غزة ـ عمرو طبش: لا يزال بإمكان المكفوفين بأن يعيشوا حياة طبيعية، ويقوموا بمعظم الأشياء التي يستطيع الأشخاص الأصحاء القيام بها، إلا أن الشاب الكفيف محمود عبيد صاحب الـ"21 عاماً" تجاوز التوقعات بعدما استطاع ابتكار جهاز إلكتروني يُغني عن استخدام التيار الكهربائي.
الشاب عبيد، يعيش في بيتٍ متواضعٍ بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، محرومًا من نعمة البصر التي فقدها منذ ولادته، لكنه وفي حالة استثنائية رفض الواقع الأليم وقرر محاربته، من خلال ابتكار لجهاز إلكتروني.
عبيد، قال لـ"الكوفية" إنه على الرغم من كونه أحد ذوي الإعاقة البصرية، إلا أنه استطاع ابتكار جهاز بسيط، يُغني عن استخدام التيار الكهربائي، حيث أنه يعمل على الطاقة الذاتية، ويقوم بشحن أي جهاز إلكتروني "موبايل"، وتشغيل إضاءة المنزل خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي.
وأوضح، أنه في البداية قام بتصميم جهاز إلكتروني كبير، بمساعدة والده الذي كان بالنسبة له، اليد الذي يمسك بها والعين التي يبصر بها، إذ أنه بعد تجهيز ذلك الجهاز، اكتشف أنه لا يعطي قوة كهرباء بالشكل المطلوب، نظراً لقلة الإمكانيات المتوفرة لديه، فقرر تحويل ذلك الجهاز إلى حجم صغير يتناسب مع الإمكانيات المتوفرة لديه، التي استطاع من خلالها تحقيق نجاح كبير في ذلك الجهاز.
وأكد عبيد، أن الجهاز يتكون من أدوات ومعدات بسيطة متوفرة في أجهزة إلكترونية وكهربائية غير صالحة للاستخدام، منها محركات كهربائية بسيطة، بطارية صغيرة، اسطوانات كمبيوتر، موتور صغير، وأسلاك، مبيناً أن هذا الجهاز يعمل على دعم البطارية الموصولة به، ومن ثم تعيد البطارية التيار الكهربائي إلى الجهاز، وهكذا تكون العملية باستمرار، وفي النهاية تعطي تيارا كهربائيا بشكل متواصل ومستمر.
وأشار إلى أنه استطاع، سابقا، صناعة أجهزة بسيطة منها الجهاز الكهربائي، وجهاز "مقدح"، حيث أنه كان لا يرغب في إظهار تلك الأجهزة إلى جميع المواطنين، ولكنه عندما وجد أن الجهاز الأخير يعود بفائدة كبيرة على المجتمع، أحب بأن يظهر لكي يستفيد منه الجميع في ظل انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر في غزة.
وكشف عبيد، أن أهم الصعوبات التي واجهته، هو عدم قدرته على تنفيذ الفكرة التي تكون بمخيلته، نظراً لأنه كفيف ومن ذوي الإعاقة البصرية، ولكنه استطاع التغلب عليها من خلال مساعدة والده الذي كان كل شيء بالنسبة له، مضيفاً أن ضعف الإمكانيات كان العائق الكبير أمام تطوير ابتكاره.
ويطمح في أن يصل إلى العالمية من خلال تطويره للأجهزة التي يبتكرها حتى يستطيع الحصول على براءة اختراع، بالإضافة إلى خدمة بلده ومجتمعه من خلال الأجهزة التي يصنعها.
ووجه عبيد رسالة إلى كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بأن المكفوفين لديهم عقول جبارة، أفكار، تخيلات، وتصورات، يستطيعون تحويل تلك الافكار إلى شيء واقعي يستفيد منه كافة أفراد المجتمع.