بعد هذه الأعوام العجاف من الانقسام والتشرذم والتشظي التي عاشها شعبنا الفلسطيني، هل من الممكن أن يتحقق سلاماً داخلياً بين مكونات العمل الوطني والإسلامي في فلسطين؟
هل سنشهد إنتصاراً على الذات والمصالح الشخصية لصالح الوطن والمواطن؟
الأنظار تتجه نحو القاهرة عاصمة الفعل العربي، والحريصة دوماً على لملمة الشمل العربي والإسلامي، كونها القلب النابض والعمق الاستراتيجي لكل بلاد العرب والمسلمين.
الدعوة الرسمية للأمناء العامون للفصائل الفلسطينية في القاهرة خطوة في الاتجاه الصحيح، تساهم في تحقيق الوحدة الوطنية إذا صدقت النوايا، ومارست القاهرة صغوطاً، وقدمت مقترحات من شأنها أن تقرب وجهات النظر، وتفضي إلى اتفاق ملزم لجميع الفصائل، تحدد فيه آليات وخطوات فعلية بأزمان محددة، لتحقيق السلام الداخلي ووحدة الشعب الفلسطيني على قاعدة التوافق، لإنهاء كل الخلافات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مهمتها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني.. والاتفاق على برنامج جامع كفاحي سياسي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
شعبنا يتعرض لموجات متتالية ومستمرة من الإرهاب الإسرائيلي، والاعتداءات على مدننا ومخيماتنا وقرانا من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، وممارسة البلطجة والقتل وسرقة المقدرات والأرض، وتدنيس المقدسات وهدم المنازل، واعتقال النساء والأطفال والشباب والشيوخ، لكسر إرادة شعبنا الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب من الكل الفلسطيني ان يقف عند مسؤولياته للدفاع عن قضيتنا وشعبنا.
الشعب الفلسطيني يتطلع إليكم أيها الأمناء العامون أن تحققوا حلمه في وحدة وطنية حقيقية، وان تعيدوا الاعتبار لكل مؤسساته وللمواطن الفلسطيني، الذي دفع فاتورة الانقسام وويلات الاعتداءات الإسرائيلية والحصار.
شعبنا يتطلع إلى سلام داخلي وروحي وسكينة وأمان واطمئنان.