اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024م
عاجل
  • قوات الاحتلال تقتحم جامعة بير زيت شمال رام الله
قوات الاحتلال تقتحم جامعة بير زيت شمال رام اللهالكوفية اطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز بيت فوريك شرق المدينةالكوفية صفارات الإنذار تدوي في الجولان المحتلالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف مناطق متفرقة في شمال غزةالكوفية جرافة الاحتلال تقوم بهدم عدة مخازن خلال اقتحام منطقة الإسكان في مدينة قلقيليةالكوفية مراسلنا: اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال داخل حي الألمانية في جنينالكوفية مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن: القتل والدمار يكشفان عن همجية تهدف إلى محو الهوية الفلسطينيةالكوفية هآرتس: الجيش لم يحاكم سوى 15 جنديا بجرائم تتعلق بالحربالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف منطقة تل الهوى جنوب غربي مدينة غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 417 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية مقررة أممية: يجب تطبيق حكم المحكمة الجنائية الدولية واعتقال نتنياهو وغالانتالكوفية بوريل: الاتحاد الأوروبي فشل في لجم إسرائيل والوضع الإنساني في غزة كارثيالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيليةالكوفية جيش الاحتلال يطلق الرصاص الحي تجاه الشبان خلال اقتحام مدينة قلقيليةالكوفية حزب الله اللبناني يعلن تنفيذ 21 عملية ضد الاحتلالالكوفية نادي الأسير: الاحتلال اعتقل 435 امرأة منذ بداية الحربالكوفية 11 شهيدا جراء غارات الاحتلال على مدينة غزةالكوفية فيديو | إصابة 3 مستوطنين في نهاريا بصواريخ حزب الله اللبنانيالكوفية

حفنة المشككين بالتلميح

21:21 - 08 سبتمبر - 2021
عدلي صادق
الكوفية:

سُمعت من حفنة ضئيلة،  تلميحات من جنس التشكيك في العمل الإعجازي المدهش، الذي قام به الأسرى الوطنيون الشجعان، الذين فروا من سجن جلبوع. فقد بدأ البعض المأزوم في التلميح السلبي، مستفيداً من الأسئلة الكبيرة، التي تركها الفارون وراءهم بدون إجابات، وفي صدارتها السؤال:"أين ذهب الرمل؟".

فإن كان الرمل، قد ذهب كفاً كفاً، الى أوعية القمامة، أو كان هناك سجانون ساعدوا على التخلص منه، فلا شيء يؤثر على حقيقة أن الشباب أنجزوا عملاً باهراً. وإن كان الفيلم السينمائي الذي انتجته هوليود بعنوان "الخلاص من شاوشانك" سيؤخد كمقاربة في تحليل الواقعة؛ فأقصى ما يستطيع أصحاب التلميحات المشككة استنتاجه، سيُحسب للأسرى وليس عليهم، بافتراض أن هناك من السجانين، من تعاونوا معهم. ففي حال مطابقة هذا الإفتراض للواقع، فإنه يمثل براعةً وجسارةً معطوفتين على الشباب الذين حرروا أنفسهم. في الفيلم السينمائي، كان السجين آندي ديفرين، قد تمكن من الهرب عبر نفق استمر في الحفر تسع عشرة سنة، وتأسست خلال تلك السنين الطويلة، علاقة تعاون، في حدود المكان، بين آندي وهادلي رئيس الحراس، ونورتون آمر السجن. لكن تلك العلاقة لم تتعد حدود المكان فوق سطح الأرض، ولم تتوغل في نفق، ولو كانت قد توغلت؛ لتطورت آلة الحفر، من مطرقة صخرية عند آندي، ومن ملعقة صدئة عند أسرانا الستة، الى إزميل من حديد!

عند الخروج من فتحة النفق، يبدأ الخطر الذي لا يخمده تواطؤ السجانين. وإن كان السجانون والحراس والجيش الذي في المحيط، قد تواطـأ مع الفارين، فهذه بُشرى كاذبة عن أمنية محببة لكنها مستحيلة. بخلاف ذلك، ما الهدف الذي يحققه المحتلون، عندما يصنعوا للفلسطينيين بطولة كاذبة افتراضاً. فقد تجاوز المحتلون مرحلة اللجوء للتحايل، لا سيما بعد أن اخترعوا لأنفسهم،  حفنة لا بأس بها من الفلسطينيين الضالين، منهم من يصادق المستوطنين، ومنهم من يثابر على التنسيق الأمني معهم. أما في حال العدوان، فإن هؤلاء المحتلين يقتلون علناً، وينفذون إعدامات ميدانية على مرأى من العابرين في الشوارع!

كان من بين السياقات السخيفة، التي سُمعت، القول إن رواية الفرار إسرائيلية محضة، ويصح الإفتراض بأن المحتلين أعدموا الأسرى الستة، فمن يلمّح بذلك، يريد القول إن ما فعله الأسرى الستة مستحيل، وبالتالي فإن المحتلين يمكن أن يكونوا قرروا إخفاءهم الى الأبد، ما لم يظهر الأسرى الذين حرروا أنفسهم، على الملأ، بالصوت والصورة. ويدحض هذا الإفتراض، كون طبائع المحتلين، تجعل قتل مئتي طفل في يوم واحد، أسهل بكثير من أن يصنعوا لأنفسهم خيبة بهذا الحجم، لكي يحققوا هدفاً ليسوا في حاجة اليه!

غاب عن البعض، أن المحللين الأشد تطرفاً وغروراً في إسرائيل، هم الذين لجأوا الى التلميح بأن أموراً أخرى، مسكوتاً عنها، ساعدت على الفرار.  وجوهر هذه الفكرة، أن منظومة الأمن الإسرائيلية، مُحكمة تماماً وغير عرضة للإختراق. وإن حدث إختراق يكون هناك خيانة. وحتى على مستوى هذه الفكرة، فإن مسطرة القياس، تقرر أن الفلسكيني ينجح، عندما يخون الإسرائيلي والعكس صحيح!

لكن للقلة الضئيلة التي تشكك، مذاهب أخرى.  فهي أولاً من نوع الناس التي حسمت أمرها على الرضوخ وباتت تتبرم من الشجاعة، وكلما ظهر فتى غاضباً، يحمل سكيناً، أو يضرب وهو يعرف أنه سوف يُقتل، سواء أصاب أو لم يُصب؛ تتحسس هذه الفئة رؤوسها وتتشاءم، ليس تأسياً على الفتى، وإنما تحسساً لضآلة النفس، وخواء الروح، وتشبعاً بفكرة اللا جدوى!

كم هي محرجة وضاغطة مبادرات الناهضين، بالنسبة لحفنة القاعدين. في بدايات إنتفاضة الأقصى، كان مروان البرغوثي ناهضاً، ينتقل من موضع الى آخر، وتتقصاه كاميرات التلفزة. آنذاك، أحس القاعدون بالحرج، وتحسسوا جيوب معاطفهم التي فيها بطاقات الشخصيات المهمة جداً. لم يلتزموا الصمت وكفى، بل ثرثروا ضد مروان، وبلغت الوقاحة بهم أن يتحدثوا عن عملية تلميع للرجل. وظل مروان معرضاً لمقولة التلميع، حتى وهو يَمْثل أمام المحكمة وتُتلى عليه لائحة الإتهام الطويلة. ولما نطق قاضي الإحتلال، بحكم المؤبدات المتعاقبة، إنزوى القاعدون، ثم عادوا بعد حين،  لكي يتتبعوا تفصيلات نشاط الأسير في السجن. فكلما كان مروان يقود إضراباً، كان الذين يحسدونه على زنزانته، يشككون في مقاصد القائد الوطني. فهكذا هم!

الأسرى الستة الذين فروا، لا يزالون في حال الفرار والإنتشار. فقد سجلوا مأثرتهم وفيها براءة إختراع مهم، سواء عاشوا أو ارتقوا الى علييْن.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق