفعل متانة ارتباط إسرائيل بأميركا ألا يضع خيطاً في إبرة من دون التنسيق معها، إلا أنه شرع في توسيع هوامش لعبته الخاصة، التي كانت في كثير منها تتعارض مع السياسات والخطط الأميركية.

لقد خرج عن النص الأميركي في حربه على غزة مستفيداً من الاتفاق على الأهداف من دون ارتباطها بالوسائل والخطط الميدانية، ولم تكن مساجلاته مع الإدارة حول رفح هي كل شيء، بل كانت عملية تصفية طاقم المطبخ المركزي العالمي الذي مقره أميركا واحدة من الوقائع التي أكّدت أنه بذلك لم يضرب مجرد مساعدات إغاثية، بل ضرب أميركا ذاتها، وهذه المرة في عقر دارها وإن كان المكان غزة.

اعتمد نتنياهو على أن للرد الأميركي على حكاية «المطبخ» حدوداً، ويمكن أن تعالج بأبخس الأثمان كالتحقيق الداخلي واسترضاء بايدن ببعض المبادرات الثانوية.

غير أن أقصى درجات التمادي والتوريط - حتى الآن - كان تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من قيادات «الحرس الثوري»، بما عدّ أنه ضرب في قلب طهران، ووفق الرواية الأميركية، فإن الإدارة عرفت بالعملية بينما كانت الطائرات في طريقها القصير جداً إلى الهدف، وحين لم ينفع التبرير الأميركي اضطرت الإدارة إلى أن ترفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، وأن تدمج فاتورتها مع الفاتورة الإسرائيلية على نحو صارت الحالة إن تم الرد على نطاق واسع ومباشر من قبل طهران، أو تم بصورة متفق عليها لحفظ ماء الوجه وإعادة الأمور إلى السيطرة، فإن الحكاية من أساسها لم تكن لتروق لواشنطن، وإن ما فعله نتنياهو حقق نقلة نوعية في قواعد اللعبة، ولا أحد يضمن ما الذي تحمله تطورات الميدان فيما بعد.

 

كنا ولمدة طويلة نقوّم العلاقة الأميركية - الإسرائيلية بتبسيط وتسطيح، وحتى سذاجة، ذلك حين أقنعنا أنفسنا بأن إسرائيل مجرد مسدس سريع الطلقات بيد أميركا توجه فوهته ورصاصاته حيثما ووقتما تريد، فإذا بنا نرى وبعد زمن طويل حافل بالحروب والنكسات والأحداث غير ذلك تماماً على الأقل في منطقتنا، وصانع هذه الحالة هو بنيامين نتنياهو.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق