اليوم الخميس 25 إبريل 2024م
عاجل
  • الصحة: نحذر من قرب توقف مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات نتيجة لعدم توفر الوقود
  • إعلام الاحتلال: انتهاء اجتماع كابينيت الحرب الذي تواصل نحو ساعتين
الصحة: نحذر من قرب توقف مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات نتيجة لعدم توفر الوقودالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 202 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية إعلام الاحتلال: انتهاء اجتماع كابينيت الحرب الذي تواصل نحو ساعتينالكوفية البرلمان العربي يرحب بنتائج التحقيق الأممي حول "أونروا" ويدعو إلى إستئناف تمويلهاالكوفية الاحتلال يعتقل 3أطفال من مخيم الجلزونالكوفية ثوب الصلاة.. الزي الرسمي لنساء غزة في الحربالكوفية تقرير|| دخان الحطب يصيب الغزيين بأمراض الجهاز التنفسي وسط انعدام غاز الطهيالكوفية ارتفاع أسعار السجائر في قطاع غزة إلى 200 دولارالكوفية مراسلتنا: مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام عيد الفصح اليهوديالكوفية الخطيب: النظام الأمريكي لا تكترث لمظاهرات الطلبة المؤدين للقضية الفلسطينيةالكوفية كتائب القسام: استهدفنا موقعا للمراقبة شرق جحر الديك وسط قطاع غزة بقذائف الهاونالكوفية مراسلنا: عودة تدريجية الاتصالات وشبكات الإنترنت في مناطق جنوب قطاع غزة ووسطهالكوفية حزب الله: استهدفنا ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيةالكوفية المغرب تدين اقتحام المستوطنين لباحات "الأقصى" وتدعو للحفاظ على طابعه الإسلاميالكوفية الدولار يرتفع مقابل الشيكلالكوفية وزيرة الدفاع الهولندية: هناك حاجة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائنالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تقصف المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزةالكوفية موقع "واللا": احتجاجات عاصفة في إسرائيل بعد فيديو المحتجز هيرش جولدبرجالكوفية مقال بـ"يسرائيل هيوم": استمرار الحرب دفعت المؤيدين للفلسطينيين إلى الخروج في مظاهرات واعتصاماتالكوفية القناة السابعة: "سموتريتش" يهدد بوقف تحويل الأموال للسلطة الفلسطينيةالكوفية

«باسوورد» القوة العربية

10:10 - 30 يونيو - 2022
حسن عصفور
الكوفية:

للمرة الأولى في تاريخ لقاءات قمة غربية، وبالتأكيد غيرها، يستمع العالم بأجمعه إلى  نص حوار خارج الترتيبات الرسمية الدقيقة حول قضية تمثل "عصب المركز الاهتمامي" للعالم بأجمعه، الطاقة والنفط.

في 28 يونيو 2022، خلال قمة مجموعة السبع التي عقدت في ألمانيا، سارع الرئيس الفرنسي مناديا على الرئيس الأمريكي "انتظر يا جو! اعذرني.. هذا مستشارك أليس كذلك؟ (في إشارة إلى  جيك سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي)".. "أريد الحديث عن طلب زيادة إنتاج النفط.. لقد تحدثت للتو مع رئيس الإمارات العربية المتحدة فقال لي شيئين: الأول -نحن الآن في حدود قدراتنا القصوى لإنتاج النفط، هذا ما زعمه، وثانيًا – السعوديون بإمكانهم ربما زيادة إنتاج النفط بحدود 150 ألف برميل في اليوم وربما أكثر قليلًا، من الآن وحتى 6 أشهر، تساءل ماكرون: وأخيرًا – ماذا علينا أن نفعل بالنسبة للنفط والغاز الروسيين؟".

الحوار بداية، حمل إهانة مباشرة إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي بعدم معرفته به، ولا يمكن اعتبار أن الرئيس الفرنسي لا يعرف حقًا شخصية بتلك الأهمية في هرم الإدارة الأمريكية، ما يعكس شيئا ما في "نفس إيمي" ضد المستشار.

ولكن، تلك ليست القضية المركزية لحوار نادر الحدوث، بل فيما أشار له ماكرون، حول النفط والغاز العربي، وأن دولة الإمارات عبر رئيسها محمد بن زايد لن يزيدوا برميل نفط واحد عما ينتج راهنا، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ربما يزيدون الإنتاج بشكل طفيف حتى ست أشهر.

وفجأة خرج "السؤال الماكروني"، ماذا نفعل بعد بالنسبة للنفط والغاز الروسي، سؤال يكشف عن "هلع نادر" وأزمة قادمة" قد تصيب مجمل الحياة الاقتصادية – الاجتماعية لغالبية الدول الغربية، والحياة السياسية بكاملها بأزمة لا حساب لنتائجها.

بعيدًا عن الغاز الروسي والنفط، وحرب أوكرانيا التي بدأت تنتج، وقبل نهايتها، "عناصر التكوين" الكوني الجديد، ولذا فأمريكا لم تسارع لتلبية الطلبات الغربية بفتح "المخزون الاستراتيجي" من الطاقة لتعويض النقص الذي سببه قانون العقوبات المفروض على روسيا، مسألة لن تمر دون أن تترك "أثرا عميقا" لاحقا في تشكيل علاقة المعسكر الغربي، رغم "بهروجة توسيع حلف الناتو".

ماكرون، في هلعه، كشف سر القوة العربية وسلاحها الأهم في التأثير على القرارات الدولية، والذي يمثل عمليا قيمة تفوق كثيرًا سلاحًا نوويًا وهمي الاستخدام.. فالنفط العربي هو السلاح الحقيقي الذي أجبر الغرب تفكيرا جديدا في صياغة العلاقة مع الدول المنتجة له في المنطقة، وكسر الغطرسة الأمريكية ورئيسها بايدن في الموقف من العربية السعودية وولي عهدها بن سلمان.

تصريح ماكرون المرتعش مع "جو"، أضاء النور على أحد العناصر المركزية التي يمكنها أن ترسم مستقبل العلاقات الغربية مع الدول العربية كافة، وتغيير مضمونها وشكلها، المتكون من عهد الاستعمار والوصاية "الأبوية" الغريبة، أنتجها تأسيس نظم تبعية عمياء تحت نقاب "الخوف من الشيوعية والناصرية"، علاقة أدت إلى سرقة تاريخية لرأس مال عربي، "وثلموا حدته" التي كان لها أن ترسم مشهدًا سياسيًا مختلفًا.

بالواقع، إن تغيير الارتباط والتعبية لبعض العرب بالمستعمرين والغزاة بدأ من زمن دون "صدام علني"، بل ربما بطريقة "التسلل الهادئ" من خلال فتح باب العلاقات مع الصين أولا وتنوع التعامل الاستثماري، فلم تعد أمريكا هي "السيد العام" تقرر وجهة الاستثمار والنمو الاقتصادي.

النفط العربي في حرب أوكرانيا وما بعدها سيكون التأثير المركزي الذي يمكن أن يكون لإعادة رسم ملامح "التكوين العربي الجديد،" يكون أقرب كثيرا إلى مفهوم "الشراكة الشاملة" بديلًا عن "التبعية الشاملة"، نظام يعيد الاعتبار لمكانة المنطقة، التي كانت يوما خلال الفترة الناصرية، وكلمة السر-الباسوورد -الجديدة لذلك التحديث الجذري سيكون النفط العربي ومركزه الخليج.

ولذا "قمة الرياض" القادمة بمشاركة الرئيس الأمريكي قد تمثل الانطلاقة الأولى للتغيير المرتقب، وللمرة الأولى يأت رئيس أمريكي لزيارة بلد عربي وهو من تقدم بتنازل مسبق لدولة عربية، بعدما فتح النار عليها وحزبه وبرلمانه التشريعي (الكونغرس)، لكن الحاجة النفطية أولًا، وفتح طريق الحرير القديم بشكل مستحدث في العلاقة مع الصين وروسيا والهند، بل وبلاد فارس، ومحاولة فشلت قبل أن تبدأ لتشكيل "حلف خاص" تحت وهم أكذوبة "الخطر الإيراني"، فهي بلد أوهن كثيرًا من أن تفتح حربا ضد دولة عربية، ولكن اللعبة الاستعمارية القديمة تحاول أن تبقي دوما "خطرًا ما" كما كان "الخطر الشيوعي" و"الخطر الناصري"، وكل ما لبلاد فارس أدوات للتخريب لا أكثر، ولكنها لا تمثل خطرا يكون ثمنه "خنوعا استراتيجيا".

"قمة الرياض" فرصة تاريخية لفرض شروط عربية على الولايات المتحدة، وعلى العلاقة مع المحور الغربي، بعدما صنعت حرب أوكرانيا ملامح "التكوين المستحدث كونيا"، وأصبح للنفط والغاز قيمة إجبارية التأثير، وأن مكذبة "الخطر الفارسي" التهديدي انتهت بالمهني العام،، وتقوضت أمنيا على يد جهاز استخباري في دولة العدو الكيان العنصري الإسرائيلي، وانتقلت من شكل إلى  شكل محلي استخدامي يمكن حصاره عبر علاقة عربية إقليمية خاصة للأدوات لا أكثر، بل ربما بلاد فارس أحوج ما يكون لاحقا لرضا "العرب"، بدأت بغزل علني مفاجئ من وزير خارجيتها إلى  مصر، ومحادثات مع السعودية.

"قمة الرياض" القادمة لها أن تكون لحظة تحول تاريخي في قواعد العلاقة مع أمريكا والمحور الغربي، وتضع حجر أساس لعلاقة مختلفة جذريا عما كانت وخالية من "الجين المستعمر"، وندية تستحق بما لها من أسلحة قوة قادرة، نفطا واستثمارا.

أمريكا ومحورها من يحتاج الدول العربية وليس العكس.. فلا خطر حقيقي على المنظومة الرسمية العربية سوى أمريكا ذاتها وتحالفها "الاستعلائي".

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق