أهم معطيات التي تؤكد أن هناك احتلال كامل لرفح مبنية على قواعد استراتيجية حيوية تحدث بها نتنياهو وكل قادة الحرب مبكرا وبشكل واضح لتحقيق هدف اساسي وهو تأمين جنوب إسرائيل بشكل دائم.
لتحقيق تأمين جنوب إسرائيل حسب رؤية نتنياهو وقادة الحرب يحتاج القضاء على كل عناصر التهديد من قطاع غزة مستقبلا وبشكل محدد يعني ذلك القضاء على المقاومة ووقف التسلح من خارج القطاع وهذا يحتاج احتلالا كاملا لقطاع غزة لفترة طويلة ولذلك هدفان فرعيان لازمان للهدف الاستراتيجي الاول وهو تامين جنوب إسرائيل.
وهنا هدفان فرعيان تحدثوا عنهما، الأول والأهم هو احتلال معبر رفح للتحكم في عملية السفر والحركة من وإلى داخل قطاع غزة لتصبح عملية السفر من كرم أبو سالم أو أي نقطة تحت السيطرة الإسرائيلية ومنها إلى مصر ( شبه السفر من إيرز إلى الأردن) ويتبع احتلال المعبر احتلال شريط الحدود فيلادلفيا وشرقا للسيطرة على الحدود كلها مع مصر والهدف الفرعي الثاني وهو تحصيل حاصل لاستكمال ضرب البنية العسكرية بضرب كتائب حماس المتبقية في رفح وهنا تظهر حقيقة عدم اكتراث نتنياهو وقادة الحرب بموضوع الرهائن أو المحتجزين التي لم تكن هدفا مع بدء الحرب ولكنها أصبحت لاحقا في لحظات تطور ضغط التحريض من المعارضة تجاه عائلات المحتجزين كعملية إرضاء وتخدير للشارع الإسرائيلي وهي ليست هدفا استراتيجيا ولذلك
ليس هناك تفاوض جدي ولا عملية ضغط لإطلاق الرهائن بل هناك استكمال لاحتلال كامل للقطاع خدمة لهدف تامين الجنوب في إسرائيل... ولذلك هناك احتلال مؤكد لرفح بتحييد المدنيين بنقلهم كما تدعي الولايات المتحدة وأوروبا أو هروبهم عبر الحدود المصرية أي بدون تحييد لأن المهم لقادة الحرب هو تحقيق الهدف الأساس بطريقة أو بأخرى ونتاج ذلك الاحتلال الطويل لقطاع غزة سيتمخض عنه إدارة لقطاع غزة محلية أو عربية أو دولية أو إسرائيلية أو إعادة إدارة القطاع لمنظمة التحرير، لكن الجديد هو أن قطاع غزة سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة وليس كما كان قبل سيطرة حماس على السلطة في قطاع غزة خاصة عملية السفر عبر المنفذ الوحيد في رفح ومنع التهريب ... أي لا تكون سيطرة للفلسطينيين على أي جزء من الحدود كما كان خلال العقدين الماضيين وما قبلها أي بعد اتفاق أوسلو .